كرم عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس الاتحاد البحريني لألعاب القوى سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، بمناسبة سباحة تحدي سموه من المملكة العربية السعودية إلى مملكة البحرين لمسافة 42 كيلومتراً لصالح مرضى السرطان، في حفل أقيم بصرح ميثاق العمل الوطني، بحضور رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة وولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة.
فلدى وصول جلالة الملك إلى موقع الاحتفال كان في الاستقبال رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة وسمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة ومحافظ الجنوبية ورئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة.
بعد ذلك، توجه جلالة الملك إلى المنصة الملكية حيث عزفت الفرقة الموسيقية السلام الملكي.
وبعد تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم تم عرض فيلم وثائقي لسمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة.
بعدها، ألقى سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة كلمة قال فيها: «سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه أصحاب السمو الملكي أصحاب السمو المعالي والسعادة الحضور الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يشرفني يا سيدي الوقوف أمامكم احتفالاً بهذا الإنجاز التاريخي الذي حققه أخي سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة وهذه المبادرة رائدة وتحمل المعاني الكبيرة وأهمها تعزيز الترابط بين المملكتين تحت ظل قيادتكم الرشيدة وسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه.
تشريفكم لنا يا سيدي بتكريم خالد بن حمد على هذا الإنجاز التاريخي إنه حقاً يترجم حقيقة احتضانكم لأبنائكم الذين بذلوا قصارى جهدهم لرفع علم مملكة البحرين عالياً.
إن إنجاز خالد بن حمد غير المسبوق يحمل الكثير من التحدي والقوة والعزيمة وكل ما تعنيه كلمة الشجاعة ومن بعد هذا الإنجاز لقد محونا كلمة المستحيل من قاموس الشباب وعبور خالد بن حمد أعاد إلينا كما ذكرتم يا سيدي تاريخ أجدادنا عندما عبروا من وادي الهدار إلى جزر البحرين حيث سطروا أروع الملاحم في تلك الرحلة. ورحلة خالد بن حمد كانت مشابهة لهذه الرحلة وتعلمنا منها دروساً كثيرة وأهمها ثلاث يا سيدي الأولى ثقة أب والثانية تربية أم والثالثة عزيمة إنسان طموح.
وختاماً يا سيدي نعاهدكم أن تستمر إنجازات أبنائكم في المملكة ولرفع علمنا عالياً في شتى أرجاء المملكة».
كما ألقى سموه قصيدة بهذه المناسبة.
بعدها قدمت اللوحة الغنائية الأولى أغنية «يا بن المليك» كلمات سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة غناء الفنان راشد حنظل.
بعدها ألقى الطفل فارس خالد أمين؛ أحد الأطفال المتعافين من مرض السرطان كلمة بهذه المناسبة قال فيها: «سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظكم الله ورعاكم، يسرني أن أقف بين يديكم الكريمتين واستذكر بكل الفخر والاعتزاز مواقفكم النبيلة والمشرفة تجاه من هم بحاجه إلى الدعم والمساندة لإنهاء معاناتهم المرضية والقضاء على الألم الذي عاش معم وابتعاث الأمل فيهم حتى أصبحت يا صاحب الجلالة رمزاً للإنسانية ورجلها الأول والقدوة الحسنة التي يسير على نهجها جميع الطالبين لخدمة البشرية والإنسانية.
بعدها تم عرض فيلم بعنوان «الحلم يتحقق».
بعد ذلك، قلد جلالة الملك سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة وسام الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة من الدرجة الأولى تقديراً من جلالته لسموه على تحقيق هذا الإنجاز التاريخي، متمنياً جلالته لسموه كل التوفيق والسداد.
ثم قدمت اللوحة الغنائية الثانية أغنية «خالد رفيق المجد» غناء الفنانة بلقيس.
ثم ألقى سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة كلمة قال فيها:
«بسم الله الرحمن الرحيم
سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة
عاهل البلاد المفدى حفظكم الله ورعاكم،،
أصحاب السمو والمعالي والسعادة،،
الحضور الكرام،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
يسرني أن أرفع أسمى آيات الشكر والتقدير إلى مقامكم يا صاحب الجلالة حفظكم الله ورعاكم على توجيهاتكم السديدة بتكريمي... وما حضور جلالتكم في هذه الأمسية إلا تعبير عن رعاية جلالتكم المتواصلة لأبناء المملكة ممن يحققون الإنجازات الكبيرة للمملكة. كما وأتقدم بخالص الشكر والتقدير إلى أخي سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة على وقفته النبيلة معي في تحدي السباحة... والتي كان لها الأثر الطيب في تشجيعي على تخطي الصعاب من أجل تحقيق الهدف الأسمي للمبادرة.
سيدي صاحب الجلالة،،
لقد كانت كلماتكم يا صاحب الجلالة معبرة تجاه الإنجاز الذي سيحفظه التاريخ... وهي وسام فخر واعتزاز لنا... الأمر الذي يعطينا الدافع الأكبر من أجل رفعة مملكتنا الغالية في ظل عهد جلالتكم الزاهر لتقديم المبادرات الإنسانية المتواصلة التي تبث الأمن بحياة أفضل في من يحملون المعاناة.
