عندما أقرأ أعمدة بعض الصحافيين «الكتبجية»، أعجب لما يكتبونه عن الولايات المتحدة «الصليبية المتآمرة» مع إيران «الصفوية»، و»إسرائيل» الصهيونية، وتنتابني نوبة ضحك، وشر البلية ما يضحك!
الغريب في الأمر أن الولايات المتحدة الصليبية، هي الحامية للدول العربية في منطقة الخليج من العدوان الصفوي الإيراني المحتمل في أي وقت، كما يروّجون منذ انتصار الثورة الإسلامية في فبراير 1979، وليس قبله طبعاً.
أما بالنسبة للعدو الإسرائيلي الصهيوني، فإن علاقاتنا معه أصبحت «ثبات ونبات»، وآخرها الغزل المتبادل في مؤتمر ميونيخ للأمن مع عميلة الموساد والقاتلة تسيبي ليفني. هذا فضلاً عن ما ينشر في الصحافة الأجنبية عن الوفود المتبادلة، بما في ذلك زيارة وفد استخباراتي خليجي رفيع المستوى إلى تل أبيب قبل شهرين، في إطار التنسيق المشترك ضد إيران والحرب التدميرية في سورية، وهو ما كشفته التلفزة الإسرائيلية ولم ينفه أحدٌ ممن يعنيهم الأمر!
إذاً ليس من أساسٍ للتحالف الصليبي الأميركي الصفوي الإيراني والصهيوني الإسرائيلي، بل هناك فعلاً تفاهم عربي أميركي إسرائيلي على الأقل، إن لم نقل تحالف. إذاً ما الذي لا يعجبنا نحن في الخليج في أوباما والسياسة الأميركية؟ الولايات المتحدة مع تدشين إدارة باراك أوباما في 2007، بدأت استراتيجية جديدة مخالفة تماماً لاستراتيجية جورج بوش الابن، قوامها انسحاب الولايات المتحدة من ساحات الحروب في أفغانستان والعراق، وعدم التورط في أية حرب، لا تهدّد المصالح الأميركية مباشرةً، وبتفويضٍ من الأمم المتحدة ومشاركة الدول الأخرى، وهو ما تجلّى في الحرب على ليبيا، والآن يتجلّى في موقفها تجاه الصراع في سورية، حيث اتخذت جانب الحذر الشديد. وكذلك في التعامل مع الملف النووي الإيراني، واختيارها الحلول الدبلوماسية بالتفاهم مع الدولة العظمى العائدة بقوةٍ إلى الساحة الدولية (روسيا) والدول الكبرى والأمم المتحدة. وهذا ينطبق على تعاطي السياسة الخارجية الأميركية تجاه القضايا الكبرى في العالم، وكذلك القضايا الإقليمية ومنها أمن الخليج.
السياسة الأميركية في الخليج، سبق أن عرضتها في مارس/ آذار 2013 في مقال لي بـ «الوسط»، إثر عرض مهم قدّمه مستشار وزير الدفاع الأميركي لشئون الإرهاب، حيث عرض ملامح هذه السياسة الكونية وتجلياتها الشرق أوسطية، في جلسةٍ مغلقة في مؤتمر أمن الشرق الأوسط الذي عقد في براغ، ثم وافق على نشرها، ولكن على من تقرأ مزاميرك يا داوود.
كثيرةٌ هي الوقائع التي تثبت هذه الاستراتيجية الكونية والسياسية تجاه الخليج، وقد أضحت أسبابها معروفة، وهي أن لدى أميركا مشكلة اقتصادية كبيرة وتحديات ومنافسات اقتصادية وتجارية من قبل الأصدقاء، الصين والهند وكوريا، وهي بالكاد خرجت من حافة الإفلاس الفدرالي. ولذا فهي تقوم على تقليص النفقات، خصوصاً العسكرية منها، وضمناً تقليص وجودها العسكري الخارجي، ناهيك عن عدم التورط في أي نزاع أو حرب. إضافةً إلى ذلك فإن أميركا في طريقها للاكتفاء من مصادر الطاقة مع اكتشافات النفط والغاز الاسففجي (Shales oilxgas) والطاقة البديلة، ولن تعود رهينةً للنفط الخليجي أو غيره، بل ستتحوّل إلى مصدرٍ للنفط والغاز.
إذاً الولايات المتحدة تحث أصدقاءها وحلفاءها في كل مكان، بمن فيهم الخليجيون، أن يعوا مصالح حليفهم الأميركي أيضاً، وعالم التفاهمات وليس الصدامات في زمنٍ أضحى فيه الاقتصاد هو الهاجس الأكبر وليس العسكرة أو العظمة الكاذبة.
على مجلس التعاون أن يدرك، أن إيران قوة إقليمية وجارة مقيمة ولن ترحل، ولديها الآن توجهات سياسية إيجابية جريئة، وتعرض عليهم التعاون والتفاهم، والحليف الأميركي ماضٍ في التفاهم مع إيران، على رغم اعتراضات الحليف الإسرائيلي الشديدة، دون أن تدير له بالاً، فكيف تدير البال لاعتراضات خليجية تبدو لها غير منطقية.
هل تريد دول الخليج من أوباما، قائد أعظم وأقوى دولة، والخاضع للمؤسسات الديمقراطية الأميركية، والمكرّس طاقاته لخدمة أمته، أن يتحوّل إلى فداوي شيوخ؟ لا تستغرب أن يغرّد المتطرفون المهووسون بتعيير أوباما بسواده، ووصف أميركا بالصليبية، فهذا هو جوهر عقلهم المتخلف وعقيدتهم المتطرفة، لكن القافلة تسير.
إقرأ أيضا لـ "عبدالنبي العكري"العدد 4223 - الأحد 30 مارس 2014م الموافق 29 جمادى الأولى 1435هـ
تريد دول الخليج اعلان امريكا الحرب على ايران
1. الحرب على ايرانبالنيابة عن قوى الظلام المتطرفة واشباع العطش الطائفي لدى البعض....
2. المزيد من الدعم للانظمة الحاكمة ولو بقت عروشها على انهر من الدماء.
3. التغاظي عن التشدق بحقوق الانسان والديمقراطية وحق الاغلبية وحكم الاغلبية..
لكن امريكا مفلسة وعاجزة وقاصرة ومصداقيتها لدى الشعوب صفر أو تحت صف فقد كفرت الشعوب بانظمتها وبالنظام الدولي وعلى راسهم أمريكا والدول الاوربية فهم مصداق النفاق والبحث عن المصالح الاستراتيجية لديهم وشعارهم الحقيقي
طز طز في الشعوب العربية
أليست أمريكا هي قائدة الحرب على سوريا
ينتقدون امريكا في حين يتحالفوا معها في الحرب على سوريا
ينتقدون امريكا وهي حارسة لانظمتهم فأي تناقض اكبر من هذا
طيب اذا امريكا مو عاجبتكم ليش ما تقولوا لانظمتكم ان تتخلص من تبعيتها لها؟
لماذا تبعثوا بأبنائكم الى الموت من اجل خطة امريكية صهيونية في تركيا؟
انا لا افهم هؤلاء كيف عقولهم
امريكا عوماية مأكلوة ومذمومة
هي الحامية لأنظمة الخليج والمدافع الاول عنها وهي من وقفت سدا ضد أي قرار يصل الى مجلس الامن ولكنها مثل العوماية مأكولة ومذمومة
هل؟
هل سيتوقف المتهمون لولايات المتحدة بالتحالف الصفوي الصهيوني عن تكرار هذه التهمة بعد هذا المقال؟