العدد 4234 - الخميس 10 أبريل 2014م الموافق 10 جمادى الآخرة 1435هـ

كشكول رسائل ومشاركات القراء

تجربة قناة الكويت الأولى...

العالم العربي والعالم الغربي، الفرق بين الكلمتين ليس نقطة وإنما هنالك فروق جوهرية في التفكير وصنع القرار. ونتلمس تلك الفروق عند أي دراسة متعمقة لمقارنة الوعي الفكري للشعوب بين العالمين. ولو وقفنا عند العالم العربي، لسمعنا كل التجارب السلبية التي قادت بالمجتمع إلى أن يركز على المشكلة لا على حلها.

تلك الأفكار جالت في بالي كثيراً عندما شاهدت في التلفزيون على قناة الكويت الأولى نخبة من الطلبة والطالبات يشاركون في بطولة مناظرات جامعة الكويت. وذلك ليس مستغرباً على دولة الكويت الشقيقة والعريقة في مجال إتاحة الفرصة للتعبير عن الرأي والديمقراطية في التفكير، ولكن المستغرب أن دولة الكويت هي دولة من دول العالم العربي الذي تنتابه الكثير من الانتقادات على الاسلوب والمنهج.

لاشك في أن دولة الكويت ومن خلال أسبقيتها في التلفزيون، عرضت مشاكلها وبدأت في حلها، وها هي اليوم تأخذ بالحلول من أفواه أحفاد دولة الكويت من طلبة البكالوريوس في جامعات الكويت الحكومية والخاصة. ويا ليت قومي يعلمون، إذ ان القرارات والحلول لمختلف المشاكل لا يجدر وضع رئيس أو تعيين مسئول لتلقي الحلول لحلّها، بل يجب أن يؤخذ الحل من فم من عانى من تلك الظروف.

ويا ليت قومي يسمعون، إذ ان البرامج التي تقدّم في التلفزيون الحكومي يجدر بها الارتقاء بالأمة والأخذ بها إلى ما يعلّيها، وكأنني بأي شخص يشاهد قناة الكويت الأولى يقارن بينها وبين قنوات الاعلام الحكومي للدول الأخرى.

في نظرة سريعة وخاطفة وفي أقل من ربع ساعة من مشاهدة ذاك البرنامج الشيق الذي يتناول أنشطة وفعاليات الجامعات في دولة الكويت، أصبح لديَّ تصوّر راقٍ عن الطلبة في جامعة الكويت إذ هم فعلاً عماد وطنهم وغير مستبعد أنهم أنفسهم يسعون إلى المزيد من الرقي لبلدهم الراقي.

لا نريد برامج تصب اهتمامها على القضايا المجتمعية، إنما نريد برامج من قلب الواقع ترقي بالوطن وتثبت وجود وعي الانسان البحريني. لا نريد برامج تركز على الأطفال دون غيرهم ولا نريد برامج مدخلاتها في تعزيز المواطنة خاطئة فتكون مخرجاتها خاطئة. نريد بالوطن ليرتقي بالإعلام الجيّد والقدرة على إدارة زمام الأمور، وتعليم الأطفال والناشئة حب الوطن بترابه وزرعه وبحره، بما يتغنى به وطن الكويت في نشيده: وطني الكويت سلمت للمجد، وعلى جبينك طالع السعد... فبالطبع إذا ارتقى الفكر الانساني وكانت هناك تغطية اعلامية لذاك الفكر المتقدم، سيلازم الوطن طالع السعد للأبد.

فاطمة كاظم الوادي


العالم الفقير

رمقت بنظري ذاك العالم... في مؤتمر العلماء... لفت انتباهي وشدني إليه... إنه العالم الحالم... تاه فكري وخيالي به... لقد امتلك النقيضين... الغني والفقير... الماضي والحاضر... الوجود والفناء... رأيت وجهه باسماً... وفكره سالم... في لبسه أناقة... وفي محياه بساطه... يختلف عن البقية... وأرى به تقيه... فالمظهر رسمه للناس... والجوهر اختزله له كإحساس... لا يريد أن يظهر ما بداخله... حتى لا يسقط بعين مجتمعه ومحيطه... على رغم أنه لا يعيش إلا بأعماق عالمه... يملك الهندام الغني بالمظهر... والبسيط الفقير بالجوهر... فهو الحاضر وإبداع العلم والتحرر... والماضي وبساطته بكل تصور... إن نظرت إليه تملكك الوجود... وإن تعمقت به فمصيرك فناء الوجد... إن تكلم أسر العقول... وبأن به علم مجهول... يكابد الحياة... ليسعد الرعاة... يدخل السرور في قلوب الجميع... لكنه احتوى بقلبه حزن فضيع... تحسست معاناته... استشعرت نبضاته... ابتسامته... خفياته... كانت حاضره أمامي ويومياته... سعدت به وحزنت عليه... فهو مثال التضحية... وبمجتمعه كان ضحية... طرد الجهل والظلام عنه فوجده قد انتشر بالبقية... نعم إنه العالم الفقير... الناس تنظر إليه أمير... وهو في نفسه صغير... وعند ربه كبير... هكذا رأيته.

