دخلت منافسات البطولة الآسيوية للـ "أوبتمست" يومها الثالث مع إقامة المزيد من السباقات خلال الفترة من التاسعة صباحا حتى الرابعة عصرا والتي تشهد المزيد من الإثارة والندية بين المتسابقين البالغ عددهم 124 لاعبا ولاعبة خصوصا وأنها تقام وسط طقس غير مستقر وأجواء متقلبة من فترة إلى أخرى ومن يوم إلى آخر وسرعة رياح متفاوتة بين شديدة إلى متدنية فيما بين 12 إلى 40 عقدة، الأمر الذي يشكل المزيد من التحدي بين المتسابقين والإصرار على تقديم المزيد من الجهد والعطاء في سبيل البقاء في دائرة الصراع على اللقب.
وتشير النتائج الأخيرة إلى تصدر منتخب تايلاند للائحة الترتيب العام ببقاء لاعبته المتميزة كامونشانوك كلهان في المركز الأول حتى يوم أمس ضمن منافسات المجموعة الأولى أمام أقوى منافساتها الصينية يو هوجيا وزميلتها في المنتخب التايلاندي سوتيدا بونبات، وعلى مستوى الذكور تمكن الإماراتي إبراهيم الحمادي من احتلال المركز الأول في انطلاق السباقات متفوقا على السنغافوري إيساك تانغ والياباني هوندا يوكي، إلا أنه تراجع في اليوم الثاني إلى المركز الرابع، وفي المجموعة الثاني يتصدر التايلاندي فورافوند راتشرا تاناروك أمام زميله سوثون يامبيند والماليزي أوزير أمين صاحب المركز الثالث، وعلى مستوى الفتيات تتصدر الصينية كوي اكسايمونج الترتيب العام أمام السنغافورية جودي لي صاحبة المركز الثاني والسنغافورية الأخرى بهاو شيني التي تحتل المركز الثالث.
ويتابع أبناء مملكة البحرين نجاحهم الجيد في البطولة على مستوى المشاركة وتحقيقهم للنتائج الإيجابية والتي من شأنها أن تعكس مدى التطور والازدهار الذي وصلت إليه رياضة الشراع في مملكة البحرين من تقدم وقدرة على مقارعة المنتخبات الدولية العريقة، فمن بين ب124 لاعبا ولاعبة تمكنت مريم حسن من البقاء في المركز 56 ورقية الدوسري في المركز 57، ويواصل خالد شويطر تألقه اللافت باحتلاله المركز 54 أمام زميله في المنتخب البحريني نواف الدوسري، وفي المجموعة الثانية يحتل البحريني فيصل جمال المركز 50 أمام زميله محمد فتحي الذي حقق حتى يوم أمس المركز 51، وما تزال الفرصة سانحة لنجوم المنتخب البحريني في احتلال مراكز متقدمة متى ما استفادوا بشكل جيد مما تبقى من سباقات تقام اليوم وفي اليومين التاليين.
وينظم الاتحاد البحريني للرياضات البحر ية البطولة الآسيوية للـ "أوبتمست" للشراع التي تزور البحرين والمنطقة للمرة الأولى تحت رعاية رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة خلال الفترة من 28 مارس الماضي – 6 أبريل الجاري على مياه ساحل مقره في بلاج الجزاير، وتشهد البطولة مشاركة قياسية ونوعية حيث سجلت اللجنة المنظمة العليا للبطولة برئاسة الشيخ خليفة بن عبدالله آل خليفة مشاركة 124 لاعبا ولاعبا يمثلون 21 دولة إضافة إلى منتخب البلد المضيف البحرين الذي يضم 15 لاعبا ولاعبة جلهم من المبتدئين وممن يعوّل عليهم تحمل المسئولية في المستقبل القريب بعد حصولهم على مثل هذه الفرص التي تكسبهم المزيد من الخبرة والمهارة المطلوبة.
وتضم البطولة العديد من الأعضاء واللجان النشطين والمعول عليهم في خدمة ضيوف البحرين والمشاركين في المسابقة من لاعبين وإداريين وإعلاميين، وبدأ العديد من أعضاء اللجان أعمالهم قبل انطلاق البطولة بعدة أيام، إلا أن أعمال قوات خفر السواحل وسلاح البحرية الملكي البحرينية قد دشن عمله مع وصول الوفود للبلاد وانطلاق التجارب الرسمية بالإضافة إلى سباقات البطولة، حيث تلعب قوات سلاح البحرية الملكي البحرينية بالإضافة إلى قوات خفر السواحل دورا هاما في متابعة الشئون الخاصة بالبطولة على الصعيد الإعلامي، ويقوم أفراد مختصين من سلاح البحرية بالإضافة إلى خفر السواحل في مرافقة الإعلاميين المهتمين بنقل وقائع البطولة، لتغطية السباقات عن قرب ولأخذ اللقطات التلفزيونية التي تنشر في الرسالة اليومية الخاصة بقناة البحرين الرياضية والتي تعنى بتغطية أجواء وأخبار البطولة يوميا.
ويعتبر أفراد سلاح البحرية الملكية البحرينية بالإضافة إلى عناصر خفر السواحل من ضمن الجنود المجهولين في البطولة، فدورهم يكون بعيدا عن الأنظار وتركيز المشاركين والمتابعين، كون أن علاقتهم بالسباقات التي تجري غير مباشرة، سوى أنهم يعملون على توفير خدمة نقل الإعلاميين في البحر لتغطية ما يتعلق بالمنافسات.
