ربما باتت القضية الفلسطينية مجرد كلمة على ورقة قد تذروها الرياح، وقد تُداس بأقدام المارّة حين لا يلتفتون لعظم حجمها. ربما باتت مجرد أحرف مصفوفة في صحيفة سياسية لم تنسَ إفراد صفحتين أو ربما أربع صفحات للقضايا العربية بشرط أن تكون بالأبيض والأسود، لتتناسب مع حالات الحداد الدائمة على الضمير العربي المستتر، ثم تمسي هذه الصفحات تحت أطباق عائلة بسيطة تفضّل استخدام أوراق الصحف في وجباتها الثلاث عوضاً عن السُفرة المصنوعة من النايلون الضار بالبيئة وتخفيفاً للمصروفات اليومية.
وربما باتت القضية موضوعاً يستخدمه السياسيون للدعايات الانتخابية، لكنها بالطبع مازالت تمثل قضية حياة بالنسبة للمؤمنين بها، ولو أتيحت لهم الإمكانات والفرص المتاحة للأنظمة العربية لحلّوها بشكل جذري من غير الحاجة لاجتماع الجامعة العربية الذي لا ينتج إلا خطابات وكلمات وبيانات، لو جمعت لأغرقت العالم بالكلمات التي تتبخر بمجرد انقضائه.
كان يوم الثلاثين من مارس/ آذار يوماً فلسطينياً للأرض، كما هو في كل عام، وهو الذي قال عنه محمود درويش في رائعته «الأرض»:
في شهر آذار، في سنة الانتفاضة،
قالت لنا الأرض أسرارها الدمويّة
في شهر آذار مرّت أمام البنفسج والبندقيّة خمس بنات
وقفن على باب مدرسة ابتدائيّة،
واشتعلن مع الورد والزعتر البلديّ.
افتتحن نشيد التراب.
دخلن العناق النهائيّ
آذار يأتي إلى الأرض من باطن الأرض يأتي،
ومن رقصة الفتيات
البنفسج مال قليلاً ليعبر صوت البنات.
العصافير مدّت مناقيرها
في اتجاه النشيد وقلبي
أنا الأرض والأرض أنت
خديجة! لا تغلقي الباب
لا تدخلي في الغياب
سنطردهم من إناء الزهور وحبل الغسيل
سنطردهم عن حجارة هذا الطريق الطويل
سنطردهم من هواء الجليل.
نعم، في شهر آذار انتفض الشعب الفلسطيني قبل أربعة عقود تقريباً، محاولاً إيقاف الزحف الصهيوني على الأراضي الفلسطينية، وفيه ارتفع شهداء للجنة بينهم الشهيدة خديجة التي أودعت قلوبها للتربة، فيما اقتيد فلسطينيون إلى المعتقل، وسقط القناع عن خطة تهويد الأراضي العربية، ومنذ هذا اليوم في العام 1976 والفلسطينيون داخل وخارج الأرض يعون تماماً معنى الأمل، ويربّون أمنياتهم بالعودة محتفظين بمفاتيح بيوتهم التي هجروها قسراً ومازالت تنتظر عودتهم. فهم ينتظرون اليوم الذي سيفتح هذا المفتاح باباً ربما خُلِع، وربما استُبدِل، وربما بات أنقاضاً ضمن أرضٍ مسروقةٍ منذ عقود.
منذ ذلك اليوم والفلسطيني يعي أنه هو من سيحرّر أرضه؛ وهو من سيورّث قضيته لأبنائه بعد أن تخلت المناهج العربية عن ذكر ما حلّ بأرضهم؛ وهو من سيقدّم القربان تلو الآخر لأرض هي الروح والعرض، فيما انشغل أقرانه العرب بتقديم قرابينهم للإرهاب ومناصرة التفكّك العربي.
منذ ذلك اليوم والزنابق الفلسطينية تئن، وتنتظر شمساً مشرقةً لابد أنها ستبزغ مادام الفلسطيني مصراً على الاحتفاء بأرضه في كل ذكرى، بل وفي كل حين.
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 4224 - الإثنين 31 مارس 2014م الموافق 30 جمادى الأولى 1435هـ
مصير
مصير فلسطين المصالحه مع الكيان شئنا ام ابينا ولايغرنك الاعراب فهم اشد المتلهثين للمصالحه
والله مصيبة
كل العرب شريكين بالي يصبر في فلسطين من خراب واحتلال والسكوت ووا عطا شي اسمه مفاوضات اهو الي يخلي العرب شركاء
الأمل
قبل لما كنا صغار كانو يعلمونه عن فلسطين بس ما كانو يعلمونه الي لازم نسويه في المستقبل عشان نحرر فلسطين او عل الاقل ما نقعد بس نجوف اخبار فلسطين ولما تخلص الاخبار تخلص وياهه القضيه الفلسطينيه
خلاص
راحت فلسطين العرب مشغولين الحين قتل وفتن في بعضهم بعض وصوب ثاني اسرائيل تستبيح اراضي اكثر في فلسطين..
