تسعى حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى إعادة بسط سلطة الدولة في مواجهة الانقسام السياسي ودعاوى الانفصال واضطراب الأمن.
في الوقت نفسه تحاول جماعة الحوثي توسيع نطاق نفوذها في كل أنحاء شمال اليمن وتدور اشتباكات عديدة بينها وبين قوات الحكومة في محافظة عمران في الشمال.
وقُتل ما لا يقل عن 40 جنديا الشهر الماضي خلال اشتباكات بين الحوثيين الشيعة ومقاتلين من أبناء قبائل سُنية بالقرب من صنعاء.
ولكن علي العماد القيادي في جماعة الحوثي ذكر أن المعارضة تتزايد بين كثير من الفصائل والقبائل اليمنية لحزب الإصلاح الذي تربطه صلات بجماعة الإخوان المسلمين.
وقال "كثير من القوى السياسية.. بعض المشايخ والوجاهات الاجتماعية المحسوبة على المؤتمر (حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح) أو من قبل أنصار الله (الحوثيون) أو الحراك (الحراك الجنوبي) أو كثير من القوى السياسية الآن متوجهة بالخصومة مع الجماعة الإقصائية (حزب الإصلاح المرتبط بجماعة الإخوان المسلمين).. الجماعة التي تحاول أن تبقى وحيدة على المشهد السياسي وكذلك تستخدم أدوات ليست مقبولة..ربما تنبيء بصراعات على مدار عقود."
وقال مصدر أمني إن بعض الجنود الذين اشتركوا في الاشتباكات الشهر الماضي رُبما كانوا من أنصار حزب الإصلاح.
وذكر الشيخ صالح أبو عوجاء وكيل محافظة عمران أن تصرفات حزب الإصلاح تساهم في زيادة التأييد للحوثيين. وقال "أعتقد أن أكبر خدمة قُدمت للحوثيين هي تصرفات الإخوان المسلمين. هي من جعلت الآخرين يمدون أيديهم إلى الحوثي."
وأقر هادي الشهر الماضي رسميا خطة لتحويل اليمن إلى دولة اتحادية تتألف من ستة أقاليم. لكن بعض الساسة الجنوبيين وزعماء الحوثيين عارضوا الخطة وقالوا إنها ستزيد الاضطراب الأمني في البلد.
وذكر الإعلامي رشاد الشرعبي الذي ينتمي إلى حزب الإصلاح أن الحوثيين يوسعون نطاق سيطرتهم في الشمال بمساعدة قوى موالية للرئيس السابق صالح.
وقال "هناك أيضا أطراف أُخرى ساعدت على ذلك (اتساع تطاق نفوذ الحوثيين). مثلا أطراف النظام السابق كان لها دور كبير جدا في التسهيل والتواطؤ وفي بعض الأحيان المشاركات العسكرية التي كانت تنفذها ميليشيات الحوثي المسلحة."
لكن الصحفي والمحلل السياسي جمال عامر عزا الانقسام السياسي والصراعات في اليمن إلى ضعف الدولة.
وقال "أنا أعتقد أن المشكلة مشكلة دولة أولاً وأخيراً. لو وجدت الدولة بمشروعها.. بهيبتها وقوتها أعتقد أن هذه النتوءات تتلاشى.. وكلما ضعفت الدولة كلما كان على حسابها مثل ظهور هذه الأشياء التي نسمع بها الآن."
وكانت معارك دارت بين أبناء قبيلة حاشد وجماعة الحوثي تمكن الحوثيون خلالها من السيطرة على عدة مناطق منها بلدة الخمري معقل القبيلة وأبرموا اتفاقيات مع شيوخ قبائل انشقوا على زعماء حاشد.
وأقام الحوثيون خياما وانتشروا بالقرب من مداخل مدينة عُمران في المحافظة التي تحمل نفس الاسم.
وقال مسؤولون حكوميون إن قيادة المحافظة لن تسمح بدخول الحوثيين بأسلحتهم لإقامة فعاليات وتظاهرات في وسط المدينة.
وقال أحمد البكري وكيل محافظة عمران "لا يمكن نقبل ميليشيات من أحد. لا يمكن أن نقبل. ومثل هؤلاء نقول لهم يدخلوا يتظاهروا بدون أسلحة وكل الناس موجودين. لكن السلاح ممنوع على الجميع."
ويقول محللون إن سعي الحوثيين إلى توسيع نطاق نفوذهم يرجع في الأساس إلى ممارسات حزب الإصلاح وساعدهم فيه التحالف مع بعض رموز نظام صالح الذين يشعرون بالتهميش أيضا مع تنامي نفوذ حزب الإصلاح وحلفائه من شيوخ القبائل ورجال الدين السُنة.