يحمل الفنان اللبناني باسم مغنية تفاؤلاً كبيراً تجاه دراما بلاده، يتوقع أن تفرض المسلسلات اللبنانية نفسها على ساحة الدراما العربية في خلال عامين. والأهم من ذلك يتوقع باسم أن تتمكن هذه المسلسلات من منافسة المسلسلات التركية، لكن فقط «إذا أصبحنا حقيقيين أكثر بأفكارنا وأطروحاتنا».
مغنية الذي حل ضيفاً على البحرين لحضور فعاليات المهرجان الخليجي للإذاعة والتلفزيون (24 - 28 مارس/ آذار 2014) قال إنه لا يحب الغناء ولا يجد نفسه مطرباً. وعلى رغم نجاح أغنياته الثلاث التي أطلقها أخيراً بسبب أسلوبه المختلف في الغناء، إلا أنه يؤكد «أنا ممثل أحب أن أقدم موضوعات حلوة بشكل جميل لكن لا أحب أن أغني».
يشار إلى أن اسم مغنية لمع كثيراً في الفترة الأخيرة بعد ما أثبت أنه ممثل شامل يجمع بين التمثيل المسرحي أولاً ثم الدرامي وأخيراً السينمائي من جهة، والإخراج والغناء من جهة أخرى. آخر أعماله كان مسلسل «الحب المجنون» الذي عرض في شهر رمضان الماضي على قناة إم تي في الفضائية اللبنانية.
فضاءات «الوسط» التقت الفنان اللبناني الشامل باسم مغنية أثناء زيارته للبحرين. سألته بداية عن دراما بلاده وهو أحد نجومها، وهي التي تتمتع بكل عناصر الانتشار والنجاح العربي. بحماسة أجاب: «أتوقع أن نكون من البلاد المتصدرة عربياً في مجال الدراما في العامين المقبلين. لقد نجحت بعض المحاولات فعلاً». يتحدث مغنية عن مسلسلي «روبي» و «لعبة الموت» اللذين عرضا على شاشة الإم بي سي وحققا نسبة مشاهدة جيدة.
أسأله عن ثقته تلك فيقول: «الوضع العربي السياسي أثر على الدراما العربية بشكل عام. ولبنان بلد يزخر بخبرات كثيرة، كما أنه يعد اليوم آمناً نسبياً، عدا عن حقيقة كونه بلداً مريحاً للتصوير».
كل تلك العوامل، كما يشير «نشطت الدراما في لبنان وأنتجت أعمالاً مشتركة من خلالها بدأ المشاهدون خارج لبنان يتعودون على اللهجة والأعمال اللبنانية، وأصبحت المحطات العربية تطلب الممثلين اللبنانيين».
تراجع الدراما السورية والمصرية بالتحديد هو ما فسح المجال إذاً أمام الدراما اللبنانية، يقول معلقاً: «حصل ذلك بشكل غير مباشر. انتبهنا إلى وجود الدراما التركية والسورية، فأصبح المنتجون يخجلون من عدم وجود دراما لبنانية وبدأوا يرفعون موازنات الأعمال اللبنانية. المشكلة التي بقيت هي مشكلة التسويق ولكن الآن بدأت تحل».
ويضيف أن «السوق العربية لم تكن تطلب العمل اللبناني. حين بدأنا نشارك في أعمال مشتركة وأصبح المشاهد يعتاد على لهجتنا ويحب ممثلينا أصبح هناك التفات إلى الأعمال اللبنانية. تقنياً كانت الدراما اللبنانية قوية حتى في الأوقات التي غبنا فيها عن الساحة. كانت دراما مهمة لكن لم يكن يشاهدها أحد في الدول العربية لأنها لم تكن تباع وكانت محصورة على القنوات الأرضية. الآن مع انفتاح الدراما على العالم العربي، أصبحت قنوات مثل إم بي سي وسي بي سي تشتري الأعمال اللبنانية. فأصبح الجمهور العربي يشاهدنا ويتابع أعمالنا. لكن لو عدنا إلى الوراء 10 - 15 عاماً سنجد أن هناك أعمالاً جميلة جداً، شاركت في بعضها، وهي أهم من الأعمال التي تشتهر الآن لكنها لم تصل للمشاهد العربي».
