العدد 4222 - السبت 29 مارس 2014م الموافق 28 جمادى الأولى 1435هـ

صوتٌ ناصحٌ من لبنان

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

استوقفتني أربع محطات في افتتاح المؤتمر العام لجمعية «الوفاق» مساء الجمعة في سار.

المحطة الأولى كلمة الجمعيات السياسية الوطنية التي ألقاها أمين عام «جمعية التجمع القومي» حسن العالي، حيث أكّد ضرورة التوافق على إقامة وطن ديمقراطي مدني، والحوار الجاد للخروج من الأزمة، مطالباً السلطة بتهيئة الأجواء المناسبة، والعودة عن إجراءاتها التي عقدت المشهد السياسي، وإطلاق سراح القيادات السياسية، وإعادة المفصولين لأعمالهم، واعتماد مشروعٍ للإنصاف والعدالة والمصالحة الوطنية.

المحطة الثانية كانت كلمة أمين عام «الوفاق» علي سلمان، وكانت رسائل موجهة إلى مختلف الأطراف في الداخل والخارج، يربُطها خيط رفيع، وهو التأكيد على استمرار المطالبة بالتحول الديمقراطي الحقيقي، «ليكون شعب البحرين مصدراً فعلياً للسلطات»، في مقابل اعتماد فلسفة القوة التي أنتجت سلسلة من الأزمات التي لم تنقطع، فدمّرت الكثير أرضاً وإنساناً.

سلمان أكّد بوضوحٍ على التمسك بالحراك السلمي ومناهضة العنف، والتكافل الاجتماعي والاهتمام بالتعليم والعمل الاقتصادي الحر. وكرّر انتماء قوى المعارضة إلى مبادئ اللاعنف وحرمة الدم من الجميع، «حتى بناء دولة الانسان التي تحتضن جميع أبناء الشعب دون تمييز أو إقصاء». وتأتي هذه الإشارة في ظل تردّد خطاب يحرّض على العنف، مصدره الخارج غالباً، تصدّره في الشهر الماضي مستشار عربي مشبوه، يتباهى بالعمل مع أجهزة استخبارات دولية، بينما تتمسك جميع قيادات المعارضة بالداخل، الدينية والسياسية والحقوقية، بخيار اللاعنف، بما فيها مجموعة «الرموز» التي تقضي أحكاماً بالسجن.

سلمان بعث رسائل سياسية، سريعةً، توافقيةً، إلى «شركاء الوطن»، «الأقليات»، «الجاليات»، «الشباب»، «النساء»، «الأشقاء الخليجيين»، «المثقفون في العالم العربي» و«زعماء العالم الحر».

المحطة الثالثة كانت استمراراً لتقليدها السنوي، حيث اختارت «الوفاق» تكريم مجموعةٍ من الكفاءات والشخصيات الوطنية، ذات العطاء في مجال الطب والحقوق والإعلام والأدب والمسرح والنضال السياسي.

المحطة الرابعة كانت هي المفاجأة الأجمل، بالنسبة لي على الأقل، لأنها قادمةٌ من لبنان. ففي مداخلةٍ متلفزةٍ، تحدّث النائب اللبناني السابق وزعيم التنظيم الشعبي الناصري أسامة سعد، حديثاً من القلب، إلى البحرين.

أسامة هو ابن مصطفى سعد، وجدّه الزعيم الناصري الشعبي «سعد معروف»، الذي كان اغتياله من الأسباب الأولى في انطلاق الحرب الأهلية في لبنان، حيث أصيب برصاص الأمن أثناء قيادته مظاهرةً لصيادي الأسماك ضد منح امتياز لشركة إيطالية، بالإتفاق مع أحد الزعماء السياسيين الفاسدين.

في كلمته كان واضحاً أنه ملمٌّ تماماً بتفاصيل الوضع البحريني، وقد بدأ بتوجيه تحيةٍ لشعب البحرين، على حراكه السلمي، من أجل تطوير حياته السياسية وتحقيق كرامته الوطنية، وقال: «أحيي هذا الشعب العظيم الذي حافظ على حراكه السلمي رغم كل المحاولات لحرفه عن مساره، وإنّي على ثقةٍ بأن هذا الشعب سيحقّق في الأخير كل أهدافه المشروعة». وطالب السلطة بالكفّ عن سياسات القمع للمعارضين، داعياً الطرفين، السلطة والمعارضة، إلى الحوار، «خصوصاً أن القوى الوطنية قدّمت وثيقةً صالحةً لتكون حلاً سياسياً (وثيقة المنامة)، من أجل الوصول إلى حوار وطني حقيقي يحفظ السلم والأمن للنظام، والحقوق المشروعة للشعب».

