أمام مجلس حقوق الإنسان، طالب العديد من المصابين بالمهق بإطلاق آلية تقوم بتعزيز حقوق الأشخاص المصابين بالمهق.
هذه الفتاة النيجيرية، ارو ايكبونوسا، مدافعة دولية عن قضية المهق ومن منظمة "نفس الشمس"..فتاة تعاني من المهق، جاءت إلى مجلس حقوق الإنسان كغيرها من المصابين بنفس المرض للدعوة إلى تأسيس آلية تعالج وتساعد على تعزيز حقوق الأشخاص ذوي المهق تقول: "إن الله خلقني، من يعطي أي شخص الحق، الحق أن يكلمني بطريقة معينة ويعاملني بطريقة خاصة، لا يوجد أحد له الحق في هذا، لقد قرر الخالق أن أوجد.. لذلك أنا موجودة"
ويطلق على المهق "عدو الشمس"، وهو عبارة عن حالة وراثية ناتجة عن غياب صبغة في الأعين والجلد والشعر، وعادة ما يعاني المصاب بعدة مشاكل متعلقة بالحساسية الضوئية في البصر والجلد.
ولكن هؤلاء المرضى يواجهون انتهاكات تختلف بحسب البلدان التي يعيشون فيها، والوضع الأسوأ على الإطلاق في أفريقيا وخاصة في تنزانيا وكينيا، حيث يتعرض المصابون لخطر الخطف والقتل بسبب موروث شعبي يتعلق بالسحر والشعوذة.
وهذا ما تريده ايكبونوسا ...تريد من مجلس حقوق الإنسان أن يتعامل مع المهق بشكل خاص، لأنه حالة خاصة ومعقدة:
" نود أن ترى منظمتنا " نفس الشمس" سياسات وطنية للمهق. ليس كافيا أن تضع المهق تحت قائمة الإعاقات، نعم معظمنا لديه ظروف إعاقة مثل ضعف البصر، ولكن هناك قضية اللون والوصم العام وأمور تتعلق بالاعتقادات الثقافية. كل هذه الأمور تحتاج إلى سياسة وقانون معين، ولكن السياسة هي بداية جيدة للتعامل مع المهق فقط بطريقة منفصلة، لأن موضوع المهق هو خاص جدا ومعقد لحد ما"
والمصابون بمرض المهق، هم أشخاص وليسوا أشباحا أو كائنات غير إنسانية، كما أشارت منظمات الأمم المتحدة والتي طالما سلطت الضوء عليهم، خاصة أنهم أصبحوا هدفا لكثير من الأساطير الكاذبة والضارة في العديد من البلدان ولا سيما في أفريقيا.
أستاذة الصحة النفسية المشاركة بكلية التربية بجامعة قطر بتول خليفة، تقول إن مرضى المهق في الدول العربية يعانون أيضا من حالة من العزلة والوصم كما هو الحال في أفريقيا:
"الأشخاص هؤلاء يتولد لديهم إحساس مرهف، يشعرون بالعزلة في بعض الأحيان ويشعرون أنهم مختلفون عن الأفراد الآخرين، وتتولد لديهم مواقف الخوف من المجهول والتحيز وينتظرون تقييم الآخرين إليهم وهل هم متحيزون ضدهم، على أساس مظهرهم أو شكلهم. ولذلك فإن المظهر الخارجي ولأنه غير مألوف وهو الجلد والشعر الأبيض ولون العيون ولون البشرة، خاصة في الأجناس غير البيضاء ويكون الشخص متحسسا من لونه ومن شكله وربما يرجع ذلك أيضا إلى التعليقات القاسية وغير المرغوب فيها، وخاصة عندما يكونوا أطفالا صغارا في المدرسة"
ودعت مجموعة من خبراء الأمم المتحدة المعنيين بحقوق الإنسان، إلى دراسة الأسباب الكامنة وراء التمييز والهجمات على الأشخاص المصابين بالمهق، كما دعت الحكومات إلى رفع الوعي وتثقيف الجمهور بوجه عام حول الطبيعة الحقيقية لهذا المرض واحتياجات الأشخاص الذين يتعايشون معه.
وتقول بتول خليفة في هذا الصدد: "نحن بحاجة من وجهة نظري إلى جهود جبارة أولا لبناء قواعد تعليمية وبرامج تخدم هؤلاء الأطفال لنساعدهم على أن ينموا نموا طبيعيا ويتطوروا فكريا، وبرامج تعالج المشاكل والإجهاد والاكتئاب النفسي والجسدي التي تصيب الشخص المصاب بالمهق خاصة أن هؤلاء الأشخاص يتعرضون لكثير من التحديات والإحباطات في المجتمع لأن الأشخاص الآخرين لا يستطيعون تقدير مشاعرهم"
ويعتقد في العديد من الدول الأفريقية أن أجزاء من جسم الأشخاص المصابين بالمهق، تمتلك قوى سحرية قادرة على جلب الثروات إذا ما استخدمت في الجرعات التي ينتجها الأطباء السحرة المحليون، بل إن البعض يعتقد أن السحر هو أقوى عند صرخات الضحية أثناء البتر، لذلك غالبا ما يتم بتر الأعضاء والضحايا أحياء.
وتقول أرو ايكبونوسا: "الأشخاص الذين يعانون من المهق، هم فقط أشخاص. نحن فقط بشر ونحن لسنا ما تعتقد، بل نحن ما نحن عليه وهو أننا بشر، ونستحق الكرامة وفوق كل شيء نستحق الاحترام ونستحق حماية لحقوق الإنسان، وهذه أمور أساسية"
يشار إلى أن مجلس حقوق الإنسان كان قد صادق على قرارين يتعلقان بالأشخاص المصابين بمرض المهق، وكان المجلس قد رحب في نوفمبر العام الماضي بقرار اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب باعتماد القرار الأول من نوعه للأشخاص المصابين بالمهق.