قالت رئيسة الجمعية البحرينية للإعاقة الذهنية والتوحد فريدة المؤيد: «ان البحرين بحاجة إلى مركز متخصص لتشخيص الإصابة بالتوحد، إذ إننا نفتقر إلى وجود المركز للكشف المبكر عن الإصابة».
وأضافت قائلة في لقاء مع «الوسط»: «مراكز التوحد تعتمد على التقرير الصادر من مستشفى الطب النفسي الذي يُشخص إصابة الطفل، إلا أن التشخيص في هذه الحالة يكون من طبيب واحد، في الوقت الذي تقوم فيه الدول المتقدمة بتخصيص فريق متكامل لتشخيص الطفل»... وفيما يلي نص اللقاء:
يشكو العديد من أولياء الأمور من قصور التشخيص المبكر للتوحد في البحرين، فهل هناك قصور؟
- بالطبع هناك قصور في التشخيص، إذ إن الطفل في البحرين لا يُشخص بشكل دقيق، بعكس الدول المتقدمة فإن عملية الكشف عن الإصابة تكون عبر فريق متكامل مكون من أطباء ومدرسين وأخصائيين وأولياء أمور، في حين أنه في البحرين يكون التشخيص في الطب النفسي الذي يصدر تقريرا يبين إصابة الطفل من عدمه، ليقبل بعد ذلك في مراكز التوحد من خلال هذا التقرير الذي يكون صادراً من طبيب واحد، لذا نحن بحاجة إلى فريق عمل متكامل متخصص يعمل في مركز خاص بتشخيص مرض التوحد.
هل مازال المجتمع يستنكر من دمج المصاب بالتوحد مع الأسوياء، أم أن هذه النظرة تغيرت خلال السنوات الماضية؟
- مازال المجتمع يستنكر من دمج المصاب مع الأسوياء، فهناك العديد يعيشون في عالم بعيد عن الإعاقات ويعتقدون أن الجميع أصحاء، لذا ليس لهم علم بمعاناة أهالي المتوحدين أو المعوقين، وعلى رغم التطور التكنولوجي الذي استطاع نقل صورة المصابين بالتوحد، إلا أن هناك حاجة إلى توعية المجتمع بأهمية دمج الأطفال، ولابد أن يكون هناك توجيه لأولياء الأمور، إذ إن بعضهم يرفض دمج ابنه السوي مع مصاب بالتوحد، إضافة إلى أن التوعية يجب أن تهدف إلى تغيير نظرة المجتمع إلى الطفل المصاب وأهله، فالعديد يعتقد أن الطفل لم يتلقَّ التربية أو التأديب المناسب لذا يمارس بعض التصرفات التي يعتبرها البعض خاطئة، إلا أن الطفل التوحدي لعدم قدرته على التعبير يقوم بتصرفات سلوكية قد تجذب نظر من حوله، لذا علينا توعية المواطنين وخصوصاً أن النظرة بدأت تؤثر على أولياء الأمور الذين فضلوا إبعاد أبنائهم عن الناس خوفاً من نظرتهم.
متى أنشئت الجمعية البحرينية للإعاقة الذهنية والتوحد؟
- أنشئت في العام 1992، إذ كنا مجموعة من المتخصصين في التربية والإعاقة الذهنية، وقد تحمس الجميع إلى فكرة إنشائها، وأطلقنا عليها اسم الجمعية البحرينية للتخلف العقلي في ذلك الوقت، إلا أنه مع مرور السنوات تغير الاسم، إذ إن التخلف يعد وصمة عار للطفل، وكان الهدف هو توعية المجتمع بالإعاقات الذهنية والتوحد، وخصوصاً أن هناك درجات من المرض.
هل هناك إحصائية رسمية بعدد المصابين بالتوحد في البحرين؟
- لا توجد إحصاءات رسمية ثابتة، وخصوصاً أن هناك أطفالا غير مسجلين في مراكز التوحد، لذا لا يمكن الاقتصار على احتساب عدد الموجودين في المراكز، وقد حاولت الجمعية إجراء إحصائية على مستوى الخليج لمقارنة نسبة الإصابة عالمياً، إلا أن حصر العدد كان صعباً.
استطاعت الجمعية إنشاء مركزي الوفاء والرشاد للتوحد، فكم عدد المصابين الموجودين في المركزين؟
- العدد الموجود في الفترة الصباحية في مركز الوفاء يصل إلى أكثر من 28، في حين أن عدد الموجودين في الرشاد يبلغ 20 حالة.
كم عدد الموجودين على قائمة الانتظار؟
- كانت هناك قائمة موجودة وهذا ما شجعنا على الافتتاح خلال الفترة المسائية، إذ تم فتح مركز الوفاء واستقبل 20 طالبا.
ما هو تقييم الجمعية لدور الجهات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني في نشر التوعية بمرض التوحد؟
- مؤسسات المجتمع المدني متعاونة، إذ إن هناك تواصلا وتبادلا في الخبرات، أما الجهات الرسمية فإنه في السنوات الأخيرة بدأت وزارة التنمية الاجتماعية تمويل 80 في المئة من الكلفة التشغيلية، كما أن هناك تعاونا مع وزارة التربية والتعليم في توظيف المدرسين، وفي دمج الطلبة في المدارس الحكومية، إلا أننا نشكو من قلة دعم وزارة شئون الإعلام في توعية الجمهور.
ما هي الفعاليات المقامة بمناسبة اليوم العالمي للتوحد الذي يصادف 2 أبريل/ نيسان من كل عام؟
- هناك عدد من الفعاليات ستقام بمناسبة اليوم العالمي للتوحد، إذ ستنظم مجموعة من المسابقات الترفيهية، مع إقامة المهرجان الرياضي، وورشة فنية بمشاركة أطفال التوحد بالتعاون مع باقي مراكز التوحد، مع الاحتفال بعيد ميلاد الأطفال المولودين في شهر ابريل، كما ستعرض نتائج البحث الذي قام بإعداده رئيس لجنة مركز الوفاء قسم التوحد نبيل سليمان، إذ يتضمن البحث عن المشكلات السلوكية لدى الأطفال المتوحدين في مملكة البحرين ودولة الكويت وفقاً لشدة التوحد والجنس والعمر، إضافة إلى تنظيم عدد من المحاضرات.
العدد 4225 - الثلثاء 01 أبريل 2014م الموافق 01 جمادى الآخرة 1435هـ
knowledge is steadily growing
تستحق الطفولة البريئة أن يبدل الجهد والفهم أكثر فأكثر لحمايتها ووقايتها،
الفهم الحديث مدعوما بالدليل القاطع أن مرض التوحد هو نتاج التعرض المبكر لملوثات صناعات وابتكارات البشر على البيئة التي غزت المنازل والبيوتات من المواد والغازات الكيميائية، وذبذبات الموجات الكهرومغناطيسية الرقمية فائقة الدقة من أبراج الاتصالات اللاسلكية وأجهزة الواي فاي والهواتف الذكية والحواسيب اللوحية ذات تقنيات الوايرلس.