سعد طالب السلطات، بالاستجابة للمطالبات الدولية والحقوقية بالإفراج عن المعتقلين السياسيين، كما طالب المعارضة البحرينية بالتمسّك بالروح الوطنية الجامعة، وألا تستجيب لأية محاولاتٍ قد تقوم بها بعض الجهات، لجرّ الأطراف المعارضة لاصطفافات ذات طابع طائفي.

هذا الصوت العروبي المخلص القادم من لبنان، ختم كلمته بنداءٍ إلى المعارضة في البحرين وبقية الدول العربية التي تناضل من أجل الحرية والحقوق والكرامة الإنسانية... ألا تنسى قضية شعب فلسطين.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4222 - السبت 29 مارس 2014م الموافق 28 جمادى الأولى 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 13 | 6:40 ص

      الوفاق مع احترامي لها

      تريد عدم التمييز والواسطات تمشي انا معي موظفين بمجرد تخرجهم من الجامعه جاءنا امر توظيفهم لان ابائهم تابعين للجمعيه وبدون اجتياز اي مقابلات وذلك بعام 2009 ينادون بعدم احتكار الوظائف وهم يحتكرون الدوائر ينادون بعدم التمييز لو تروح لهم وتقولهم شي قالولك منت منا وينادون بالمساواه وهم يرون ليس احد يريد مصلحة البلد غيرهم انا لست ضد الوفاق حاا لله ولكن اختلف معهم بعض النقاط التطبيق يكون بنفس المنطق المنادى له

    • زائر 10 | 3:00 ص

      ثلاث نقاط

      1. لا أزال أتساءل ما هو تعريف الحراك السلمي و اللاعنف؟
      2. كيف السبيل إلى تحقيق " مبادئ اللاعنف وحرمة الدم من الجميع "
      3. هل تبنت بعض "مجموعة الرموز التي تقضي أحكاماً بالسجن" خيار اللاعنف ؛ أو خيار ....؟

    • زائر 8 | 2:38 ص

      كل العالم يعرف الحقيقة ويعرف المخرج ولكن المكابرة هي السائدة

      كما حصل في موضوع العمال وفصلهم هو نفس الحالة بالنسبة لحقوق الناس
      فإلى متى يظل البعض يكابر ثم يجد نفسه مضطرا الى الخضوع للحقيقة وهي حقوق الناس في المشاركة في مستقبل وحكم بلدهم؟

    • زائر 7 | 2:25 ص

      تناقضات

      ........مشكلة المعارضة انها تريد ان تقوم بدور المعتدل السلمي و في نفس الوقت ان ترضي الشارع ولا تطالب بملئ الفم (وليس على استحياء) بوقف دمار الشوارع و الذي اعنف من ذلك تطالب بالديوقراطية و تجديد المسئولين و أمناءها العامين هم هم منذ عرفناهم.لم كل هذا التناقض. مع تمنياتي لكل شعب البحرين بالخير و الصلاح و شكرا للوسط لمنحها الفرصة لكل الاراء

    • زائر 12 زائر 7 | 5:59 ص

      نعم هم هم

      نعم الأمناء العامين هم هم و لكن جاءوا بالانتخابات يعني مصيرهم في أيدي الناخبين إن لم يريدونهم فلن ينتخبوهم و إن لم يترشح احد معهم و فازوا بالتزكية فلأنهم أثبتوا كفائتهم و يعلم من سيترشح أمامهم أنه خاسر كما يحدث في انتخابات مجلس النواب و المجلس البلدي و لا تنسى أن الحكومة تعتبر من يفوز بالتزكية بأنهم فائز بنسبة100% أي أن كل الناخبين متفقين على ترشيحه و استحقاقه للمنصب!!! فهمت؟

    • زائر 6 | 2:05 ص

      لو كان النصح من غير لبنان !

      ناصح ومن لبنان هذا يا سيد ما يعجب الجماعة فكل شيء من لبنان يزعجهم الا ان يكون شخصا يمجّد ويحمد من غير نقد ولا تطرق لأية حقوق للشعب هنا سيكون الامر مختلفا

    • زائر 11 زائر 6 | 4:16 ص

      هؤلاء لا يحبون الناصحين سواء من لبنان أو غيرها ...

      قال تعالى: {وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَظ°كِنْ لا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ } [سورة: الأعراف: 97]

    • زائر 3 | 12:43 ص

      كلكم اقروا هاي الكومنت

      احسنت يا كاتب قال الله : ( و قليل من عبادي الشكور )

    • زائر 2 | 12:41 ص

      تحية للنائب سعد

      و نحن بدورنا نحيي النائب السابق اسامة سعد و نشكره على اهتمامه بشؤون اخوانه في البحرين. شكرا لكم

اقرأ ايضاً