العدد 4225 - الثلثاء 01 أبريل 2014م الموافق 01 جمادى الآخرة 1435هـ

أم أحمد: لا أخجل من ابني التوحدي فالتوحُّد ألطف أنواع الإعاقات

مر عامان من عمره كانت والدته تنتظر أن ينطق بكلمات بسيطة أسوة بباقي الأطفال، لم تعتقد أنه يمتلك ما يسمى بأطياف التوحد، فملامحه البريئة طبيعية، ونموه طبيعي وليس هناك ما يدل على إعاقة، إلا أنه لم يتضح أنه مصاب بالمرض إلا بعد أن شُخصت حالته وهو في سن الخامسة، وها هي اليوم تتحدى المجتمع لتعلن أنها لا تخجل من ابنها، معتبرة التوحد من ألطف أنواع الإعاقات.

أحمد ياسر طفل يبلغ من العمر اليوم ثمانية أعوام فتحت والدته قلبها لتنقل تفاصيل اكتشاف الإصابة في حديث إلى «الوسط» قائلة: «أحمد من مواليد العام 2006، عندما بلغ من العمر عامين لاحظت عدم قدرته على النطق كباقي الأطفال، وقد حاولت منحه فرصة لاعتقادي أنه مع اختلاطه بباقي الأطفال في الروضة سيتمكن من الحديث لاحقاً، وخصوصاً أنه في مواعيد الفحص والتطعيم كان يُشخص نموه على أنه طفل طبيعي».

وأضافت قائلة: «عندما بلغ من العمر ثلاثة أعوام شعرت بأنه يعاني أيضاً من فرط الحركة، وعرضته على أكثر من طبيب وراجعت المستشفيات الحكومية والخاصة وكان يتم تشخيص حالته على أنه نتيجة لحركته الزائدة فانه لا يستطيع التواصل والنطق، وكان في ذلك الوقت يتم التركيز فقط على مشكلة النطق التي يعاني منها».

وتابعت: «انضم إلى الروضة ومشكلته مع فرط الحركة وعدم قدرته على النطق مستمرة، وفي إحدى الأيام وبالصدفة طلبت إحدى الطبيبات تشخيص حالته، وبعد فترة تم اكتشاف أنه يعاني من أطياف التوحد وهو نسبة بسيطة من المرض».

وأوضحت أم أحمد أنها لم تتوقع إصابته بالتوحد، إذ إنه طفل اجتماعي بعكس باقي الأطفال المصابين، فهو يحاول التواصل مع الأهل، إلا أن مشكلته كانت تكمن في النطق، مشيرة إلى أن هذا المرض يحتاج إلى تشخيص دقيق، إذ إن الطفل يكون طبيعيا فملامح الوجه لا تدل على إعاقة بعكس باقي أنواع الإعاقات، وقد تكون التصرفات السلوكية هي الوسيلة الوحيدة للتشخيص المبكر.

وذكرت أن عدم وجود مراكز ومستشفيات للتشخيص المبكر للتوحد يشكل عقبة أمام أهالي المصابين، إذ إن العديد من الأطفال لا يتم الكشف عن إصابتهم إلا في سن المدرسة أو بعده، في حين أنه بالإمكان تشخيص الحالات في فترة الحضانة.

وأشارت أم أحمد إلى أنه عندما بلغ ابنها ستة أعوام حاولت تسجيله في المدارس الحكومية، إلا أنه تم رفضه، منوهة إلى أنها قامت بتسجيله في مركز عالية للتدخل المبكر بعد أن أجريت له الفحوصات والاختبارات.

ولفتت أم أحمد إلى أن ابنها تطور سلوكياً وأكاديمياً فهو يبلغ من العمر ثمانية أعوام الآن وقادر على مسك الكتاب بعد أن كان لا يستطيع ذلك، كما تطور في النطق، إذ أصبح ينطق بأشياء مفهومة، كما أنه قادر على الاندماج والتفاعل مع من حوله، مشيرة إلى أن المركز كان يشكل باب فرج لها ولابنها فهو الوحيد الذي تقبل ابنها واكتشف مواهبه، فهو اليوم ضمن أعضاء الفريق الموسيقي في المركز ويمتلك العديد من المواهب.

وقالت: «ان التوحد من ألطف أنواع الإعاقات، فأنا لا أخجل من ابني وأمارس حياتي بشكل طبيعي معه، فأتسوق معه وأتنزه في المجمعات التجارية معه، وأقوم بأخذه إلى الحدائق للعب، وقد يقوم بتصرفات في بعض الأحيان بسبب صعوبة التواصل، إلا أني لا أستسلم لذلك، وأحاول التواصل معه بلغته».

وأضافت قائلة: «على كل أم عدم الاستسلام، فالطفل التوحدي يحتاج للصبر، فهو يحتاج إلى الوقت للتعلم والتدريب على مهارات الحياة، لذا أدعو الأمهات للكشف مبكراً بمجرد الشك بوجود سمات التوحد، إذ إن ذلك سيساعد على التأهيل من البداية بدلاً من الانتظار لسن المدرسة».

ودعت أم أحمد الأمهات الى عدم الشعور بالخجل، إذ إنه لابد من دمج الطفل التوحدي في المجتمع، مشيرة إلى أن المجتمع اليوم لا يستنكر وجود المصاب بالتوحد مع الأطفال الأسوياء.

