إن نسبة الإصابة بمرض السكر في العام 2007 بلغت فيها: الإمارات 19.5 في المئة والسعودية 16.7 في المئة والبحرين 15.2 في المئة والكويت 14.4 في المئة وفي عمان 13.1 في المئة، إلا أن هذه النسب في تزايد مطرد، وستبلغ في العام 2025: في الإمارات 21.9 في المئة والسعودية 18.4 في المئة والبحرين 17 في المئة والكويت 16.4 في المئة وفي عمان 14.7 في المئة.
كما أن عدد المصابين بمرض السكر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا سيتزايد، حيث رصد الاتحاد الدولي لمرض السكر في العام 2011 أن عدد المصابين في هذه المنطقة كان نحو 32.8 مليون شخص ومن المتوقع أن يزداد إلى 59.7 مليون شخص بحلول العام 2030 أي بزيادة 83 في المئة.
وبالتالي ستحدث كارثة طبية واجتماعية واقتصادية إذا لم يتم التدخل السريع. كما أن أسباب زيادة انتشار مرض السكر في هذه الدول راجع إلى ظاهرة ما يسمى بالتمدن، والتي انتشرت فيها التغذية غير الصحية وغير السليمة، متمثلة في زيادة أكل السعرات الحرارية الخارجة عن الاحتياج اليومي، وعدم الاعتماد على الأغذية الصحية، إضافة إلى الخمول وعدم ممارسة النشاط الرياضي، أما الظاهرة الأغرب والأخطر فهي السمنة التي انتشرت بشكل رهيب جداً في هذه الدول، فهي قد تصل إلى 70 في المئة في بعض الدول الخليجية متخذة شكلاً جديداً من الإصابة، حيث إن هناك الكثير من الأطفال الآن يشكون من السمنة المفرطة. إلا أنه من الملاحظ أن ظاهرة انتشار السمنة لا تعتمد على اقتصاد البلد، فلقد وُجد أن حتى في بعض الدول الفقيرة من هذه المنطقة هناك انتشار للسمنة بسبب المفهوم الصحي الخاطئ، إضافة إلى ما ذكر سابقاً.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، بالرغم من انتشار هذا المرض، هل هنالك وعي بين الناس؟ فلقد أثبتت الدراسات أنه رغم كبر حجم المشكلة إلا أن هناك نقصاً شديداً في الوعي العام سواء بين الناس أو حتى بين من هم عليهم مسئولية نشر الوعي كأساتذة المدارس، فلقد بيّنت إحدى الدراسات أن وعي المدرسين عن داء السكر متوسط جداً.
التأثيرات الاقتصادية لداء السكر
يتسبب مرض السكر في عبء اقتصادي كبير سواء على المريض أو على اقتصاد الدولة من خلال الخدمات الصحية الموفرة للمرضى.
والاتحاد الدولي لمرض السكر بيّن أن 80 في المئة من دول العالم تصرف نحو 5 - 13 في المئة من ميزانية الرعاية الصحية على مرضى السكري.
كما أن الإحصائيات في الولايات المتحدة الأميركية في العام 2016 أوضحت أن التكلفة المباشرة لمرض السكر نحو 116 بليون دولار أميركي، أما التكلفة غير المباشرة والتي تكون بسبب الإعاقات، فقدان أيام العمل، نقص الإنتاجية فتقدّر بنحو 58 بليون دولار، والذي من المتوقع أن يزداد إلى أرقام خيالية مع حلول 2030.
وفي الإمارات العربية المتحدة، وجدت إحدى الدراسات الحديثة أن 31 في المئة من أسباب الوفيات ناتجة عن مرض السكر أو عن مضاعفات المرض. ولقد كلفت الدولة في العام 2011 نحو 6.5 بلايين دولار، وأن علاج السكر يكلف نحو 40 في المئة من مصاريف الرعاية الصحية في ذلك المجتمع.
إن التكلفة الرعاية الصحية لمريض السكر تكلف ضعفي تكلفة المرضى الآخرين الذين ليسوا مصابين بالسكر.
مخاطر الإصابة بمرض السكر
هناك العديد من المضاعفات الصحية والنفسية والاجتماعية التي تصيب مرضى السكر. أما بالنسبة للمضاعفات الصحية فهي عديدة، فمنها ما يؤدي إلى ارتفاع نسبة الكولسترول، وبالتالي تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم متسببة في الإصابة بأمراض القلب واحتمالات الإصابة بالجلطة الدموية والشلل النصفي.
كما أن من أهم المضاعفات المرض هو فقدان البصر والإخلال بوظائف الأعصاب. ومن بين المضاعفات الصحية التي تؤدي إلى اعتلال الحالة النفسية هو التأثير على القدرة الجنسية لدى الذكور وعدم الانتصاب، وبالتالي حدوث هذه المشاكل النفسية التي تؤثر على المصاب والزوجة.
الوقاية
يمكن الوقاية من مرض السكر وخصوصاً النوع الثاني (والذي هو أكثر انتشاراً)، والتالي الوقاية من المضاعفات. فالتثقيف الصحي وزيادة التوعية بأخطار المرض ومضاعفاته لهو أهم عامل رئيسي في العمل على الإقلال من نسبة انتشار هذا المرض الخطير. لذا على المسئولين وخصوصاً الأطباء والعالمين بالوسط الصحي زيادة التوعية الصحية المجتمعية وغرس مفهوم الحياة الصحية السليمة لدى جيل الناشئين من الشباب، وذلك عن طريق:
- ممارسة النشاط الرياضي اليومي، لكي يتمكن الجسم من حرق السعرات الحرارية الزائدة عن حاجته.
- التوعية بعدم الإفراط في كميات كبيرة من الغذاء والابتعاد عن الأغذية المشبعة بالدهون أو تلك المشبعة بالحلويات والسكريات وعدم الانغماس في الأغذية السريعة والمحفوظة، والتي بها نسب عالية من المواد الحافظة والسكريات العاملة على إضافة سعرات حرارية غير لازمة للجسم عندئذ تتحول إلى شحوم تتخزن وتعمل على زيادة الوزن.
- المحافظة على الوزن السليم والابتعاد قدر الإمكان عن السمنة.
لقد نجحت دول عديدة في توعية مجتمعاتها مما انعكس ذلك على انخفاض نسبة السمنة ،وبالتالي مرض السكر؛ لذا فإن الوقاية هي أهم عامل التي يجب التركيز عليه عند التفكير في عمل الخطط الاستراتيجية لمجابهة هذا الطاعون، والحد من انتشار المرض ومضاعفاته.
إقرأ أيضا لـ "فيصل عبداللطيف الناصر"العدد 4227 - الخميس 03 أبريل 2014م الموافق 03 جمادى الآخرة 1435هـ