الكثيرون أصبحوا مهتمين في السنوات الثلاث الأخيرة بتحليل الوضع القائم في مجتمعاتنا العربية التي تعجز حتى الآن عن تحقيق حلم «الحرية» لعوامل وأسباب عديدة.
وقد نجحت الأنظمة السياسية بالمنطقة ومؤسساتها الأمنية والعسكرية في استخدام الحرب الإعلامية حتى وإن كان نجاحاً غير دائم، أسلوباً لتقسيم المجتمع وإلهائه في تناحرات تنتهي إلى جعل «الكراهية» قاعدةً في الطرح، بل وسلوكاً متأصلاً عند فئة تحاول نشر هذه الثقافة على أكبر مستوى ممكن من المجتمع.
وللتصدي للكراهية من جماعاتها، فإن ذلك لا يأتي إلا من خلال التسامح الحقيقي، والحب وإشاعة ثقافة الحوار وتقبل الآخر. ولكن الكراهية تصبح ظاهرةً مرَضيةً عندما تتحوّل إلى حالة مجتمعية عامة، فعندها لا يمكن التحكم فيها، ولهذا من الضروري العمل على محاربة الشعور بالكراهية تجاه الآخرين بغض النظر عن جنسهم وعرقهم ودينهم وطائفتهم، من أجل تغليب لغة التسامح والعيش المشترك. والاختلاف أيضاً لا يعني بالضرورة «كراهية»، وإنّما يجب أن يظل التسامح وسيلةً أساسيةً للتعامل من أجل استمرار التعايش في المجتمع.
إن وجود ثقافة التسامح في مقابل الكراهية، ضروري للمجتمعات، كما أن للحرية دوراً مهماً في المجتمعات العربية التي يغيب فيها هذا الجانب بصورته الحقيقية، بل ويفسّر بحسب الدور الذي يريد أي نظام سياسي أن يطرحه بشكلٍ يخدم مصالحه لا مصلحة المواطن.
كما أن وجود ثقافة تسعى إلى مواجهة الكراهية وخطاباتها في ظلّ مقاومة الأصوات المطالبة بالحرية في المنطقة العربية، هي مسألة لن تستغرق زمناً طويلاً، لكون تقلبات المناخ السياسي كثيرة، كما أن نظرة المجتمعات للأمور تغيّرت، خصوصاً بعدما بدأت تنادي بضرورة الاعتراف بوجود الآخر وقبول التعددية واحترام حرية الرأي والإبداع، وعدم الاعتداء على المقدسات والممتلكات الدينية والتراثية والحضارية. فالتراث الإنساني هو تراثٌ مشتركٌ يملكه العالم بأسره وليس شعب أو بلد بعينه.
ويكفي أن نرى كيف أن التاريخ من مشرقه إلى مغربه، يحظى بكثير من الأحداث والقصص التي أشارت في حقب تاريخية مختلفة إلى سوء ثقافة «الكراهية»، تحت مسميات كثيرة من أجل تغييب حرية الفكر والفرد معاً في المجتمع. فتمّ حرق الكتب والمكتبات ودور السينما من أجل بث الرعب في النفوس، وحدث ذلك بسبب غياب ثقافة الحوار التي تعد سلاحاً قوياً لمواجهة الكراهية.
إن ما هو موجود حالياً في الحالة العربية التي مازالت تقاوم الرأي الآخر وعدم تقبل وجود الآخر، يستعرض حالات إما مرضية أو انتهازية، تحمل من الأفكار السلبية التي تستمر مع الإنسان تجاه شخص أو بلد أو جماعة أو قضية، ولكنها قد تكون مؤقتة، تختفي مع زوال الحدث الذي تسبّب بها يمكن تجاوزه بسهولة، أو ربما تكون دائمةً، وهنا مكمن الخطر الذي يجب مواجهته والتصدي له بكل الوسائل الممكنة.
وحتى الآن لا يملك أي نظام سياسي عربي القدرة على الاعتراف بالأخطاء التي ارتكبها، فتلك جرأةٌ تحتاج إلى تسامح وتنازل مع الآخرين. كما لا توجد حتى الآن القدرة على الاستماع للشارع العربي، فلو تسامح النظام العربي مع نفسه، فإن ذلك النظام الذي كان مكروهاً، سيصبح محبوباً بين شعبه، لأن الاحتقان قد اختفى ويصبح مضرب المثل. ولكن هذا لن يحدث طالما وسائل القمع مستمرة في خطٍ موازٍ مع جماعات الكراهية وخطاباتها ضد مطالب الحرية.
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 4232 - الثلثاء 08 أبريل 2014م الموافق 08 جمادى الآخرة 1435هـ
عيشوا الوئام
المحبه بين الشعب حلوه واتركوا عنكم النزاع وكل واحد عيش على المذهب الي يرتضيه ولا احد يدخل فى ديانت الناس يعنى عيسى ابدينه وموسى ابدينه واطلبوا من الله ان يصلح هادى الحكومة الفاسده وعم الخير للبلد وافرج عن جميع معتقلينا المظلومين والله كريم
أختي الفاضلة: طلبك صرخة في واد و نفخة في رماد 2
للتصدي للكراهية، فإن ذلك لن يأتي من خلال التسامح فقط! ولا من الحب وإشاعة ثقافة الحوار وتقبل الآخر! بل إذا أراد العلماء ذلك "عبر أصدا ثقافة عدم التكفير" فلا جدوى من محاربة الشعور بالكراهية تجاه الآخرين، و لا جدوى من ثقافة التسامح مقابل الكراهية ح فإنها لن تأتي بدون موافقة الكهنوت.
و كلنا يعلم أنَّ الكهنوت و النظام السياسي العربي ليس لديهما القدرة على الاعتراف بالأخطاء التي ارتكباها في حق الأوطان و الشعوب.
أختي الفاضلة: طلبك صرخة في واد و نفخة في رماد 1
كفانا لوما للأنظمة و للشعوب المغلوبة على أمرها التي كممت أفواهها الأنظمة و البابوية!
المشكلة أعمق من ذلك ؛ ولكن حلها أبسط من حل المسائل السياسية و الاقتصادية!
الحل كل الحل عند الكهنوت الصامت. و المشكلة الكبرى هي متى يتصدى لها شجاع من الكتاب أو الصحفيون أو أحد من الشعب ليترجى الكهنوت ويطلب منه فعل ذلك!
و كما قد نجحت الأنظمة السياسية في تقسيم المجتمع وإلهائه في تناحرات تنتهي إلى الكراهية ؛ فقد نجح الكهنوت كذلك، بل و تفوق على الأنظمة. و كل ذلك لمصلحة الأنظمة و الكهنوت.
وسائل الاعلام
تعتبر وسائل الاعلام المحلية المسئول الاول عن صناعة الكراهية ف البلد لما تحمله من قدرة للوصول الى المواطن وشق الصفوف بين أبناء البلد عبر بث السموم وتجاهل الاخرين وعدم الاعتراف بهم كمواطنين من الدرجة الاولى.
واذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا انما نحن مصلحون
كيف يكون الاصلاح من خلال اشعال الفتن وشق الصفوف وزرع الكراهية والاحقاد والاخلاق الفاسدة