العدد 4225 - الثلثاء 01 أبريل 2014م الموافق 01 جمادى الآخرة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 19 | 12:06 م

      الى متى الحل

      يا دوله يا حكومة نحنوا نموت الف مره نرجوكم ان شوفون لينه حل ما صير جدى دعم قليل ولا يوجد مركز حكومي يستقبل هذه الفئة المظلومه فأطفلنا ضيع من بين ايدينا ولا احد يسمع لنا

    • زائر 18 | 8:12 ص

      الصبر مفتاح الفرج

      انشدكم يا صحيفة الوسط بتسليط الضوى علينه نحنوا اوليا امور التوحدين وان تبينوا الى المجتمع ماهو مرض التوحد ماذا يعاني اهل الطفل من مشقه ماديه ونفسيه فانتم الصحيفة الوحيده التي تتشر هم المواطن

    • زائر 11 | 8:10 ص

      الصبر مفتاح الفرج

      انشدكم يا صحيفة الوسط بتسليط الضوى علينه نحنوا اوليا امور التوحدين وان تبينوا الى المجتمع ماهو مرض التوحد ماذا يعاني اهل الطفل من مشقه ماديه ونفسيه فانتم الصحيفة الوحيده التي تتشر هم المواطن

    • زائر 10 | 7:53 ص

      أبو علي

      إبني وائل ذو الأربع سنوات يعاني من نفس الأعراض وقد إكتشفت هذه الحاله منذ كان عمره سنتان ولم يشخص أحد حالته على أنها من أنواع التوحد وأخذنا موعد مع الدكتور الخاص بهذه الحالات فشخصها على أنها حالة توحد ونصحني بإدخاله بعض المراكز كمركز الأمل ومدرسة عاليه ولاكن عندما ذهبنا به للعلاج في السلمانيه وكشفت عليه. الدكتوره صديقَّه حسين وهي متخصصة في هذا المجال قالت بأنه ليس لديه توحد إنما يعاني فقط من فرط الحركه .

    • زائر 9 | 6:50 ص

      الصبر مفتاح الفرج

      انشدكم يا صحيفة الوسط بتسليط الضوى علينه نحنوا اوليا امور التوحدين وان تبينوا الى المجتمع ماهو مرض التوحد ماذا يعاني اهل الطفل من مشقه ماديه ونفسيه فانتم الصحيفة الوحيده التي تتشر هم المواطن

    • زائر 8 | 6:50 ص

      الصبر مفتاح الفرج

      انشدكم يا صحيفة الوسط بتسليط الضوى علينه نحنوا اوليا امور التوحدين وان تبينوا الى المجتمع ماهو مرض التوحد ماذا يعاني اهل الطفل من مشقه ماديه ونفسيه فانتم الصحيفة الوحيده التي تتشر هم المواطن

    • زائر 7 | 6:20 ص

      تذكروا

      تذكروا ان الله سبحانة وتعالي يعطي ويأخذ،،،

    • زائر 6 | 5:51 ص

      جزاكم الله خيراً

      والله يعطيك ألف عافية أخت أم أحمد
      انا انظر للوالدين في مثل هذه الحلات انهم سوف يكونون ان شاء الله من أفضل الناس يوم القيامة حالا لعظم الاجر والثواب من الله تعالى على خدمتهم لابنائهم ورعايتهم لهم ......خاصة اذا كانت هذه الخدمة والرعاية والحب ابتغاء وجه الله تعالى

    • زائر 5 | 4:09 ص

      نضال

      يعطيج ألف عافيه ام احمد بالعكس في مثل هذه الامور لا تحتاج الى خجل و ابنك هو شخص كعامة المجتمع الله يحفظه

    • زائر 4 | 3:31 ص

      مواطن

      البركة في وزير التربية ووعوده المتكرره بانشاء مدرسة خاصة للتوحد وطبعا الشكر موصول الى أصحاب الكرش الكبيرة والعلاوات الضخمه والسفرات الجميلة أعضاء الشورى والنواب ما شاء الله عليهم حاملين هم المعاقين بالسئوال دائما عنهم وحل مشاكلهم

    • زائر 3 | 2:55 ص

      أم أحمد

      أم أحمد،، بارك الله فيك و يحفظ إبنك انشاءالله انت إمرأة و أم شجاعة وأبشرك يا أم أحمد بأنه مع الرعاية السليمة تكون النتيجة الأطفال الذين يعانون التوحد النبوغ في موضوع او حقل ما خاصة الموسيقى او الفن أما بخصوص التشخيص فهو أمر صعب، لدي صديق عربي مقيم في بريطانيا شخصت حالة إبنه بعد خمس سنواتزز مرة أخرى أدعو له النوفبق ولك الصبر لأن رعايته سيأخذ منك جهد مضاعف

    • زائر 2 | 12:01 ص

      الحمدلله الله يخليكم لبعض

      الله يخليه ويخليش له والحمدلله هناك من الوعي بخيث تقبل امر الله والجد والسعي لنيل الافضل وقد يكون احمد افضل بالف مرة من ابناء اصحاء وذلك لان الاهل لايقدرون نعمة الصحة

    • زائر 1 | 10:32 م

      الله يكون في عونكم

      الحمد لله ، ولكن نحتاج لدعم المجتمع لنا نحن ذوي المتوحدين وخاصة في النقص الحاصل من قلة المراكز التأهيلية وعدم مراعات حالة ذوي المتوحدين وعلما ان هناك دراسته اجريت في فرنسا ان اسرة الأطفال الذين يعانون من التوحد هم أيضاً بحاجه الى متابعه علاجية جراء تربيت ابنهم المتوحد مما يلقونه من صعوبات وضغوط نفسيه

اقرأ ايضاً