في السابق كان المعلم ذا هيبة ومكانة في قلوب الطلاب، كلما رأوه في باحة المدرسة أو واقفاً ممسكاً بعصاته «الخيزرانة» في طابور الصباح اليومي أو مارّاً أمام صفهم حيث تنحني له الرقاب خشية من أن يفاجئهم بدخوله صفهم حيث ترى جميع الطلبة صامتين وكأن على روؤسهم الطير خوفاً وهلعاً! الأمر الذي يفزع الطلاب ويقلقهم! غير أنه مع مرور الزمن وتغير أنماط وطرق التدريس اندثرت الخيزرانة وانقرض المعلم معها، وبدأت هذه المكانة والهيبة تتلاشى حتى أصبح المدرس مهاناً وليس مهيناً ولا حتى رسولاً! حيث يضرب بلكمة من طالب هنا أو ببصقة من طالب هناك بل إذا عاد إلى بيته سالماً فهو محظوظ! وقد لا تسلم سيارته أيضاً من بعض التلفيات! لماذا؟
الأسباب كثيرة لعل أهمها أن قلة قليلة من المدرسين المعنيين بالعنف والتعنيف لم يستفيدوا من تجارب زملائهم المدرسين ولم يغيّروا سلوكهم ولا الطرق الحديثة في التدريس بل مازالوا ربنا كما خلقتنا يستخدمون الطرق التقليدية في تعاملهم مع الطلبة! الأمر الذي أدى إلى ازدياد الأخطاء والحوادث التي يرتكبها بعض المعلمين في حق الطلبة عند ارتكاب بعض الطلاب مشاغبة أثناء الدرس أو عدم إكمال الواجب المدرسي وعقابهم هو الحل إما كسر يد أحدهم أو طرحه أرضاً أو كسر أسنانه حتى انقلب السحر على الساحر! فصار الطلاب جلادين، والمدرسون ضحايا!
إنني من أولياء الأمور ومن دعاة تبجيل وتوقير المدرس البحريني وتكريمه وتخفيف حصصه والنشاطات الأخرى عنه، ولكن من هو المدرس الذي يجب أن تبجّله إدارة المدرسة وتكرمه وزارة التربية فيهابه الطلاب؟
طبعاً ليس كل مدرس هو المعني، يعني ليس المدرس العنيف «أندر تيكر» ولا «الوحش» فالمقصود هنا بالمعلم الذي كاد أن يكون رسولاً رسول العلم والمعرفة والثقافة والتسامح بأخلاقه وعلمه وفهمه لنفسيات الطلاب وكسب ثقتهم وحبهم لدرسه، وتطبيقه للطرق والأساليب الحديثة في الشرح والتقويم والتقييم ومتابعته لهم سلوكياً وتحصيلاً، إلا أن المدرس ليس ريموتَ ولا آلة حرث وزرع، بل يحتاج إلى دعم من الأسرة ومن أولياء الأمور في متابعة سلوك أبنائهم وتحصيلهم الشهري، إنها صرخة وطنية لإنصاف المعلم البحريني قبل إنصاف المعلم الآخر الوافد الذي استبدل واستعاض به عن المعلم البحريني!
مهدي خليل
عاشَ بين الأمِّ والأب...
عاشَ بين الأهلِ والأقارب...
عاشَ بين الأبناءِ والأطايب...
عاشَ بين الصحبةِ والحبايب...
عاشَ وعاشَ وعاشْ... لكنه غريبٌ سجينٌ .. وحدتهُ بليلهِ نحيبْ...
يُداوي جراحَهُ... بلا طبيب... بلا أنيس ولا حبيبْ...
ينشدُ حسَ فهمٍ... من لبيبٍ ... ولقاءَ روحٍ... من قريبْ...
ليحيا ويأنسُ بها... هذا الغريبْ...
