يحتفي العالم اليوم الأربعاء (2 أبريل/ نيسان 2014) باليوم العالمي لكتاب الطفل، وهو الاحتفال الذي بدأ منذ العام 1967، والذي يتزامن مع الاحتفال بيوم ميلاد الأديب الدنماركي هانس كريستيان أندرسن، إذ يجتمع المؤلفون من جميع أنحاء العالم للفت الانتباه إلى أهمية كتب الأطفال.

ويرعى هذا الحدث المجلس الدولي لكتب الشباب IBBY، وهو منظمة غير ربحية تمثل شبكة دولية من الناس من جميع أنحاء العالم الذين يسعون لترقية ودعم كتب الأطفال.

الاحتفالات باليوم العالمي لكتاب الطفل في جميع أنحاء العالم تشمل لقاءات مع المؤلفين والرسامين، ومسابقات كتابة، أو الإعلان عن جوائز الكتاب.

وفي البحرين، يتزامن الاحتفال باليوم العالمي لكتاب الطفل، مع استضافة البحرين لمعرض الكتاب الدولي السادس عشر الذي يستقطب مجموعة من دور النشر العربية المعنية بأدب الطفل والمتخصصة بثقافته مثل دار الشمال من لبنان، ودار المنهل ودار ألف باء تاء من الأردن. ومن مصر دار المستقبل ودار السفير، بالإضافة لدار الأصابع الذكية من سورية ومؤسسة أحب أن أتعلم من السعودية وغيرهم الكثير. وذلك يأتي ضمن مشاركة أكثر من 300 دار نشر ومؤسسة ثقافية وإعلامية في فعاليات المعرض.

ركن الأطفال... احترام لخصوصيته

وقال مؤنس الحطاب من دار نشر ألف باء الأردن إن مشاركتهم بالمعرض تعد مميزة لتوفيرهم سلاسل قصصية وتعليمية تلقى صداها عند الأطفال كل عام، حيث يشارك للعام الخامس على التوالي في المعرض.

وأبدى الحطاب تقديراً للقائمين على المعرض لاحترامهم خصوصية الأطفال وتنظيم ركنهم الخاص، وأضاف أن أدب الطفولة سينهض حين يعي الناس بأهميته خصوصاً الأم والأب، مُشيداً بدور وزارة الثقافة في تقديم الاهتمام بالطفل وتشجيعه على المشاركة في الفعاليات الثقافية من خلال جذبه بما يناسب سنه وتطلعاته.

التعلم باللعب يجذب الأطفال في معرض الكتاب

وتنوعت المعروضات في ركن الأطفال بين كتب تعليمية وأخلاقية وعلمية ولغوية وقصصية وموسوعات بالإضافة لكتب مبسطة في التنمية البشرية وذلك يعد تجديداً وإثراء لمكتبة الأطفال.

وأكد غالبية الناشرين باتجاه الأطفال لأركان الألعاب التعليمية وأقراص الـ dvd، حيث يميل الطفل بطبعه للتسلية والمرح، وتأتي القصص في المرتبة الثانية المفضلة لديهم.

ويعد معرض الكتاب المقام سنوياً مقصداً دائماً للمدارس الخاصة والحكومية من خلال تنظيم رحلات لاصطحاب الطلاب للمعرض وتعزيز قيمة القراءة لديهم في الفترة الصباحية.

«لنوقظ الحكاية»... فعالية تشيع الفرح بمشاركة 600 طفل

حظي ركن الطفل بحماس غير مسبوق من روّاد المعرض من الأطفال، حيث أبدوا تجاوباً مع أفكار الفعاليات الجديدة مثل «لنوقظ الحكاية» وجدارية «لو كنت»، والتي أقيمت بمشاركة سرد بيت الطفل الثقافي المتخصص بأدب الطفل وتشجيعه على القراءة الإبداعية وربطه بالثقافة بكل وجوهها.

وتُعد فكرة «لنوقظ الحكاية» تجديداً للعادات والسلوكيات القرائية للأطفال وتعدٍ للقراءة الروتينية للدخول في عوالم ما بعد القراءة، حيث يبدع الطفل بالتعبير عما لمسه في القصة وشخصياتها في الورشات الفنية المختلفة مثل الرسم وصناع الدمى والأقنعة.

وخلال لقاء «الوسط» بمديرة سرد نبيهة الخياط، أبدت سعادتها لهذا التفاعل الجميل مع فعاليات ركن الأطفال، مضيفة أن «برنامج (لنوقظ الحكاية)، لم يبدأ لينتهي بل هو سلسلة متواصلة بدأت منذ ديسمبر 2013 وسيستمر في كل المناسبات الثقافية فهو برنامج طويل الأمد مع تطويره وتوسيع أفكاره في كل محطة».

وعن أهداف البرنامج بيّنت الخياط أنه يهدف لتمكين الطفل من إنتاج القصص بأوجه فنية مختلفة مع التأكيد على قيمة القصص، وأضافت أن «هذه الفكرة تربط الطفل بالشخصية وتجعله يتعلق يما يقرأ بشكل أطول فلا تكون قراءته سطحية وعابرة بل ذات أثر، بالإضافة لربطه بالمجال الثقافي والأدبي».

وقالت: «إن هذه الفعالية تساعد الأطفال على الانطلاق في الخيال مع ربطه بالواقع وتحسن قدرتهم على التذكر والاستيعاب لما يقرأون، فضلاً عن تعزيز ذائقتهم واختياراتهم».

وأبدت الخياط شكرها واعتزازها بدعوة وزارة الثقافة للمشاركة في المعرض، كما أشادت بمبادرة وزار الثقافة بتخصيص ركن للأطفال لتوظيف طاقاتهم وتأمين حصولهم على وقت ممتع ومفيد أثناء تسوق والديهم، وتحديد مكانتهم المهمة في المجتمع، فحيث يكون الطفل تكون البداية ويكون الأساس فهو معوّل المجتمعات للنهوض.

يذكر أن سرد قد شاركت بنشاط مفتوح طوال فترة المعرض، وهي «جدارية لو كنت» التي بلغ طولها 50 متراً، وقد شارفت على الامتلاء قبل انتهاء المعرض، وهي من الأفكار الهادفة لتعزيز خيال الطفل ودعوته لتقمص أدوار أخرى لتشجيع قريحته على الإبداع.

وتستمر فعاليات سرد الثقافية لآخر يوم من معرض الكتاب في الفترة الصباحية والمسائية خلال عطلة الأسبوع.

كما نظم المعرض طاولة تضم ضجيج الأطفال وصخب ألوانهم ليمارسون هواية الرسم ومن ثم تعلق لوحاتهم في ركن الأطفال.