أحمد البدري


من هو المنافق؟

هذه كلمة أوجهها إلى كل من خان صديق عمره بأن الله بالمرصاد، وهو رقيب على تصرفات كل مخلوق، وأن الرسول الكريم قد أخبرنا عن المنافق بأن آياته ثلاث «وإذا اؤتمن خان».

بالأمس كان صديقي وحبيبي وكان بمثابة أخي، شكوت له عن مشاكلي وفتحت له قلبي، وثقت به، وكيف لا أثق به فهو أقرب البشر لي، وثقت به باسم الصداقة والوفاء، وهذا ما تعلمناه من الحياة وعشنا عليه، كنا نجلس ونتحاور معاً في المجالس، في المطاعم، في السفر وفي كل مناسبة جميلة كنا معا، فجأة تغير هذا الصديق، أصبح يعمل لمصلحته الخاصة، تصرفاته أصبحت غريبة، مستعد لعمل أي شيء في سبيل الوصول إلى غايته، وعلى حساب وتشويه سمعة صديقه الذي أحبه كل تلك السنين الطويلة.لقد كان هذا الصديق يظهر لي أنه يكن لي كل الحب والوفاء، فيما هو يتقرب إلى أناس أساءوا إلى صديق عمره الوحيد، وكان هذا الصديق دائم التردد عليهم ويتودد إليهم طمعاً في الوصول إلى غايته ومصلحته، لقد خان هذا الصديق رباط الصداقة التي كانت تربط بيننا، وأفشى جميع أسراري وخصوصياتي إلى أناس ليس لهم هم إلا التفرقة بين الناس. إنه حقاً منافق ولم يكن يستحق لقب صديق.

الناشط الاجتماعي

صالح بن علي


قل من أنت... أقل لك أنت سعيد

مع إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 20 مارس/ آذار اليوم الدولي للسعادة من كل عام والتي حددته على هامش فعاليات دورتها الـ 66 في يونيو/ حزيران العام 2012 يوم 20 مارس للاحتفال سنوياً باليوم العالمي للسعادة تعزيزاً لأهمية السعادة في خلق أطر سياسية تذكي التنمية المستدامة وتوفير الرفاهية لجميع الشعوب فقد احتلت الدولة الخليجية الشقيقة دولة قطر مرتبة متقدمة ضمن أفضل الدول العربية التي يشعر مواطنيها بالسعادة بينما صُنفت رقم 27 على المستوى الدولي.

وبغض النظر أن أسباب السعادة الموضوعية التي يتمتع بها الشعب القطري وذلك من تسهيلات معيشية غالبيتها اقتصادية وثقافية وبيئية تستلزم منا البحث والتروي قليلاً في إقناع أنفسنا والآخرين من أن هل المال والرفاهية هو سر سعادة الفرد والمجتمع فقط؟ أم أن هناك أولويات دستورية واستحقاقات رئيسية كإشراك المواطن والفرد في رسم حياته وصياغة حقوقه وتعزيزها في دستور مكتوب بيده وإقرار الدولة أن الشعب مصدر السلطات وهو من يحكم ويقرر الأصلح والأنفع له وللأجيال القادمة عبر صناديق الترشح والاقتراع؟ أما أن السعادة هي في أن يلبس المواطن أفضل ملابسه ويركب المركبة باهظة الثمن ويعيش في قصر مترفاً ومترفهاً ولكنه أمي سياسي ومهمش من جميع حقوقه والحقوقية؟

فأقول على الشعب السلام حينما تجف آبار النفط والغاز وتضعف عملته ويركب الجهل والغرور عقله، واستدل على صحة كلامي بارتفاع معدلات الانتحار في السويد على رغم ما يحظى به المواطن السويدي من سقف رفاهية، خلافاً لمصر التي تتراجع فيها نسب الانتحار أمام منغصات تلاحق المواطن المصري سياسياً واقتصادياً!

