العدد 4226 - الأربعاء 02 أبريل 2014م الموافق 02 جمادى الآخرة 1435هـ

عائلة كيولرام: بدأنا باللؤلؤ ثم التجارة... ونطمح بمقعد برلماني

الزميلة ريم خليفة تتوسط أفراد عائلة «كيولرام» خلال احتفال عائلي بالمعبد الهندوسي في المنامة - تصوير : أحمد آل حيدر
الزميلة ريم خليفة تتوسط أفراد عائلة «كيولرام» خلال احتفال عائلي بالمعبد الهندوسي في المنامة - تصوير : أحمد آل حيدر

تبدأ رحلة «الوسط» اليوم ضمن سلسلة حكايات من سوق المنامة القديم، مع عائلة هندوسية قدمت إلى البحرين منذ العام 1910. وكانت إحدى العوائل التي أسست المعبد الهندوسي بمنطقة سوق الطواويش الذي مازال قائماً حتى اليوم.

وقد بدأت الحكاية مع هذه العائلة التي تُعَدُّ حالياً إحدى أشهر العوائل التجارية البحرينية من أصول هندية هندوسية. فعندما قرر الجد الأكبر لعائلة كيولرام التوجه إلى البحرين والإقامة فيها كان دافع ذلك بسبب صيتها في مجال اللؤلؤ الطبيعي آنذاك.

«الوسط» تحدثت مع أفراد عائلة كيولرام كبيرهم وصغيرهم، إذ أشاروا إلى ضرورة أن تحظى بمقعد برلماني في المستقبل لأنهم جزء لا يتجزأ من المجتمع البحريني على غرار الطوائف الأخرى في البحرين.


«الوسط» زارت عائلة «كيولرام» وكشفت:

قصة نجاح عائلة هندوسية قدمت إلى البحرين منذ العام 1910

المنامة - ريم خليفة

تبدأ رحلة «الوسط» اليوم ضمن سلسلة حكايات من سوق المنامة القديم إلى عائلة هندوسية قدمت إلى البحرين منذ العام 1910. وكانت إحدى العوائل التي أسست المعبد الهندوسي بمنطقة سوق الطواويش التي مازالت قائمة حتى اليوم. وبدأت الحكاية مع هذه العائلة التي تعد حالياً إحدى أشهر العوائل التجارية البحرينية من أصول هندية هندوسية. فعندما قرر الجد الأكبر لعائلة كيولرام التوجه إلى البحرين والإقامة فيها كان دافع ذلك سبب صيتها في مجال اللؤلؤ الطبيعي آنذاك.

بحثنا عن تلك العائلة ونحن نسير نحو السوق القديم، أخذنا نمشي بعد أن اجتزنا طريق باب البحرين، وهناك تكلمنا بهندية ركيكة مع كلمات بحرينية دارجة بالعامية إلى أحد الهنود الذي أخذنا إلى مكاتب عائلة كيولرام. وهناك ركبنا السلالم في مبنى يبدو أنه بني في أواخر الستينات بداية السبعينات ووصلنا إلى الطابق الأول الذي قبل أن ندخل المكاتب رأينا باباً خشبياً يحمل في الأعلى في إطار اسم عائلة كيولرام بالسيراميك الملون وفي الوسط تتدلى ليمونة وأكثر من فلفلة حمراء وخضراء تتدلى على رأس كل من يدخل عتبة باب كيولرام.

وعندما دخلنا ألقيت التحية على رجل الأعمال كيشور كيولرام الذي رحب بي لكن فضولي دفعني لأساله بعد أن عدت ونظرت إلى ما علق في أعلى الباب وسألته: ما هذا؟ لماذا تعلقون ليموناً وأكثر من فلفلة حمراء وخضراء؟ فأجاب كيشور بابتسامة: «من أجل إبعاد عين الحسد والشر... هذا تقليد هندوسي قديم».

ثم أخذني إلى غرفة الاجتماعات للقاء ابنه هيشانك البالغ من العمر خمس وعشرون عاماً وابنته سنيه البالغة من العمر ست وعشرون عاماً وهناك جلسنا معاً بعد أن ضيفوني بشاي حليب المعروف بـ «مسالا تشاي» الذي يعد واحداً من أنواع الشاي التي يقبل عليه أهل المنامة منذ زمن طويل على شربه وهو ساخن مع حلوى الهنود ذي اللون البرتقالي المصنوعة من الزعفران المعروفة بـ «لدو».