غيرو الموضوع
هاي الموضوع صار بس جذي اختي العزيزة لو تتكلمين من الحين لباجر مخد صار يسمع وكان القضية الفلسطينية صارت مو قضيتنة بعض الدول صرفت النظر عنهه وبعض الدول تتكلم فقط إعلاميا لحفظ ماء الوجه
صح
الحين القضية الفلسطينية صارت بعض الدول العربيه تتكلم عنهه بس عشان تلميع الصوره مثل ما تكلمو سنين طويلة ملاعبة شي الحين نا تغير شي وعبالهم الناس للحين ما تفهم
مقال جميل
شكرًا اختي مقال جميل وينفع كل فتره احد يذكر الناس بقضية صارت في طي النسيان في ظروف العرب مشغولين بالحروب بين بعضهم بعض
حدث ولا حرج
لما كانت الحرب عل النظام السوري جفنه دول عربية تكاتفت وصرفت الملايين عل المسلحين عشان يسقطون نظام الاسد، وإسرائيل تسرح وتمرح وتخرب وتحتل وتزرع فتن ما جفنه احد سوا شي
اسرائيل والاقصى
اكبر انتهاك لمس الجسم العربي والاسلامي اهو احتلال المسجد الأقصى وغيرة حوادث القتل وغيره الاسرى الي من المراهق لعمر الستين سنه والفلسطينيين من عندهم يدافع عنهم؟ الدول العربيه؟ جفنه الدول العربيه في اكثر من ستين سنه عل القضية الفلسطينية اكتفت بدعوات عبر ندوات ومؤتمرات والتلفزيون بسرد اخبار وأحداث فلسطين والحل ما يكون موجود ول احد تكلم عن حل فعلي غير مسالة المفاوضات الي تمللنه من كثر ما نسمع عنهه
شنو سوينة
كل واحد يسال نفسة شنو سوارحق فلسطين؟ كلنة كنه مشاهدين للقضية الفلسطينية في الاخبار والصحف خلة نسال نفسته بالظبط غير الحصول عل اخبار القضية الفلسطينية شنو سوينا؟
ما يصح الا الصحيح
اكبر خدمة العرب قدموهه لفلسطين أهي الغناء على فلسطين والمسرحيات الي تتكلم عن القضية الفلسطينية وبين كل فتره نجوف الحين اكثر من عشرين سنه انتهاكات اسرائيل كل يوم نجوفهه بالتلفزيون كل يوم نجوف تعذيب او زيادة بقعة الاستيطان
سيدتي العزيزة
لعل مقالك عنوانة صار محد يلتفت له وصارت الناس عندهه القضية الفلسطينيه قضية فقط إخبارية وغير مهمة ومملة في الوقت الخالي من الأزمات في الدول العربيه لكن شكرًا للتذكير وشكرا على المقال وخصوصا كعرب الي ونسينة اهم قضية للعرب ( فلسطين) وانشغال العرب بالفتن في بعضهم بعض وحروب عل بعضهم بعض واسرائيل تحتل وتسلب ولا ننسا دور اسرائيل في زرع الفتن ولا ننسى ان ما تحرك ساكن في قضية فلسطين من احتلالة لليوم مفاوضات وحوار ونفس الوقت مع المفاوضات والحوار اسرائيل تقتل وتسلب اراضي وتسجن !!
الحلو
الي يعجبني في الموضوع ان يطالبون العرب بوحدة فلسطين في الاخبار والصحف والمؤتمرات بالمقابل اسرائيل تقتل وتنتهك اراضي وتخرب مزارع وتسلب بيوت في العلن بالفيديو والعرب يتكلمون بس ابي اعرف بالظبط شنو يعني هالشي؟؟
من الي بيحرر
من الي بيحرر فلسطين؟ اذا عل الدول العربيه فمخلين القضية الفلسطينيه افتتاح لمؤتمراتهم وندواتهم والقمه مالتهم مجرد كلام بداية ان لازم وقت الاستيطان ووحدة فلسطين شنو غير نص الكرة الأرضية فلسطين شايلينهه من خرائطهم وموجود اسم اسرائيل !
اذا
اذا كان عل الدول العربيه تحرير فلسطين بمستحيل تتحرر ول شنو تسمون تمويل لحروب بالمليارات في سوريا وغيرها والفقيه الفلسطينيه كل فتره قتل واستيطان والدول العربيه تتكلم من سنين عن وحدة وإقامة دولة فلسطين ولليوم هالكلام ومافي شي متغير عل العكس لي قبل يومي اسرائيل تعلن عن بناء مستوطنات اكثر من الف مستوطنة!!!
اكيد
شنو القضية الفلسطينيه ؟!!
عمر القضيه اكثر من ستين سنه احتلال وقتل وسجن وترهيب والعرب مجرد يدعون للمفاوضات !!