يوم الطبيب هو اليوم الذي يتم الاحتفال فيه بمساهمات الأطباء الذين خدموا ويخدمون الناس والمجتمع والبلد. وهو يختلف في تاريخه من بلد إلى بلد، حسب القرار الحكومي، مثلما هو الحال في الولايات المتحدة الأميركية، أو حسبما تقره مؤسسات المجتمع المدني الطبية، كما في كلٍّ من كوبا وإيران والهند وفيتنام.
يرجع تاريخ الاحتفال بيوم الطبيب لأول مرة إلى الثلاثين من شهر مارس/ آذار العام 1933، وذلك في مدينة ويندر بولاية جورجيا في الولايات المتحدة، حيث قررت إيدورا براون ألموند زوجة الطبيب شارلز ألموند، أن تعقد فعالية من أجل تكريم الأطباء، وكانت الفعالية عبارةً عن إرسال بطاقات التهنئة للأطباء، ووضع أكاليل الزهور على قبور الأطباء المتوفين.
وفي يوم (30 مارس 1958) تبنّى مجلس النواب الأميركي قراراً بإحياء ذكرى 30 مارس من كل عام، كيوم للطبيب الوطني في أميركا، وفي العام 1990 تم التشريع بموافقة كلٍّ من مجلسي الشيوخ والنواب، حيث صادق الرئيس الأميركي آنذاك جورج بوش على القرار الذي حمل الرقم 336، وبذلك أصبح قانوناً محلياً بأن يكون 30 مارس يوم الطبيب في الولايات المتحدة الأميركية.
يختلف هذا اليوم في تاريخه من بلدٍ لآخر، ولكن يحوي نفس الفكرة والتطبيق، ففي كوبا يصادف الثالث من ديسمبر/ كانون الأول، نسبةً لذكرى مولد الطبيب كارلوس فينالي، والذي كانت له إسهامات عديدة في مرض الحمى الصفراء.
وفي إيران يوم الحادي من أغسطس/ آب، نسبة لذكرى ميلاد الطبيب والفيلسوف والعالم والشاعر ابن سينا. وفي الهند يوم الحادي من يوليو، نسبةً لذكرى مولد الطبيب بيدان جاندرا. وفي فيتنام يوم 27 فبراير/ شباط.
وبالنظر عن كثب إلى مجريات الأحداث التي تعرض لها الطاقم الطبي، وكاتب هذا المقال منهم، وبما فيها الحصار لعدة أيام، منذ السادس عشر من مارس 2011، واعتقال الزميل علي العكري من غرفة العمليات يوم 17 مارس بعد يوم من حصار مجمع السلمانية الطبي، وما تعرضت له الطواقم الطبية من تجاوزات مسيئة، وما حدث من انتهاكات جسيمة للحياد الطبي نتيجة القرارات الأمنية القاسية، وما نتج بعدها من إجراءات قاسية، وتعذيب تعرض لها الطاقم الطبي في السجن، وكان فيهم الطبيب والممرض والمسعف، رجالاً ونساءً، مثل الدكاترة رولى الصفار وزهرة السماك ونجاح خليل وفاطمة حاجي ومحمود أصغر وأحمد العمران، وغسان وباسم ضيف، وعبدالخالق العريبي و... ومن بعدها تقديم 48 كادراً طبياً للمحاكمات في 20 قضية جنايات، و28 قضية جنح، (وكان كاتب السطور رقم 26 في القضية)، وتم فصل خيرة كوادرنا الطبية ومنعهم من خدمة الناس في مستشفى السلمانية لغاية اللحظة.
ونتيجة للدعوات التي تطالب بجعل يوم 16 مارس يوماً للحياد الطبي، فإن من الحكمة أن نعتبر هذا اليوم هو يوم الطبيب في البحرين.
حتى هذه اللحظة، مازال زميلنا علي العكري يقضي فترة حكمه لمدة 5 سنوات، مع المسعف إبراهيم الدمستاني الذي يقضي حكماً لمدة 3 سنوات، والسيد سعيد العلوي العامل في مستشفى الطب النفسي المتهم بما يسمى «قضية الإمام» ويقضي حكماً لمدة 15 سنة.
وتزامناً مع ذكرى يوم الطبيب الموافق 30 مارس في الولايات المتحدة الأميركية، نطالب بالإفراج عن الطاقم الطبي وإنصاف وإعادة الاعتبار للطبيب البحريني.
إقرأ أيضا لـ "نبيل حسن تمام"العدد 4225 - الثلثاء 01 أبريل 2014م الموافق 01 جمادى الآخرة 1435هـ