وليست المفاجآت موضع خلاف دائماً، فبعضها يحظى بإجماع المحللين لكنها تكون أكثر تطرفاً.
وكنت أرى في مفاجأتي الأولى أن مؤشر ستاندرد آند بورز S&P 500 قد يخضع لتصحيح يصل إلى 10 في المئة في وقت مبكر من العام لأن مواقف المستثمرين كانت متفائلة جداً، وتمر السوق بشكل دائم تقريباً بنكسة عندما تكون معايير الثقة المختلفة (خاصة تلك التي تعتمد على التعاملات) إيجابية جداً. وبرأيي فإن المشكلات الجيوسياسية في العراق أو إيران أو بحر الصين الجنوبي أو أفغانستان ستساهم في زيادة قلق المستثمرين. إلا أنني أعتقد أن مؤشر ستاندرد آند بورز S&P 500 سيرتفع بحدود 20 في المئة خلال العام بأكمله. وبشكل عام، فإن العام الذي يشهد ارتفاع المؤشر بنسبة 25 في المئة أو أكثر يتبعه عام آخر بأداء جيد (مع أنه قد لا يكون دائماً برقم من خانتين)، ولاسيما عندما تشهد العوامل الأساسية للاقتصاد تحسناً ملحوظاً.
وقد رأيت في مفاجأتي الثانية أن الزخم الاقتصادي الذي حدث في الجزء الأخير من العام 2013 قد يتواصل، وأن الاقتصاد الأميركي قد يظهر نمواً بما يزيد على 3 في المئة. كما قلت إن معدل البطالة سيهبط إلى 6 في المئة بنهاية العام. ولم أكن أعلم أنها ستنخفض 0.3 في المئة في ديسمبر/ كانون الأول، لكن السبب الأساسي لذلك كان انخفاض نسبة المشاركة. وقد رأيت أن معدل البطالة سيتحسن بينما تعود نسبة المشاركة إلى مستوى أعلى نوعاً ما. وقد توقعت أن يواصل البنك الاحتياطي الفيدرالي تخفيض برنامجه الشهري لشراء السندات من دون حدوث تأثير سلبي سواء على الاقتصاد أو على سوق الأسهم. وفي الربيع الماضي، عندما لمّح بن برنانكي محافظ البنك الاحتياطي الفيدرالي وقتها إلى احتمال قيامه بتقليص التحفيز، كانت ردة الفعل حادة من كلا سوقي السندات والأسهم، لكن في ديسمبر عندما تم الإعلان فعلياً عن الموجة الأولى من تقليص التحفيز، واصلت الأسهم ارتفاعها. ذلك لأن المستثمرين عرفوا في ذلك الحين أن تخفيض شراء السندات كان آتياً لكن الاقتصاد نفسه كان يتحسن. وطالما كان هذا هو الوضع، فإن زيادة خفض التسهيلات المالية للاحتياطي الفيدرالي سيتم استيعابه من قبل الأسواق المالية من دون حدوث اضطراب.
وقد توقعت في المفاجأة الثالثة أن يقوى الدولار.
بايرون وين
«بلاكستون»
العدد 4226 - الأربعاء 02 أبريل 2014م الموافق 02 جمادى الآخرة 1435هـ