عاشَ وعاشَ وعاشْ... لكنه غريبْ
بأعماقِه... صراخٌ مكبلٌ... مريبْ... يعتصرُ أنفاسَهُ بآهاته... رهيبْ...
يرسمُ البسمةَ... وقلبهُ كئيبْ...
محياه مَلكٌ... بلا عيبٌ... وباطنهُ هرِمٌ... وظاهرهُ شبيبْ...
عاشَ وعاشَ وعاشْ... لكنه غريـبٌ...
فيا أنيسَ النفوسِ... المهيبْ...
في سمائي... رايتُكَ لهيبْ...
بعدكَ الدنيا... فناءٌ عجيبْ...
أقبل إلينا سيدي... بعدلٍ سكيبْ...
يفني الظالمين لهم... حريبْ...
أقبلْ... أقبلْ... أقبلْ يا بن الحسنِ... واكسرْ الصليبْ...
أحمد البدري
ضاعت مفاتيح الصبر
ضاعت أمس العصر
آه من حظي الردي
ضاق بي الكون والصدر
***
ما يفارقني الحزن
دوم في إذني يرن
في دنياي ممتحن
حتى قلبي منفطر
***
ودي أطال الفرح
ما يوم صدري انشرح
حياتي كلها أح وأح
صبرت ما فاد الصبر
*** ما أنلام لو صحت
ياما وياما اتوجعت
من ركضتي اليوم طحت
ما ينجبر فيني الكسر
***
خيّم في عيني الظلام
واليوم ما يفيد الكلام
أنوح أنا مثل الحمام
جناحي أشوفه منكسر
***
لي ما نفع طبيب
جرحي أشوفه غريب
حتى النفس مني يغيب
ضاعت مشاوير العمر
جميل صلاح
إي نعم... أنا ذاك اللي تعب
أسهر أيام وشهور أدور رضاك
محد غيرك أنت بقلبي لعب
لعبة تسليك عن هذي وذاك
صعب ترضى بالقليل والله صعب
وأنت اللي لجله العين تفداك
أشيلك من حشى واسكنك قلب
لكن أنا غلطان يوم إنّي اتمناك
على شنو مرشوم قلبي لك يا درب
وأنت تكسر بخاطري وهو ما يسواك
عرفت الحين على منهو العتب
أعاتب نفسي يوم قررت أهواك
ولكن خلاص مابكون مثل ما كنت تحب
قررت أنسى ماضيك وماضيي معاك
وبنسى كل الكلام اللي لأجلك انكتب
وبعيش باقي أيامي أتناسى فيها غلاك
وبكتب صفحه جديدة بحروف الذهب
واطوي لك كتاب أجبرتني عليه أنساك
علي السكران
عجباً كلاب تعلمت الزئير
وغدت تكابر أسود بأوكارها
سبحانه من غير المصير
للأذلاء وجعلهم من أكابرها
كفيف القلب بعين بصير
من جارى الكلاب بتكابرها
فالأسود لها صبر قصير
وسل عن أنيابها من جاورها
وكن قرب الليوث كسير
لا تطمع بك لحماً جحافلها
فلا تغدو للغرور أسير
والقبور ذائقة ذل ساكنها
علي مدن
ترد بعض الأحيان بلاغات إلى مراكز الشرطة فحواها قيام بعض الأزواج بضرب زوجاتهم، والذي عادة ما يكون نتيجة حدوث سوء تفاهم بين الأزواج وغيرها من المشكلات العادية التي لا تستدعي اللجوء إلى استعمال العنف ضد المرأة عموماً، حيث قد تصاب الزوجة بإصابات بليغة كجروح في الوجه أو كسر في العظم من جراء الاعتداء عليها من قبل الزوج، ولا تتقدم المسكينة ببلاغها إلا حين تبلغ القسوة مداها مما يجعل ملاذها الوحيد مركز الشرطة، لا لتنتقم أو تقتص منه، وإنما لكي يكف الزوج أذاه عنها.