نأمل بتجديد السوق وبدأنا باللؤلؤ

كيشور الذي يدير مجموعة واسعة من المشاريع التجارية لشركة عائلته في المقر الرئيسي من المنامة. وعلى رغم وجود فرع آخر لشركة العائلة في دبي إذ تتوزع عائلة كيولرام في دول الخليج العربية من البحرين والكويت وصولاً إلى إمارتي دبي وأبوظبي، عبر كيشور عن عشقه للبحرين قائلاً: «البحرين تختلف عن باقي مجتمعات دول الخليج الأخرى... هنا المجتمع حيوي والبحرينيون ينسجمون مع الهنود والأعراق الأخرى بصورة لا تجعلك غريباً في وسط البحرينيين... أعتقد أن هذه ميزة البحرينيين ونحن بالفعل لا نشعر بأنا غرباء فنحن جزء من هذا المكون المجتمعي منذ زمن طويل ونحن فخورون بذلك على رغم توسع تجارتنا خارج حدود البحرين».

نظر إلى كم من الدروع والكؤوس الذهبية المعلقة على أحد أرفف الغرفة التي جمعت معها صوراً ومقالات صحافية قديمة كتبت عن لقاءات ومشاريع شركة العائلة في البحرين والخليج، وقال كيشور: «جدي الأكبر اختار البحرين لشهرتها في مجال اللؤلؤ الطبيعي في العام 1910... وقد يكون هذا سبب اختياره لكن عندما بدأت تتأثر السوق في هذا الجانب بدأ بتأسيس أول محل يبع أطعمة وتوابل هندية في المنامة بالعام 1922 كان يستوردها من الهند. لكن أبناءه توسعوا فيما بعد في مجال استيراد الأقمشة الهندية مثل الحرائر والساري الهندي والآن الياباني بينما في العام 1960 انتقلوا إلى بيع الإلكترونيات الهندية مثل «اونيدا» وبيع الساعات مثل «ريكو» والآلة الكاتبة «برذرز» اليابانية إذ كنا أول من باعها وبدأت معها نقلة نوعية داخل المجتمع البحريني إذ كانت قيمته مثل الحاسوب اليوم. كما توسعنا في جانب العقارات ودخلنا التعليم من خلال فتح بعض المدارس الخاصة وأيضاً نملك اليوم محلاً واحداً للمجوهرات».

فخورون بأننا بحرينيون

وأضاف كيشور أن «عدد أفراد عائلتي اليوم يبلغ 32 فرداً، أما في دبي فهو يصل إلى 120 فرداً وفي أبوظبي 40 فرداً، أما في الكويت فالعدد قليل... حالياً جميع أفراد العائلة المتواجدين في منطقة الخليج حضروا إلى فعالية غداء عائلية أقمناها على شرف زواج ابن أختي في إحدى غرف المعبد الهندوسي القريب من المقر الرئيسي لمكاتبنا في المنامة ونحن نأمل أن يكون لنا معبد آخر جديد نبيه بأسلوب يسمح بتوافر مواقف لسيارات في الرفاع أو المحرق أو أي مكان يكون سهل الوصول إليه وهو لا يعني أننا نريد الانتقال ولكن من الجيد أن يكون هناك معبدان».

لن نغادر سوق المنامة

حملت الابنة سنية؛ خريجة جامعة تحمل الماجستير في مجال التسويق، بعض القصاصات الصحافية التي كتبت عن عائلتها ونظرت إلى إحداها قائلة: «هذا المقال مثلاً يتكلم عن لقاء الأمير الراحل سمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة مع مجموعة من أفراد عائلتي، أبي واحد منهم وعميد العائلة بابو كيولرام. اللقاء تم في الثمانينات».

وأضافت سنيه التي كانت ترتدي زياً هندياً زاهي الألوان «أنا بحرينية من أصول هندية هندوسية وأنا فخورة بذلك فقد تعلمت في مدارس البحرين مثل المدرسة الهندية وواصلت تعليمي الجامعي في الهند بجامعة جهاند وجامعة مانشستر ببريطانيا ولدي الكثير من الأصدقاء البحرينيين... صحيح نحن لا نتكلم العربية ولكن الجميع هنا في البحرين يتكلم الإنجليزية والهندية ولا يستخدمون العربية إلا قليلاً في مجال السوق مثلاً، كما أن اللغة العربية ليست إجبارية كما هو الحال في إمارة دبي مثلاً ولذا فإنني أتكلم ثلاث لغات هي السندية والهندية والإنجليزية».

