أصبح هَوَسُ المجتمع بألعاب الهاتف المحمول «ظاهرة» تستدعي الوقوف والتأمل، فقد انتشرت مؤخراً ألعاب مثل candy crash وفلابي بيرد، كحمى تجتاح عقول الشباب الكبار منهم قبل الصغار.
تعترف سارة صادق (24 عاماً) بأن «لعبة candy crash سرقتها من زوجها وطفلتها... فقد يطير الوقت وهي متسمّرة أمام شاشة الهاتف، حتى أنها ذات يوم احترقت البيتزا التي أعدتها للعشاء بسبب اندماجها باللعب».
أما صديقتها زينب فتقول إن هذه اللعبة بمثابة «الحشيش» الذي أدمنته فأصبحت لا تطيق البعد عنه، وترى بأنه من الطبيعي أن تستيقظ ليلاً لتلعب دورين أو ثلاثة، لتعود إلى نومها لاحقاً.
بالنسبة لأبوعلي، فإن زوجته تعتبر لعبة top eleven ضرّتها، فهي تحقد عليها وتشعر بغيرة كبيرة منها، فيقول «ما أن تراني ألعبها حتى تستشيط غضباً وتبدأ بسياسة «الحنة والقرضة»، وللأسف أنا عاجز عن إرضاء زوجتي في تركها، لأنني تعبت في بناء فريقي وتحقيق البطولات داخل اللعبة».
ويضيف ساخراً «حقيقة أنني قد أحاول التهرب من الجلوس مع زوجتي والخروج من المنزل فقط للاستمتاع باللعب من دون مشاكل، أعلم بخطئي ولكني غير قادر على التوبة».
بدورها ترى أم أحمد بأن إدمان أبنائها على اللعب بهواتفهم أدى لأن يكون الصمت هو أول الحضور في تجمعاتهم. وتذكر أحد المواقف الطريفة قائلة: «ذات ليلة قُبيل وجبة العشاء، كان أطفالي الأربعة منشغلين بهواتفهم كالعادة في صمت مرير، وفجأة قفز أحد أبنائها فرحاً راقصاً رقصة النصر وسط احتجاجات إخوته وضحكاتهم، لتكتشف لاحقاً بأنهم يلعبون مع بعضهم الآخر لعبة fun run.
يعلق على هذه الحادثة ابنها أحمد (16 عاماً) قائلاً: «مثل هذه الألعاب تبعث روح التنافس فيما بيننا، وتجدد شقاوة الطفولة بعيداً عن الروتين وضغوطات الدراسة».
يؤكد على ذلك حسين (18 عاماً) حيث يرى بأن هذه الألعاب تكسر الملل وتُدخل أجواء حماسية ما بين الأصدقاء، فعلى سبيل المثال يتنافس هو وأصدقاؤه حالياً على محاولة إنهاء لعبة، candy crash، على أن يُقدم لأول شخص ينهيها عشاءً محترماً.
ويرى صالح بأن لكل شيء جانبين سلبي وإيجابي، وعلى رغم الترفيه الذي تقدمه هذه الألعاب لجمهورها، إلا أنها تسهم في التفكك الأسري وتعلم الانعزال عن الآخرين.
لكن أم يوسف ترى بأن هذا الإدمان لا يكون إلا ناتجاً لفجوة في العلاقات الأسرية. فلو كانت علاقة الفرد بأسرته قوية وسليمة لما استطاعت هذه التكنولوجيا سرقته منهم.
من جانبها، تتعجب أم حسين وهي أخصائية اجتماعية من فرحة الأهالي بتقديم «الآيباد»، وما شاكله من أجهزة لأطفالهم الذين قد لا تتجاوز أعمارهم الـ3 سنوات ليدمنوا على هذه الألعاب الإلكترونية ويريحوهم من إزعاجهم.
إن مثل هذه الألعاب تسهم في تلوث مفاهيم الأطفال حول الحياة، فلا عجب أن ترى صغيراً يحاكي شخصية بطل اللعبة في الواقع من حركات عنيفة أو غير لائقة. فقد تؤدي الألعاب الإلكترونية لانعزال الطفل، وحب الذات والأنانية أيضاً.
كما تؤثر هذه الألعاب على العين، وتسبب اضطراباً لأعضاء الجسم الأخرى نتيجة للشد العصبى الذى يحدث، فتتأثر الأطراف وتتأثر عضلات الوجه، بفعل استجابة الطفل العشوائية لحركات اللعبة.
أما على صعيد الحياة الأسرية، فإن إدمان الزوجين على مثل هذه الألعاب يقتل لغة الحوار بينهما ما يسهم في إماتة الحب والحميمية.