ما التميز الذي تجده في الدراما اللبنانية على الدراما العربية الأكثر شعبية؟
- ما يميزنا، وهنا لا أتحدث عن الدراما، بل عن الشكل، نحن في لبنان لدينا المناظر الخلابة والطبيعة الحلوة ذاتها التي أحبها المشاهدون وتعلقوا بها في الأعمال التركية. في هذا الجانب ربما نكون الأقرب للأتراك، حتى في شكلنا وتصرفاتنا وفي بيئتنا فهي ليست بيئة دينية متعصبة ولسنا منفتحين تماماً. أما من ناحية التقنية فجميع الأعمال الدرامية العربية الآن على مستوى تقني جيد ويتم إخراجها وتصويرها بشكل جميل وباستخدام معدات متطورة.
هل تحتاج الدراما اللبنانية أن تناقش موضوعات مختلفة ربما أقرب إلى الهم العربي والهم اللبناني، لتتخطى حاجز البعد عن واقع المجتمعات الذي تعاني منه الدراما العربية؟
- كانت مشكلة «السكريبت» موجودة في الدراما اللبنانية، فلم نكن نجد موضوعاً يشبه الواقع اللبناني. لكن في العامين الأخيرين نجحت بعض المحاولات مثل أعمال كلوديا مارشيليان وشكري أنيس فخوري، اللذين تمكنا من أن يقدما نمطاً جديداً في كتابة الدراما. الدراما السورية قريبة جداً من الواقع وحتى في مصر هناك بعض المحاولات القريبة إلى الواقع.
فهل ستتمكن الدراما اللبنانية بالتطور الحاصل الذي جعلك تتوقع لها نجاحاً باهراً، من منافسة الدراما التركية؟
- لا يمكن المقارنة بين الدراما العربية والدراما التركية، فنحن نظلم الدراما العربية حينها. هل تعرفين أن سعر الحلقة الواحدة من مسلسل «حريم السلطان» بلغ 500 ألف دولار، بينما لا تتجاوز موازنة مسلسل في لبنان 75 ألف دولار. طبعاً إذا تكلمنا بشكل نسبي، فنحن أفضل بالنسبة إلى موازنة أعمالنا، إذ يختلف الأمر حين تكون موازنة الحلقة 20 ألف دولار عن حلقة تكلف 500 ألف دولار. على رغم ذلك حين يعرض عمل لبناني على التلفزيون اللبناني فإن إحصاءات نسب المشاهدة له تكون الأعلى في داخل لبنان أو ربما متساوية مع العمل التركي. الآن أصبح هناك إيمان بالدراما اللبنانية وهذا ما نسعى لتحقيقه في الوطن العربي.
لماذا تتميز الدراما التركية، هل لأن شركات الإنتاج التركية تأخذ الممثل والعمل الفني بشكل أكثر جدية مما تفعل شركة الإنتاج لدينا؟
- حين بدأ التوجه في العالم العربي لشراء الأعمال التركية بأسعار عالية جداً وأصبح هناك تنافس بين التلفزيونات العربية لشراء هذه الأعمال، أصبح لدى صناع الدراما التركية إمكانية لتقديم دراما بمستوى أداء أعلى وبتكنيك أفضل وبمعدات أكثر تطوراً، صحيح أن الحلقة تكلفهم 500 ألف دولار لكنها تباع للقنوات بمليوني دولار. تسويق العمل بهذا الشكل جعل العاملين في هذا المجال لا يواجهون أي مشاكل حتى لو لم يعرض العمل في قلب تركيا. أما عن تصدر هذه الأعمال فذلك يعود لأننا دائماً نحب الأجنبي ونروج له، وهذا ما يشعر المشاهد بأنه أهم، لكن الواقع ليس كذلك. ما حدث هو أن الإقبال على الدراما التركية رفع أجر أبطال هذه الأعمال إلى 35 ألف يورو أي ما يعادل 50 ألف دولار عن الحلقة الواحدة، وهو ما يساوي أجر ممثل مثلي في لبنان عن 30 حلقة. هذه كلها أمور تؤثر في الدراما بطريقة غير مباشرة.