سنيه بينت أن عائلتها لا تنوي الخروج من المنامة وسوقها القديم، موضحة أن «هناك علاقة تاريخية قديمة، ولا يمكن ترك هذا المكان الذي هو أساس اقتصاد البحرين وبه التنوع الثقافي والعرقي والديني... ببساطة بالقرب من المعبد هناك «هند صغيرة» وحبذا لو الحكومة البحرينية جددت المنطقة بأسلوب يحافظ على قدم وتراث المكان وذلك بصورة تسمح بعدم دخول السيارات بل تخصص مكاناً لمواقف السيارات يسمح لقاصدي المعبد بالسير ومن ثم التجول بصورة مريحة على غرار مجمع 338 في العدلية... فالسوق مقصد سياحي آخر للبحرين ويمكن استغلال ذلك بتقديم إفطار على الطريقة الهندية على غرار ما يقدم في سوق باب من إفطار بحريني».

وسنية التي قالت إنها تحمل الكثير من الأفكار، أكدت أنها وأخاها هيشانك يريان أهمية وجود دور للبحرينيين من ذوي الأصول الهندية الهندوسية في مجالات تثري المجتمع البحريني في مختلف النواحي.

نطمح بمقعد برلماني

وقال هيشانك الذي تخرج من كلية ريجنت بلندن في مجال إدارة الأعمال وأكمل تعليمه المدرسي في مدرسة سانت كريستوفر بالبحرين معلقاً: «أجمل ما في المنامة أنك تلتقي بالناس من كل شكل ونوع... هناك الكثير لنتعلمه من سوق المنامة القديم والمجتمع حيوي جداً وهذا يروقني كثيراً... فنحن الجيل الرابع الذي ولد وشب في البحرين ومن الضروري أن نحظى بمعقد برلماني في المستقبل، فذلك شرف لنا لأننا جزء من المجتمعي البحريني على غرار الطوائف الأخرى في البحرين».

وأضاف أن «المعبد قريب من مكان العمل فهو يسمح لي بالصلاة بشكل يومي وهو أمر اختياري لكنه يسعدني وكما قالت سنيه أختي لا نرغب بمغادرة المكان فهناك تاريخ طويل لعائلتي ولهذا فإنني أتمني أن يتم تعديل السوق والطريق المؤدي للمعبد ولا مانع من المشاركة لدعم وجعل سوق المنامة تبدو جميلة وجذابة».

ثم قرر كيشور دعوتي إلى حفل العائلة في المعبد الهندوسي واللقاء بعميد العائلة بابو كيولرام، دخلت معه بعد أن خلعت حذائي حافية القادمين إلى غرفة المعبد السفلى وقد كانت مكتظة بجميع أفراد عائلة كيولرام الذين كانوا يتناولون طعام الغداء ورائحة التوابل الهندية غلبت على المكان الذي حظي بألوان زاهية من شتى أنواع الساري الذي ارتدته نساء العائلة في لقاء عائلي كبير التقطوا فيه الصور.

الفارسية كانت لغة السوق

وهناك التقيت بعميد العائلة وهو جالس على إحدى الطاولات المتواضعة في المعبد يتناول غذائه، وقال: «عليك بتناول حلوى «جولاب جومون» ذي اللون البني، يجب أن تشاركي فرحنا فتلك تقاليدنا التي نتشارك مع أهل المنامة منذ زمن طويل مثل عيد هولي ودوالي، كما أننا نزور البحرينيين في مناسباتهم مثل العيد».

وأضاف أن «البحرين بلدنا ونحن لا نشعر بالغربة هنا فأصدقائي من التجار البحرينيين كثر واللغة الدارجة في السوق اليوم هي الهندية والإنجليزية أما في الماضي فقد كانت الفارسية... والبحرين اقتصادياً وتجارياً تطورت وفي العام 1992 لعبت عائلتي دوراً في غرفة تجارة وصناعة البحرين ومازالنا نتطلع للكثير لتطوير مجالات شتى... فنحن جزء من المجتمع البحريني وهذا يسعدنا كما يسعدنا وجودك معنا».

خرجت من المعبد بعد أن طلبت عائلة كيولرام بالتقاط صورة جماعية معي في مناسبتهم العائلية السعيدة... وفي طريقي بدأت أبحث عن حكاية أخرى لعليّ أجدها في زقاق آخر من أزقة سوق المنامة القديم.