ولعل السبب في اختيار هذا الموضوع هو قيام أحد الأزواج بضرب زوجته لكونها قالت له: «لا أريد أن أخرج اليوم لأني متعبة»، وقد أحدث اعتداء الزوج بها كسراً في يدها اليمنى، حيث اتجهت بعد علاجها مباشرة إلى مركز الشرطة لتضع حداً لاعتداءات الزوج المتكررة، وحين قابلها الضابط المسئول وشرحت له بأنها لم تفعل شيئاً يسوغ لزوجها ضربها بقسوة، كما أفادت بأنها لا تريد تصعيد الموضوع، وإنما ما تريده هو إيقافه عن اعتداءاته المتكررة من دون سبب يستدعي ذلك.
وعلى إثر ذلك تم استدعاء الزوج وسؤاله عن سبب ضربه لزوجته وكسر يدها، والذي قال إن هذه زوجته، وإن من حقه تأديبها وفعل ما يشاء بها، وليس لها أن ترفض أمره، وكانت الزوجة حاضرة عند استجواب الزوج، وعندما رأته يعاند ويكابر آثرت تهدئة الأمور بدلاً من إثارتها لما قد يترتب على ذلك من الإضرار برب أسرتها، وأعلنت عن رغبتها في التنازل، إلا أن الزوج قد ثار، وقال إن الشرع والدين أعطاه حق تأديبها.
وعليه، فإن الشريعة الإسلامية باعتبارها المصدر الأول في التشريع، وإن كانت تقر حق الزوج في تأديب زوجته استناداً لقوله تعالى «واللاتي تخافون نشوزهن فعضوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً»، إلا أنه لم يتم إطلاق هذا الحق ليعبث به العابثون ويفسروه حسب أهوائهم ويشرعوا به ما يحلو لهم، بل قيدته بمجموعة من الضوابط ينبغي أن تتوافر مجتمعة، مما يجعل تحقيق وإقرار هذا الحق للزوج في حالات محدودة.
الضابط الأول: حق الزوج في تأديب زوجته يثبت له وحده ولا يحق لوالده أو أخيه أو صديقه أن يباشر عنه هذا الحق حتى لو كانت المباشرة بتكليف من الزوج نفسه.
الضابط الثاني: أن تأتي الزوجة بمعصية حتى يمكن للزوج أن يستعمل هذا الحق كأن لا تطيعه فيما هو واجب عليها لزوجها بأمر من المولى عز وجل.
الضابط الثالث: أن يكون استعمال حق التأديب بعد استنفاذ مرحلة الوعظ – أي توجيه الزوجة وإرشادها بعدم تكرار خطأها – وتأتي بعدها مرحلة الهجر في المضجع لمدة محددة كأسلوب أشد في حالة عدم جدوى أسلوب الوعظ في ردعها عن تكرار المعصية أو الخطأ.
الضابط الرابع: أن يكون الضرب المستخدم في التأديب بسيطاً غير مؤذٍ، ومقياس الضرب البسيط المجاز في تأديب الزوج لزوجته هو الذي لا يترك أثراً في الجسم ولا يغيّر لونه، لأن الغاية منه ليس الإيلام الجسدي.
الضابط الخامس: أن يكون الهدف من التأنيب هو تقويم الزوجة، أما إذا كانت الغاية من الضرب الإذلال أو الإيذاء الجسدي – كما حدث في الواقعة السابقة – فإنه لا يجوز للزوج استخدام هذا الحق لتخلف الغاية من التأديب.
وزارة الداخلية
العدد 4235 - الجمعة 11 أبريل 2014م الموافق 11 جمادى الآخرة 1435هـ
كلمات ادبيه راقيه لاحمد البدري
كلمات راقيه للشاعر احمد البدري تمثل الذات المكبوته في صدور من لا يفهمه الاخرين ..... بارك الله بك اخي الشاعر والاديب البدري