في الولايات المتحدة الأميركية حيث درس ويعمل حالياً، أنجب الشاب البحريني علي محمد الموسوي كتابه البكر بعنوان «الأخطاء الشائعة في النقاش»، الذي ترجم لاحقاً إلى ثلاث لغاتٍ وحاز على نصف مليون قراءة إلكترونية، كما تبنته عددٌ من كبريات دور النشر الغربية.

يوضح الموسوي الحائز على درجتي الماجستير في هندسة الأنظمة من جامعة MIT الشهيرة في الولايات المتحدة والماجستير في هندسة البرمجيات من جامعة كارنجي ميلون في الولايات المتحدة أنّ هذا الكتاب يسلط الضوء على تسعة عشر من أكثر الأخطاء شيوعاً في النقاشات.

وفي مقابلة مع «الوسط» عن الكتاب يقول مؤلفه الشاب علي محمد الموسوي: «في الحقيقة إنّ الكتابات التي تتناول المنطق والمغالطات المنطقية واسعة وشاملة. الجديد في هذا العمل هو توظيفه للرسوم التوضيحية لوصف مجموعة صغيرة من الأخطاء الشائعة في التفكير والنقاش والتي يعاني منها الكثيرون».

ويشير الموسوي إلى أنّ الرسوم مستوحاة جزئياً من الصور الموجودة في أعمال عدة ككتاب «مرزعة الحيوانات» لجورج أورويل وجزئياً من «روح الدعابة» التي يجدها القارئ في قصص وقصائد الكاتب البريطاني لويس كارول.

ويوضح الموسوي أن «مشروع الكتاب يتحدث في المقام الأول عن الأشياء التي ينبغي للمرء أن لا يفعلها في النقاش، وهو أمرٌ قد يكون مستجداً على مجتمعاتنا لكنه أمر جوهري في المجتمعات الغربية خصوصاً».

ما هي فكرة الكتاب؟

عن فكرة الكتاب يوضح الموسوي أن هذا الكتاب يسلط الضوء على تسعة عشر من أكثر الأخطاء شيوعاً في النقاشات. الأخطاء مأخوذة في الأعم من أحد فروع علم المنطق المسمى المنطق اللارسمي. ويستخدم الكتاب أسلوباً جديداً في شرح هذه المفاهيم حيث يوظف رسومات لتجسيد الأخطاء المذكورة ويقدمها للقارئ بشكل مبسط.

كيف استقبل القراء الكتاب؟

وبشأن تفاعل القراء مع الكتاب يقول الموسوي: «لقد نُشِرَ الكتاب على الانترنت في شهر يونيو/ حزيران 2013 وقد نال إقبالاً عالياً وكتبت عنه مواقع كثيرة. عدد الذين قرأوا الكتاب نحو نصف مليون شخص وقد تفاعل معه الناس في مواقع التواصل الاجتماعي نحو 60,000 مرة.

كما أنّ هناك ثلاثة ناشرون قد اشتروا حقوق الترجمة. الترجمة الروسية طبعت وهي تباع حالياً في روسيا والترجمة الإيطالية ستصدر قريباً والترجمة الكورية ستصدر في الصيف المقبل. وهناك نسخة صوتية للكتاب كذلك بصوت مقدم الأخبار في الإذاعة البريطانية السابق جيمس جيليس. وسيكون الكتاب متوافراً في مكتبات البحرين قريباً. هذا بالنسبة إلى النسخة المطبوعة، أما بالنسبة إلى النسخة الرقمية فهي موجودة على الانترنت بالمجان على الموقع التالي:bookofbadarguments.com

فلسفة شرح الأخطاء المنطقية

ويؤكد الموسوي أن كتابه يتناول فلسفة موجزة وميسرة لشرح الأخطاء المنطقية، والتي تطرق الكتاب إلى 19 نمطاً شائعاً منها، وهي:

1 - الحجة المستندة إلى العواقب: الاستناد إلى العواقب لإبراز خطأ حجة الخصم.

2 - الفزاعة: تغيير موضوع النقاش إلى موضوع مشابه ولكن أكثر سخرية لتجنب الرد على الموضوع الأصلي.

3 - الاستعانة بالقوة في غير محلها: الاستعانة بعبارات كـ «لا بد أن أكون على حق لأن العلماء قالوا ذلك» دون توضيح من هم أولئك العلماء وفي أي سياق قالوا ما قالوا، على سبيل المثال.