مهدي خليل


البرنامج الانتخابي الناجح وقلب الموازين

أثبتت التجربة البرلمانية في مختلف البلدان أن نجاح المرشحين لا يعتمد فقط على كفاءة هذا المرشح أو نواياه الحسنة تجاه الناخبين، أو رغبته الصادقة في خدمة مجتمعه، فقد أصبح النجاح في الانتخابات النيابية يأتي انعكاسا لخطة عمل استطاعت التعرف على مفاتيح الناخبين، ومواطن الدخول إليهم للحصول على أصواتهم، وتختلف هذه المفاتيح باختلاف احتياجات الناخبين وتطلعاتهم وثقافتهم ورؤيتهم المستقبلية.

ويؤكد خبراء الدعاية السياسية أن الحملة الانتخابية الناجحة تعد مجموعة من العوامل لايصال المرشح الى مقاعد البرلمان منها الوصول الى أكبر شريحة من الناخبين في الدائرة. ومن المعروف، أن إدارة الحملة الانتخابية تحتاج إلى فريق عمل متخصص إلى جانب فريق من المتطوعين إضافة إلى مقرات انتخابية، وإعداد دراسة للخريطة الانتخابية للدائرة، والشرائح المستهدفة.

كذلك، فالحملة الانتخابية الناجحة تتصف بوجود خطة زمنية مبرمجة قبل بدء الانتخابات تمهيدا لها، وتكون على مراحل تبدأ بفترة ما قبل بدء الانتخابات، وخلال وقبل نهاية الانتخابات، بحيث يكون لكل مرحلة خصوصيتها.

كما أن وسائل الدعاية لابد أن تكون متنوعة ومؤثرة وتتناسب مع فعاليات الحملة، وأن تتضمن في لجانها عناصر ذات كفاءة عالية وهيكلا تنظيميا يخدم الحملة مع وجود مدير فعّال ذي علاقات واسعة قادر على أن ينسق بين اللجان العاملة والفاعلة فيها. كما لابد أن تغطي الحملة أيضا مناطق الدائرة الانتخابية كافة، بحيث لا تركز على عدد من المناطق دون غيرها، وتكون في الوقت نفسه مؤثرة ومقنعة ولها برنامج محدد وخطة واستراتيجية مدروسة.

من شروط نجاح الحملة الانتخابية أيضا أن تنطلق من كونها السند القوي للمرشح لتساعده في عملية اقناع الناخبين، لأنه يعتمد عليها كلياً، بحيث تكون قادرة على التسويق له بأسلوب جذاب يتوفر له الغطاء الإعلامي وتتواصل مع ناخبيه في الدائرة بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم الفكرية بحيث تعطي رسالة بأنه للبحرين كلها وليس لفئة محددة.

كما أن الحملة يجب ان تواكب المتغيرات الجديدة وتركز على وسائل الدعاية الأكثر انتشارا كالقنوات الفضائية والانترنت. ومن أهم الصفات التي لابد أن يتصف بها المرشح، هي الصدقية، وأن يكون ملماً بقضايا ومشكلات المجتمع، ولديه القدرة على التواصل مع القواعد الشعبية كافة إلى جانب أن يكون مثقفاً ومتعلماً.

من جهة أخرى، يجب أن تكون الرسالة الإعلامية مختصرة وواضحة ومفيدة ومتنوعة وموضوعية وسهلة وليست مكررة وأن تنقل تطلعات الناخبين وتثير اهتماماتهم وتبيّن المقصد من عملية الترشيح.

غير أنه من المحتمل حتى مع الأخذ بكل ما سبق، أنه قد لا تؤدي الحملة الانتخابية الناجحة الى إيصال المرشح الكفوء إلى مقعد البرلمان! لذا، قد يكون الخلل في الناخبين أنفسهم الذين يملكون قناعاتهم وتوجهاتهم وأيديولوجياتهم الخاصة بهم، والتي لا يغيرونها حتى ولو كان المرشح من أفضل المرشحين، حيث تظل صلة القرابة والقبيلة والطائفة المسيطرة على اختيارات بعض الناخبين، وكثيرا ما قلبت الحملة الانتخابية المدروسة في بعض البلدان توقعات المجتمع بفوز أحد المرشحين الذي قد لا يمتلك شعبية كبيرة، ولكنه استطاع أن يقترب من دائرة احتياجات الناخبين وبالتالي حصل على أصواتهم، إذاً، نستطيع أن نقول ان البرنامج الانتخابي الناجح يعد سندا كبيرا في الحصول على أصوات الناخبين، ولكن تظل الانتخابات لعبة قد تقلب الموازين لكفة دون أخرى.

(معهد البحرين للتنمية السياسية)

العدد 4234 - الخميس 10 أبريل 2014م الموافق 10 جمادى الآخرة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 4:22 م

      معجب بفاطمة الوادي

      إلى الأمام يا فاطمة ، و أتمنى منك الكتابة دائما و عدم الإنقطاع .

اقرأ ايضاً