تعيش البحرين هذه الأيام على وقع سباق جائزة البحرين الكبرى للفومورلا 1 الذي سيقام مساء الغد، ولأول مرة في (الليل) بعد تسع سباقات (نهارية) سابقة، ويأتي ذلك بسبب ظروف الجو في المنطقة والتي تُحتم إقامة السباق ليلاً لضمان نجاحه بشكل أكبر، وطبعاً هذا النجاح ينشده جميع الرياضيين لدينا، وأيضاً حتى من لهم علاقة مباشرة بالسباق من اقتصاديين وغيره.
شخصياً، لا أميل لهذه الرياضة، ولكن احتضان البحرين حدثا رياضيا عالميا مثل هذا يُحتم علينا كرياضيين متابعة ولو آخر الأخبار المتعلقة به والمستجدات عنه، وخصوصاً أن أنظار العالم كلها تتجه نحو مملكتنا نظراً لما تتمتع به هذه السباقات من متابعة (خيالية) لأعداد الجماهير، وطبعاً ما يلفت الانتباه أكثر هنا هذا العام هو إقامة السباق في الليل، إذ ان الجميع يترقب نجاحاً باهراً وخصوصاً في ظل التجارب السابقة التي أقيمت في تشغيل نظام الإنارة وغيره، وهو الكافي لتحويل (لؤلؤة الصخير) إلى نهار كامل، ودون تأثير بالتأكيد على السائقين، إذ أنهم سيشعرون وكأنهم يقودون سياراتهم في النهار بسبب قوة هذا النظام وفاعليته مثلما تم التأكد منه مسبقاً.
حضرت سابقاً عدة سباقات لجائزة البحرين الكبرى ومن بينها السباق الأول العام 2004 وآخر ما حضرته كان في 2010، ولكن كانت لي زيارات بعدها للحلبة، وفي الحقيقة ما تشاهده العين شيء يفوق الخيال بالنسبة لتصميم هذه المنشأة الرائعة، والأدهى من ذلك أنها تتجدد يوماً بعد يوم، وكأنها تبدو جديدة في كل عام، وهذا ما يجعلنا نشعر بالفخر كرياضيين بوجود مثل هذا الصرح الرياضي التاريخي بيننا والذي جعله يستضيف إحدى أكثر رياضات المحركات متابعة على مستوى العالم، وفعلاً باتت البحرين (موطن رياضة السيارات في الشرق الأوسط).
وبين ما تشهده الحلبة من تطور مستمر وآخرها نظام الإنارة الرائع والمميز، فإننا كرياضيين نحلم بتطور منشآتنا الرياضية الأخرى وخصوصاً فيما يتعلق بكرة القدم، فنحن نُعاني من نقص في الملاعب بشكل واضح، وهذا لا يمكن لأحد أن ينكره، صحيح أن منشآتنا الحالية أفضل من ذي قبل ولكن عددها بقي كما هو بدون زيادة، وأنا أقصد هنا (الاستادات الرياضية) المناسبة وليست مثل الملاعب التي باتت تستضيف مباريات دوري الدرجة الثانية مثل ملعب مدينة حمد أو ملاعب الأندية كالرفاع والنجمة، والتي تفتقد لأهم مقومات الأمن والسلامة لاستضافة مباريات رسمية على صعيد الكبار، وهي تُعيدنا للخلف بدلاً من التقدم للأمام.
حلمنا القديم يتجدد في كل مرة نرى فيها حلبة البحرين الدولية تستضيف هذا السباق، وهي أن نرى ملاعب جديدة هنا في البحرين بإمكانها أن تفي بالغرض كي تُساعد الاتحاد البحريني لكرة القدم على تنظيم وتطوير مسابقاته، لأننا حينها سنقول (لا يفوتك) حتى في مسابقات كرة القدم وليس في (الفورمولا 1) التي اتخذت هذا الشعار لها هذه المرة!.
إقرأ أيضا لـ "حسين الدرازي"العدد 4228 - الجمعة 04 أبريل 2014م الموافق 04 جمادى الآخرة 1435هـ