4 - المواربة: استخدام كلمتين متطابقتين في الشكل ولكن متخلفتين في المعنى في الحجة نفسها. مثلاً «لا يمكن لنا أن نقف ضد الإيمان لأننا نؤمن بأمور كثيرة في الحياة كالمعاملات والتجارة. هنا المعنى الأول للإيمان هو الاعتقاد بالخالق والمعنى الثاني هو المجازفة.

5 - التقسيم الخاطئ: الإيحاء بأن هناك خيارين فقط وإن كان في الواقع يوجد أكثر من خيارين. مثلاً «الإنسان إمّا أن يكون هادئاً وفطناً أو ثرثاراً وأبلهاً».

6 - ليس سبباً لسبب: نسبة سبب إلى مسبب من غير دليل فقط لأن الحدثين وقعا معاً أو لأن أحدهما وقع بعد الآخر، مثلاً «الزلزال حدث بسبب مخالفة الناس لأوامر الوالي».

7 - الاستعانة بالتخويف: مثلاً «أدعوكم للتصويت لي، لأن خصمي إذا فاز سيفرض عليكم ضريبة عالية وقد تفقدون وظائفكم».

8 - التعميم المتسرع: الاستناد إلى عيّنة خاصة أو صغيرة في التعميم.

9 - الاستعانة بالجهل: الافتراض بأن جهة ما تسببت في شيء لأن العكس لم يثبت. مثلاً «لا ندري ما هي تلك الأضواء الغريبة التي تظهر في السماء، إذاً لا بد أن تكون مخلوقات من عالم آخر».

10 - ليس «أسكوتلندياً حقيقياً»: التغيير الاعتباطي للشروط التي تحدد العضوية في صنف أو فئة. مثلاً إذا ادعى أحد أن كل المهندسين انطوائيون، وردّ الآخر بأنه يعرف مهندساً غير انطوائي، بدل أن يغير الأول رأيه، يغير الحجة فتصبح «نعم ولكن صاحبك ليس مهندساً حقيقياً».

11 - المغالطة الوراثية: الإشارة إلى مصدر الحجة والنيل منها بدلاً من الرد على الحجة. مثلاً «نعم بالتأكيد سيقف خصمي إلى جانب العمال لأنه من نفس قريتهم».

12 - الجرم بالتبعية: الإيحاء بأن حجة الخصم ضعيفة لأنها تشبه حجج أناس مخالفين. مثلاً «خصمي يريد نظاماً صحياً يشمل كل المواطنين. هل تعلمون من يقول بنفس الكلام؟ الدول الاشتراكية!».

13 - تأكيد الناتج: الافتراض بأن النتيجة بما أنها تتبع السبب إذاً لا يمكن للنتيجة أن تحصل إلا من خلال ذلك السبب، بينما في الواقع قد تكون هناك أسباب أخرى تقود إلى نفس النتيجة مثلاً «زيدٌ متفوق لأنه تخرج من الجامعة الفلانية، إذاً من أراد أن يكون متفوقاً يجب عليه أن يتخرج من تلك الجامعة».

14 - أنت كذلك: اتهام الخصم بالنفاق بدلاً من الرد على حجته. مثلاً «خصمي يريدنا أن نقتنع بضرورة تخفيض الرسوم الدراسية في المدارس. لماذا لا يسأل نفسه أولاً لماذا لا يرسل أبناءه إلى مدارس البلد!».

15 - المنحدر الزلق: الادعاء بأن قبول حجة الخصم ستنتهي بكارثة. مثلاً: «إذا أعطينا الناس الحق في استخدام الانترنت، قريباً سترى الناس كلهم يدخلون على مواقع مخلة بالأدب وبعد ذلك سيتحول المجتمع إلى مجتمع حيواني!».

16.- الاستعانة بالجماعة: الادعاء بأن الحجة صحيحة لأن الجميع يؤمن بها.

17 - مهاجمة شخص الخصم: النيل من شخص الخصم بدلاً من الرد على حجته.

18 - المنطق الدائري: افتراض النتيجة في الافتراض الأساسي.

19 - التركيب والتقسيم: افتراض وجود صفة في الكل إذا توافرت في الجزء أو بالعكس. مثلاً «الفريق هو الأقوى في كل الشركة، إذاً لا بد أن يكون كل موظف في الفريق أقوى من أي موظف آخر في الشركة».