وتشكل حالة الأجواء المناخية وحركة الرياح والأمواج في البحر عاملا هاما في عمل أفراد سلاح البحرية وخفر السواحل، الذين يقع على عاتقهم سلامة الجميع من المشاركين في البطولة من لاعبين وحكام وإعلاميين، خصوصا وأن المملكة تشهد أجواء متقلبة في هذه الأيام. ويأتي هذا التعاون من قبل مختلف الجهات الحكومية مع اللجنة المنظمة في سبيل الخروج بالبطولة في أبهى حلة تنظيمية ممكنة، وبما يعكس مكانة مملكة البحرين الرائدة والمميزة في تنظيم مختلف الأحداث الرياضية الهامة على جميع الأصعدة القارية أو العالمية. وسعى الإتحاد البحريني للرياضات البحرية إلى توفير كافة أجواء الراحة وتسهيل الأمور التنظيمية على جميع الأفراد أصحاب العلاقة بالبطولة.
ويعول الإتحاد البحريني للرياضات البحرية على هذا الدعم من قبل الجهات الحكومية في إكمال عمل اللجنة المنظمة للبطولة، حيث أن ما يقوم به أفراد سلاح البحرية بالإضافة إلى خفر السواحل يعتبر نموذجا من النماذج العديدة من الدعم الرسمي للبطولة، بالإضافة إلى رعاية رئيس اللجنة الاولمبية البحرينية، سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة للبطولة والتي تعد مكسبا في حد ذاته يضاف إلى رصيد البطولة التي حصلت على دعم جيد من شركات تقدر أهمية الدعم الشبابي ولتؤكد على أهمية الحدث الذي يزور مملكة البحرين للمرة الأولى.
وأكد إداري البعثة السعودية عبدالله العرب أن مشاركة المنتخب السعودي في البطولة الآسيوية للأوبتسمت تأتي في إطار الخطة الزمنية والبرامجية التي وضعها الاتحاد السعودي للرياضات البحرية لتطوير اللعبة خلال المرحلة المقبلة، مشيراً إلى أن مشاركتهم في هذه البطولة أثارت استغراب الأخوة المسئولين في البلد المنظم مملكة البحرين خصوصاً مع تأخر الترتيب العام والتصنيف الدولي للمنتخب السعودي.
وعزا العرب هذا الاستغراب ليس فقط لتأخر التصنيف الدولي للشراع السعودي بل إلى حداثة ظهور اللعبة على الساحة الرياضية السعودية مقارنة بالدول الخليجية الأخرى مثل البحرين وعمان، موضحاً أن الاستعداد لهذا الحدث الآسيوي الأبرز جاء بسيطاً بالرغم من كونه يحمل حزمة من الأهداف التي يأتي في مقدمتها منح اللاعبين المشاركين فرصة للاحتكاك والاستفادة من الخبرات المتواجدة في البطولة والتعود على أجواء المنافسات الكبرى.
ويشارك المنتخب السعودي ببعثة تتكون من ستة أشخاص بينهم ثلاثة لاعبين ومدرب ومساعد مدرب وطنيين إضافة إلى إداري البعثة عبدالله العرب، وكان العرب أشار إلى أن الاتحاد السعودي للرياضات البحرية قد وضع خطة زمنية وبرنامج عمل لإعداد المنتخبات الوطنية للشراع وأن هذه الخطة تتضمن معسكرات خارجية في ماليزيا وعمان وعدد من الدول ذات الخبرة الواسعة في هذا المجال، إلى جانب بحثهم جلب مدربيين محترفين أكثر خبرة وذلك لإحداث الإرتقاء الفني لهذه المنتخبات.
وقال "نحن حريصون اليوم على أن نسير وفق خطى مدروسة وموجهة ومحددة زمنياً، نبحث عن المنافسة خليجياً أولاً ثم نتطلع إلى المنافسة على المستويين العربي والآسيوي، مثل هذه الأهداف تجعلنا نهتم بإعداد خططنا والالتزام بها، ندرك حجم المسوؤلية وصعوبتها، لكن في مثل هذه البطولات والتي تستضيفها مملكة البحرين وبحكم القرب الزمني والجغرافي نستطيع أن نشارك فيها لاكتشاف مواهبنا والأخطاء التي نقع فيها لتداركها في المناسبات القادمة، منل أن تواجد لاعبينا في منافسات بهذا الحجم والكم من اللاعبين يكسب اللاعب خبرة وثقة أكبر عندما تنحصر المنافسة على الدول الخليجية حيث عدد اللاعبين يقل ومستوى المنافسة يكون أكثر تقارب وبالتالي تصبح المهمة لدى هؤلاء اللاعبين سهلة نوعاً ما.
ومن جانب آخر، أثنى العرب على أداء اللجنة المنظمة العليا للبطولة وعلى الأداء المبهر الذي ظهر به حفل الافتتاح الذي أقيم في منتجع لاجون بجزر أمواج، مقدماً شكره الجزيل لكافة القائمين على هذه البطولة نظير ما حظي به المنتخب السعودي من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة من قبل الأشقاء البحرينيين، متمنياً لهم تحقيق النجاح التنظيمي في هذا الحدث الآسيوي.