اتهم المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين محمد بديع قائد الجيش المصري السابق عبد الفتاح السيسي المرشح على نطاق واسع لرئاسة البلاد بأنه "عسكري مستبد" وتنبأ بأنه لن يتمكن من البقاء في السلطة.
ورفض بديع اتهامات الحكومة المدعومة من الجيش بأن جماعته ضالعة في أعمال إرهابية. وكان بديع يتحدث اليوم الثلاثاء من قفص الاتهام في قاعة محكمة حيث يواجه اتهامات بالتحريض على العنف.
وقال بديع "لا يعقل بعد ذلك أن نستبدل مستبدا مدنيا بمستبد عسكري" مشيرا إلى السيسي الذي استقال من منصب وزير الدفاع ومناصبه العسكرية حتى يتمكن من خوض انتخابات الرئاسة التي تجري يومي 26 و27 مايو ايار المقبل.
وأضاف بديع "هذا أمر يعيدون تجهيزه للسيسي مرة أخرى. لا… وألف كلا. لن نقبل بهذا أبدا ولن يقبله الشعب المصري الحر."
وكان السيسي عزل الرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الاخوان الذي انتخب في انتخابات حرة عام 2012 وذلك في أعقاب احتجاجات شعبية ضخمة على حكمه.
وأعقبت الإطاحة بمرسي واحدة من أقسى الحملات الأمنية على الإخوان في تاريخ الجماعة الذي يمتد لنحو 86 عاما. وقتل مئات من أنصار الجماعة خلال فض اعتصامين لمؤيدي مرسي في أغسطس اب الماضي وألقي القبض على آلاف غيرهم من بينهم مرسي نفسه.
وقدم بديع وكثير من قيادات الإخوان للمحاكمة في عدة قضايا مما أدى إلى عرقلة الجماعة التي فازت في كل الانتخابات التي أجريت منذ الإنتفاضة الشعبية التي أطاحت بحكم حسني مبارك عام 2011.
وفي جلسة اليوم قدم بديع (70 عاما) و50 آخرون للمحاكمة بتهمة تشكيل غرفة عمليات لادارة احتجاجات وأعمال عنف اندلعت عندما فضت قوات الامن الاعتصامين في أغسطس اب الماضي.
واتسم موقف المتهمين بالتحدي في جلسة اليوم ورددوا النشيد الوطني المصري وتلوا آيات من القرآن ورفعوا أيديهم بأربعة أصابع في إشارة إلى الاعتصام الرئيسي للمحتجين على عزل مرسي عند مسجد رابعة العدوية.
وانسحب محامو الدفاع من الجلسة بعد أن رفض القاضي أحد طلباتهم.
واكتسب السيسي شعبية كبيرة بين المصريين بعد الإطاحة بحكم الإخوان وتعهده بسحق هجمات "إرهابية" قالت الحكومة إن الجماعة تقف وراءها. وخسرت الجماعة تأييد الشارع لها بعد السنة التي أمضاها مرسي في الحكم.
وقال بديع وهو يرتدي ملابس بيضاء "الانقلاب العسكري الدموي قتل فينا آلاف وقلب كل الحقائق وجعل أعين الناس بأننا الإرهاب."
وأضاف "أما الإخوان المسلمين فالله يشهد أنهم ما قبلوا عنفا طوال حياتهم ويشهد الله قبل التاريخ أن الإخوان المسلمين أنهم ما انتقموا لأنفسهم.. قتلوا مرشدهم حسن البنا بإرهاب دولة كامل ولم ينتقموا.. أنا مجني عليه."
وأضاف أن السيسي هو من اصطنع "الإرهاب" وأن السلطات الحالية هي من تقتل الشعب المصري.
واتهمت جماعة الإخوان الدولة بممارسة "الإرهاب" بالقبض على الآلاف وارتكاب انتهاكات لحقوق الانسان.
ولم يحضر جلسة اليوم سوى 33 متهما إذ يحاكم 18 متهما غيابيا.
وحدثت اشتباكات بالأيدي في قاعة المحكمة بعد أن قال القاضي للمتهم صلاح سلطان العضو بجماعة الإخوان والأستاذ بجامعة الأزهر "اخرس" بعد أن شكا من أنه لا يستطيع سماع ما يقال في الجلسة.
وعندما طلب محام من القاضي أن يكون أكثر لينا مع سلطان لأنه من الفقهاء اكتفى القاضي بالابتسام.
ووقف المتهمون في القفص وظهورهم للقاضي بعد ذلك ورددوا "يسقط يسقط حكم العسكر".
وقرر القاضي تأجيل المحاكمة لجلسة السادس من ابريل نيسان.
وفي الاسبوع الماضي أصدر قاض بمدينة المنيا جنوبي القاهرة حكما مذهلا إذ قرر إحالة أوراق 528 عضوا من الاخوان للمفتي لأخذ رأيه في إعدامهم بتهمة القتل وارتكاب أعمال عنف.
وحث جهاد الحداد أحد المتهمين من قيادات الإخوان الذين مثلوا أمام المحكمة اليوم القوى العالمية على دعم الديمقراطية في مصر.
وقال حداد بالانجليزية "يا قادة العالم يا من تتشدقون بالديمقراطية حان الآن وقت الوقوف لإنهاء الانقلاب العسكري."
وأضاف "نحن نكافح من أجل حرية البلاد. الأمر يتحول إلى عائلة السيسي. سنواصل الكفاح من أجل الحرية. ولن نستسلم."