صورة تضم نساء من عائلة «كيولرام » في البحرين والخليج
صورة تضم نساء من عائلة «كيولرام » في البحرين والخليج
أحد محلات «كيولرام » في سوق المنامة
أحد محلات «كيولرام » في سوق المنامة
أفراد عائلة «كيولرام » يتناولون الغداء في حفل عائلي بالمعبد
أفراد عائلة «كيولرام » يتناولون الغداء في حفل عائلي بالمعبد

العدد 4226 - الأربعاء 02 أبريل 2014م الموافق 02 جمادى الآخرة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 89 | 10:10 ص

      لو بحريني جان شنو صار؟؟

      لو بحريني جان هجموا علية مثل جواد ههههههه لكن هندي اكيد مايمسونه بشي لان الي يهجمون على الناس من نفس الصنف

    • زائر 87 | 3:00 م

      ناقصين احنه بعد

      من لا يتكلم العربية لا يستحق الجنسية و لو عاش عمره كله، فالبحرين بلد عربي و لا يختلف على ذلك في الدستور

    • زائر 71 | 5:00 ص

      الى زائر 51

      احنا ناقصين بوق. .الي فينا كافينا. .او لو سمحت لا تتدخل في شؤون البحرين الداخلية. .خلك في بلدك او انت تدري في وين.

    • زائر 70 | 4:58 ص

      نقبل ببحرينيين الاصول فقط

      هم خلهم يتكلمون عربي اول بعدين يفكرون بالبرلمان او ما شابه. .احنا ناقصين. .نقبل بطوائف و قبائل و ديانات مختلفه في البرلمان لكن للبحرينيين فقط و ليس للغرباء. .

    • زائر 51 | 7:21 ص

      حتى نكون منصفين

      يجب اعطاء مختلف القبائل و العوائل على اختلاف اصولهم و دياناتها و لغاتها و ثقافاتها مقاعد في مجلس النواب و مجلس الشورى. نقترح تكبير التمثيل النيابي و الشوري في الانتخابات القادمة ما بين 1000 الى 2000 مقعد حتى نضمن تمثيل عادل لكل الطوائف و الديانات و اللغات.

    • زائر 77 زائر 51 | 5:24 ص

      بحراني وافتخر

      انزين هم خلهم ينصفون المواطنين اول او عقب خل يتفرغون للديانات والطوائف لو هم اهم من المواطن

    • زائر 35 | 2:53 ص

      يطمحون بمقعد نيابي

      أخشى أنهم يطمحون بمنصب وزاري في السنوات القليلة المقبلة

    • زائر 73 زائر 35 | 5:09 ص

      الى زائر 51

      النواب و الشورى و الاماكن الوزاريه الاخرى يجب تكون للبحرينيين فقط و ليس للاجانب حتى لو حصلوا على الجنسيه البحرينيه.

    • زائر 32 | 2:50 ص

      ليش لا

      من حقهم كم سنة في ديرة وكم موظف بحريني لديهم حالهم حال الغير على اقل ناس معروفين ومسالمين

    • زائر 48 زائر 32 | 6:43 ص

      هههه ياسلام

      ما ننسى ليش يوظفوا البحريني بس بسبب عشان يحصلون فيزا ويجيبون أجانب اكثر ول شتفسر في الشركات الاجنبية اكثر من ثمانين بالمئة يشتغلون أجانب

    • زائر 23 | 2:06 ص

      كبير ياشعب البحرين

      اذا وجدت دولة القانون فكل طرف يمكن له ان يأخذ حقوقه السياسية والاقتصادية والثقافية . وقد كان الشعب البحريني في غاية التسامح مع الشعوب الاخرى رغم غياب دولة القانون

    • زائر 21 | 1:51 ص

      Nice

      مقال جميل شكرا ياريم لكتابة جزء من التاريخ

    • زائر 15 | 1:10 ص

      يستاهلون التقدير

      من ساعد في بناء و نماء وطننا الحبيب من مدرسين , تجار,, عاملين في القطاع الخاص لسنوات طويله يستحقون كل التقدير والاحترام
      اللهم احفظ البحرين

    • زائر 6 | 12:15 ص

      تستاهلون مقاعد مو بس مقعد

      على الأقل راح تهتمون بانعاش الاقتصاد بحكم تاريخكم التجاري

    • زائر 4 | 12:10 ص

      البرلمان

      ابشروا المقعد لكم

اقرأ ايضاً