سيدي صاحب الجلالة،،
إن استقبالكم يا جلالة الملك لنا عند نقطة نهاية السباحة وتشريفكم لحفل التكريم وتقليدكم لوسام الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة من الدرجة الأولى تعتبر من اللحظات الجميلة التي تحمل أبعاد كبيرة وتبعث روح العزيمة من أجل تقديم المزيد من المبادرات الإنسانية التي تقدم أبناء المملكة نموذجاً للترابط والتلاحم والتسابق لفعل العمل الخيري. لقد حملت المبادرة معاني كبيرة ورسائل باهرة هي التأكيد على التعاون والاتحاد بين الشقيقتين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية في ظل الرعاية المستمرة من القيادتين الرشيدتين حفظهم الله ورعاهم وأهمية دعم المبادرات الإنسانية.
سيدي صاحب الجلالة،،
يعد حفل التكريم نهجاً راسخاً لدى جلالتكم لكل من قدم إنجازات كبيرة للمملكة ويعتبر هذا الانجاز من المحطات المضيئة التي نستحضر فيها ما تحقق للمملكة من نقلات كبيرة في مختلف المجالات وخاصة الإنسانية منها... وإننا في هذا المقام نعاهدكم يا صاحب الجلالة على مواصلة تقديم كل المبادرات من أجل رفع اسم البحرين عالياً.
دمتم بخير وأدام الله على جلالتكم موفور الصحة والعافية
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».
بعد ذلك، زار جلالة الملك الصرح واطلع جلالته على النسخة الأصلية من ميثاق العمل الوطني واستمع إلى شرح حول الجهود التي بذلت في إعداد هذه النبذة وعرضها بالشكل المناسب واللائق لميثاق العمل الوطني الذي شكل نقلة نوعية في تاريخ البحرين الحديث من النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والديمقراطية في عهد جلالة الملك الزاهر حيث أعرب جلالته عن شكره وتقديره للجميع على ما وجده من تعاون وعمل مشترك يخدم مملكة البحرين وشعبها ثم قدم وزير التربية والتعليم هدية تذكارية إلى جلالة الملك.
وفي ختام الاحتفال التكريمي، أعرب جلالة الملك عن التهاني لسمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة على وسام الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة من الدرجة الأولى وعلى هذا الاحتفال الذي يستحقه سموه عن جداره تقديراً للإنجاز التاريخي العالمي غير المسبوق الذي حققه سموه، ونجاحه في خوض هذا التحدي الكبير بكل عزيمة وإرادة قوية بعبور مسافة التحدي الكاملة (42) كيلومتراً سباحة متواصلة من ساحل المملكة العربية السعودية الشقيقة إلى ساحل مملكة البحرين والذي أقيم تحت رعاية رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة ورئيس اللجنة الأولمبية البحرينية سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة.
وأكد جلالته أن سباحة تحدي خالد بن حمد آل خليفة إنجاز مشرف لمملكة البحرين ولشعبها الكريم يحتذي به أبناؤنا وبناتنا الرياضيون ويسجله التاريخ بأحرف من نور لأجيالنا القادمة بكل الفخر والاعتزاز ودافعاً للشباب البحريني للمزيد من الإنجازات لرفع اسم البحرين عالياً ويعزز مكانتها الرفيعة أمام الدول والشعوب المتقدمة في العالم. وأثنى العاهل على الروح الإنسانية الراقية لسمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة بتخصيص ريع هذا الإنجاز إلى أبناء أعزاء من وطننا الغالي لعلاجهم من مرض السرطان كمبادرة كريمة من سموه في إطار التكافل الاجتماعي الذي نحرص عليه دائماً. وأضاف جلالته أن سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة استطاع أن يوظف الرياضة بأسمى صورها للوصول إلى أهدافه النبيلة وتوجيه رسالة إنسانية عالمية بخوض التحدي وتجاوز الصعوبات من أجل خدمة أهداف راقية، وأن سموه يستحق التكريم كبطل يعتز ويفخر به وطننا العزيز. مضيفاً جلالته أن المنجزات الكبيرة ينهض بها أصحاب العزيمة الكبيرة، وإن سمو الشيخ خالد نموذج لمن يتحلى بروح الطموح ويحرص على نهج الآباء والأجداد في الشجاعة والأقدام، انطلاقاً من مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف وقيمنا الأصيلة.
كما حث جلالته الشباب البحريني على استغلال أوقات فراغهم لما فيه خير ورقي مجتمعهم ووطنهم في مختلف نواحي التفوق والنجاح. مؤكداً جلالته أن ما أنجزه سمو الشيخ خالد عكس عمق أواصر المحبة والصداقة التاريخية العميقة التي تربط المملكة العربية السعودية الشقيقة ومملكة البحرين وشعبيهما الشقيقين من عصور طويلة والتي تزداد قوةً وتلاحماً في مختلف المجالات. متمنياً جلالته لسمو الشيخ خالد بن حمد كل التوفيق والسداد ومواصلة عطائه الوطني المخلص كأحد أبناء مملكة البحرين المخلصين الذين يسعون دائماً إلى خدمة وطنهم وتعزيز مكانته في كل الميادين وفي مختلف المحافل. معرباً جلالته عن شكره لسمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة على مساهمته في هذا الاحتفال ومقدراً جلالته جميع من شارك في إنجاح هذا الاحتفال والقائمين على إعداده بهذه الصورة المشرفة، متمنياً للجميع دوام التوفيق والسداد.
العدد 4224 - الإثنين 31 مارس 2014م الموافق 30 جمادى الأولى 1435هـ
