عندما تذهب للطبيب وتشتكي من ألم شديد في الظهر ويخبرك طبيبك بانه لا يوجد سبب عضوي، من شدة الألم والمعاناة قد لا تشعر بالراحة والطمأنينة بل ستشعر بالإحباط لأنك تبحث عن علاج وقد تشعر بالغضب عندما يخبرك بأن السبب نفسي.

لا تغضب ودعني أوضح لك بعض الأمور

اصبح نمط الحياة هذا اليوم يطرح الكثير من المتطلبات التي تضغط آليات الجسد لتحملها. واحدة من الاستجابات الرئيسية لهذه الآليات للتكيف مع الإجهاد هي زيادة تشنج العضلات. وهذه استجابة وقائية طبيعية تحدث في الظروف والتحديات الصعبة جنبا إلى جنب مع العديد من التغييرات الأخرى مثل زيادة ضربات القلب ومعدل التنفس وغيرها من التغييرات التي تساعدنا على مواكبة الحالات التي تتطلب ذلك. وهذا لا يكون مشكلة إذا كانت فترة التوتر قصيرة واذا حصل الشخص على قسط كافٍ من الراحة بعد ذلك. ولكن نمط الحياة اليوم مليء بالتحديات والصعوبات دون تخصيص أي وقت للاسترخاء، وإذا استمر الوضع هكذا لفترة طويلة سوف يؤدي الى تشنج جميع العضلات في جميع أنحاء الجسم، ما قد يسبب آلاما ويمكن أن يسبب آلام الظهر المزمنة.

فهم العلاقة بين نمط الحياة وآلام الظهر

وفقا لـ «اليوغا» يمكن تصنيف أسباب آلام الظهر لاسباب نفسية وأسباب عضوية. وتشمل الأسباب العضوية الإصابات، السموم، التغذية الخاطئة والأمراض التي تساهم في نسبة مئوية صغيرة فقط من حالات آلام الظهر المزمنة. أما الغالبية العظمى من الحالات المزمنة من آلام الظهر فهي نتيجة لأسباب غير محددة تتعلق بنمط الحياة الحديثة والضغوط والتوترات النفسية الصدمات العاطفية.

لفهم كيفية تمكن هذه الضغوط التي تبدأ على مستوى العقل بالاستقرار في الجسم مسببة آلاما وامراضا، سوف اعرف لكم الإجهاد وفقا لـ «اليوغا».

تعريف «اليوغا» للإجهاد

نمط الحياة غير المنتظمة من تجاوزات سواء في الأكل والشرب والعادات الخاطئة، والانغماس المفرط في أي شكل من أشكال متع الحياة، يبدأ في العقل وبالتالي فإن بذور التوتر تكمن في العقل. التوتر هو حالة عاطفية يمكن أن يكون سببها عوامل مختلفة.

يقول الحكماء ان مناقشة سبب الإجهاد أقل فائدة من أن تعرف ما هو وضع عقلك عندما كنت متوترا. إذا حاولت أن تسترجع أي تجربة من التجارب المجهدة من حياتك، يمكنك أن ترى أنه أثناء هذه التجربة، يتعرض العقل لضغط شديد وتندفع الأفكار بسرعة هائلة. السرعة الزائدة من معدل تدفق الأفكار في العقل هذا هو ما يسمى بالتوتر. وبالتالي فإن تعريف الإجهاد هو تدفق الافكار بسرعة في العقل.

فائدة هذا التعريف هو أنه يقودك إلى التالي: إذا كنت تستطيع إبطاء معدل تدفق الأفكار في العقل والتحكم في سرعة الافكار، يمكنك التقليل من الإجهاد والتوتر بفعالية وهذا ما يحدث عند ممارسة التأمل.

عند زيادة الضغوط تبدأ المشكلة في العقل وتظهر في بداية الامر كمشاكل نفسية مثل التهيج والتوتر العاطفي، الإفراط في التدخين أو الكحول، اضطرابات في النوم، وصعوبة في اتخاذ القرارات واذا استمر ذلك على مدى السنين تبدأ الضغوط بتعكير الطاقة الحيوية للجسم وهنا تظهر نفسها على هيئة مشاكل في الجهاز الهضمي مثل عسر الهضم، أو الإمساك، أو انتفاخ البطن، او فقدان الشهية، أو التهاب المعدة وغيرها.

هذه الاختلالات تسوء اعتمادا على درجة الضغوط المسببة لها. واذا استمر هذا الوضع لبضع سنوات أخرى فإنه يظهر بشكل آلام العضلات والعظام غير المبررة مثل التشنجات العضلية وآلام الأنسجة اللينة، أو التهابات قد تستقر في جزء معين من الجسم وتظهر بشكل متكرر مثل آلام العضلات والعظام الحادة أو المزمنة مع عدم وجود سبب عضوي. وعندما تتفاقم تتحول الحالة الى عضوية لهذا السبب تستمر المعاناة حتى بعد الخضوع للعمليات.

فقط عندما نرجع لجذور المشكلة وأسبابها نستطيع حلها، لذلك يجب علينا تنظيم نمط حياتنا وتخصيص وقت لممارسة الرياضة و»اليوغا» التي هي فعالة جداً وتعتبر وضعيات «اليوغا» واستدارات العمود الفقري مهمة في هذه الحالات لأنها احدى الوسائل الأساسية للتخلص من التوتر واسترخاء العقل والتي تظهر من خلالها عملية ترابط الذهن والبدن.

وإن ممارستها غالباً ما تشعر بتدفق خفيف أو عميق للمشاعر الداخلية، وذلك نتيجة التخلص من التوترات التي ظلت مخزنة ضمن الشبكة العصبية للظهر، وهي توترات غالباً ما يكون مصدرها تجارب سلبية أو اوضاع سيئة أو مرض من الامراض. وكذلك يجب تخصيص وقت للتأمل وتقنيات التنفس العميق والاسترخاء للوقاية أو للتخفيف من حدة هذه الآلام والامراض المزمنة التي عجز الطب عن العثور على علاج لها.