مسلسلك الأخير «العشق المجنون» عرض على بعض القنوات اللبنانية فقط، لماذا لم تتمكن الشركة الموزعة من تسويقه وعرضه على قنوات أخرى مثل الإم بي سي مثلاً لضمان نسبة مشاهدة أكثر.
- لأنه عمل لبناني «مية بالمية» لم يكن هناك فيه أي شيء عربي. ثانياً منتج العمل لم تكن لديه علاقات قوية في الخارج وهذا يؤثر كثيراً، العمل ظلم فهو أهم من كثير من المسلسلات التي تعرض حالياً لكنه عرض على قناة إم تي في فقط، وكان يمكن له أن يعرض على إم بي سي ويحدث ضجة.
ما مدى رضاك عن ظهورك في هذا المسلسل؟
- بالمطلق أنا راضٍ، لكن بكل تأكيد هناك تفاصيل كان من الممكن تقديمها بشكل أفضل، بالنسبة لي ساهمت ظروفي في الأمر، إذ كنت منشغلاً بتصوير مسلسل رمضاني آخر، ولذا اضطررت لتصوير جميع مشاهدي بشكل مضغوط لكي يجهز العمل لشهر رمضان. كان يمكن أن يكون دوري أفضل لو أعطيت الأمر وقتاً أكثر. لكن بشكل عام أنا راضٍ عنه فلدي كثير من المشاهد التي أعتز بها وأحبها.
لكن دورك في العمل لم يخرجك من قالب الأعمال الرومانسية، هل تشعر أن لشكلك الخارجي علاقة بحصرك في هذه الأدوار، ألا يظلمك ذلك ويؤثر سلباً على إثباتك لموهبتك؟
- ابتعدت لعامين عن الأدوار الرومانسية، واتجهت لأدوار مختلفة، لن أقول أدواراً شريرة ولكنها أدوار أظهر فيها بشكل مختلف، فقط لأكسر هذه القصة ولألفت الانتباه لأنه يمكنني أن أقوم بجميع الأدوار.
أثبت قدراتك لاحقاً في المسلسلات التي قدمتها على شاشة المنار ولعبت فيها أدواراً مختلفة تماماً عمّا هو مألوف منك، وهما مسلسلا «الغالبون» و «قيامة البنادق» أو حتى في الفيلم السينمائي «33 يوماً» وهي أعمال تركت أصداء طيبة؟
- بالفعل هذا ما فعلته لأخرج من قالب الرومانسية. مسلسلا «الغالبون» و «قيامة البنادق» ميزانيتهما عالية. كلاهما عرضا على شاشة المنار ومعروف أن هذه الشاشة لها صبغة معينة ولا يشاهدها الجميع، لكن تخيلي لو عرض هذا العمل الضخم على قناة الإم بي سي.
ما قصة الحملة التي أثيرت ضد مسلسل «الغالبون» وما طبيعة الاعتراضات التي وجهت إليه؟
- المسلسل موجة لفئة معينة، وشركة الإنتاج استعانت بنحو 150 ممثلاً من جميع الطوائف والانتماءات. الشركة اهتمت بأن يكونوا ممثلين جيدين من دون أن تسأل عن مواقفهم وبعض هؤلاء لهم مواقف ضد المقاومة في لبنان. أعتقد كان هذا أحد الأسباب. الموضوع سياسي في بلد مقسم مثل لبنان. بالطبع ليس من الضروري أن أعمل مع من أتفق معه سياسياً أو أكون من خطه السياسي نفسه. بالنسبة لي أعمل مع جميع الفئات وليست لدي مشكلة في ذلك.
ماذا عن فيلم السينما «33 يوماً»؟ وكيف وجدت نفسك في السينما؟
- السينما تناسبني كثيراً. والفيلم يحكي عن حرب الـ 33 يوماً وهي حرب تموز. كلفته بلغت 4 ملايين دولار وشارك فيه عدد من النجوم اللبنانيين والسوريين. كنا مجموعة كبيرة. وقدمت فيه أحد أروع أدواري، إذ قمت بتمثيل دور قائد مجموعة يستشهد في آخر الفيلم عبر تفجير نفسه. كانت أصداء الفيلم رائعة وحصلت عنه على جائزة أحسن ممثل.
العدد 4228 - الجمعة 04 أبريل 2014م الموافق 04 جمادى الآخرة 1435هـ