وقد علق الشيخ علي الهويدي بشأن هذا الموضوع عبر رسائل نصية كتبها، قائلاً: «من غرائب وعجائب هذه الأيام أن نسمع زوجة تشتكي زوجها الذي يقضي جل أوقاته مع الألعاب الإلكترونية، ويترك زوجته وأطفاله، ومسئولياته الاجتماعية والدينية في سبيل هذه اللعبة، كما نرى أن بعض المشكلات الاجتماعية الحادة بين الزوج وزوجته تنشأ بسبب هذه الألعاب، ذلك أن الزوج يطلب من زوجته أن تبتعد عن هذه الألعاب التي لا تنمي عقلاً و ليست مصدراً للثقافة والمعرفة، بل هي تسلية وإدمان، فإذا عرفنا أن هناك من الآباء من يقضي أوقاته وهو يلعب، وكذلك الأمهات، فلا نعجب إذا ما تولع الأطفال بمثل هذه الألعاب التي تجعل من فكر الفرد وثقافته صفراً يراوح محله لا يتقدم، لذا فمن الضروري أن نقول بأنه إذا كانت لهذه الألعاب مساحة من حياتنا يجب أن تكون هامشية وضيقة، وعلينا أن نعمل لما ينفعنا في دنيانا وآخرتنا، وقد جاء عن الإمام علي (ع): من شغل نفسه بما لا يجب ضيّع من أمره ما يجب».
من ناحية أخرى، حذر خبراء وعلماء صينيون من مرض أطلق عليه مرض العصر الحديث المسمى بـ (الخرف الرقمي) الناتج عن إدمان الهواتف الذكية وتطبيقاتها.
حيث أظهرت دراسة حديثة أجريت مؤخراً، أن أكثر من 60 في المئة من الشباب تراجعت ذاكرتهم، وأصبحوا ينسون الأشياء، وأنه على عكس مرض الزهايمر الذى يصيب كبار السن، فإن مرض (الخرف الرقمي) يظهر فى سنوات مبكرة من عمر الشباب، حيث تشهد معدلات الإصابة بهذه الأعراض فى صفوف المراهقين زيادة واضحة. ووفقاً لبيانات عام 2013، فقد فاق متوسط مدة الاستعمال اليومى لـ18.4 في المئة من المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و19 سنة 7 ساعات، مسجلاً زيادة بـ7 نقاط مئوية مقارنة بالأعوام السابقة.
كما رأت صحيفة «الشعب» الصينية بأنه «لاتزال الأبحاث المتعلقة بالتأثيرات طويلة المدى للخرف الرقمي فى مرحلتها الأولى، ولاتزال هناك العديد من العوامل غير المفهومة». وأوضحت فى الوقت ذاته، أنه من غير الواقعي الابتعاد التام عن العلوم والتكنولوجيا فى ظل التأثير العلمي والتكنولوجي الذى أصبح سمة العصر، لذا يبقى مبدأ استعمال التكنولوجيا لوقت مناسب هو الحل الأمثل لتجنب النتائج الوخيمة.
العدد 4228 - الجمعة 04 أبريل 2014م الموافق 04 جمادى الآخرة 1435هـ
تعببب نفسي
كل يوم هواشي ويا ريلي على لعبه المزرعه الي يلعبها يفققققققع مرارتي منها ؛ (
الشكوى لله خيو
الحال من بعضه!! أنا اعاني مع زوجي من هوس الهاتف المحمول ... ينام بعد مايتم ساعات على الهاتف ويصبح يفتح عينه على الهاتف وطول اليوم هاتف هاتف !!!! الحقيقة ان الهواتف الذكية دمرت حياتنا وعلاقاتنا ونشرت المنكر والاشاعات بين الناس اكثر من مااستفاد منه للأسف !! مالينا الا الصبر
الادمان الالكتروني
المشكله كل العالم مندمجين ويا اللعاب وغير اللعاب في السابق الناس تجلس مع بعض وتسولف وتتكلم اما الان يجلسون ولا يتكلمون مع بعض بس ادمان التلفونات
لعبة أدمان
في دراسة حديثة عن اللعبة أكدت بأنها تسبب الأدمان ولها مفعول كبير على العقل فلذا ندعوا الجميع للأنتباه
يامة قلت
للأسف هالمقال تكلمت فيه من قبل قبلين... ولا أحد يسمع و خصوصا الأهالي...
الهواتف الذكية و التابلتس أغلبها تساعد أيضا على تبلد عقل الطفل ... فلو لاحظنا ماهية الألعاب الموجودة.. فأغلبها لا تحتاج فقط إلى لحركة صبعة للأعلى أو للأسفل و هكذا... ولا تساعده على التحدي..
على خلاف ألعاب أجدادنا التقليدية أو حتى البليستيشن التي تتطلب اللعبة الضغط على أكثر من زر واحد و دائما ما تكون اللعبة مليئة بالألغاز !
بالقياس مع الشطرنج
أحياناً أفكر،،،
إذا كان لعب شطرنج محرم، وعلة التحريم لدى الفقهاء هي أنها تهدر وقت المسلم في ما لا فائدة منها. فلماذا لعب ألعاب الفيديو حلال؟ رغم أنها تستهلك وقت أكثر من الشطرنج :)
عزيزي
الشطرنج ما حرم لان يضيع الوقت الشطرنج حرم الأسباب دينيه ثانيه ........... لعبة الشطرنج و في أسباب اخرى ان تستعمل في القمار و الله اعلم ... حتى أوراق اللعب (البته) حرام مو لان تضيع الوقت بس لان يلعبون فيها قمار و الله اعلم
جهل التطور
حماقة الناس وغبائهم يؤدي الى وسيان ماحولهم