العدد 4221 - الجمعة 28 مارس 2014م الموافق 27 جمادى الأولى 1435هـ

«عناقيد الضياء» عمل مسرحي يشعل قناديل الشارقة

في المسرح المستدير والمفتوح على الأفق وفي جزيرة المجاز تشعل «الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية 2014م»، قناديلها، وترفع صوتها عالياً لتروي حكاية القيم الجميلة في سيرة الرسول الكريم، وتقدم باقات من سماحة الإسلام في أضخم عمل مسرحي بعنوان «عناقيد الضياء» يشارك فيه نخبة من المبدعين العرب، وذلك عبر كلمات الشاعر عبدالرحمن العشماوي، وألحان الفنان خالد الشيخ، وصوت كل من الفنانين علي الحجار، ولطفي بوشناق، وحسين الجسمي.

يأتي العمل الملحمي في سيرة الرسول وسماحة الإسلام باكورةً لمشاريع وفعاليات ستمتد على مدار عام كامل تهدف لإبراز عظمة وهوية الثقافة الإسلامية. هذا ما صرح به رئيس اللجنة التنفيذية لاحتفالات الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي لفضاءات «الوسط». تترحل عاصمة الثقافة الإسلامية من بلد لآخر، وكلما ترحّلت حملت معها الكثير من سمات المكان والزمان الذين تحل فيهما... فما الجديد الذي ستضيفه الشارقة؟

لا نبالغ إذا قلنا إن كل برامج وفعاليات ومشاريع الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2014، تشكل إضافة نوعية في سجل عواصم الثقافة الإسلامية.

وفي جردة سريعة فإن لدينا أكثر من 100 فعالية و21 مشروعاً. وتأتي «عناقيد الضياء» أعظم قصة رواها التاريخ، باكورة تلك المشاريع والبرامج والفعاليات التي تمتد على مدار العام. وتصل تكلفة كافة تلك المشاريع والبرامج والفعاليات، إلى نحو مليار ونصف المليار درهم.

وتتميز بأنها مشاريع نوعية كبرى وخالدة، وتشكل مرآة الثقافة الإسلامية التي تعكس هوية وانتماء إمارة الشارقة، وتهدف إلى إبراز عظمة الثقافة الإسلامية ونشر معارفها وأهدافها، وهي الأولى من نوعها على مستوى المنطقة. وما يميزها أيضاً أنها تترجم نهج إمارة الشارقة المرتكز إلى رؤية وتوجيهات عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، في الارتقاء بكل ما يخدم الفكر الثقافي الإسلامي وتعميم فائدته على مختلف أنحاء العالم.

تحضر الشارقة دائماً بوصفها عاصمة ثقافية للإمارات العربية المتحدة، واليوم تحضر عاصمة للثقافة الإسلامية 2014م. فما النموذج الثقافي الذي تستطيع أن تقدمه الشارقة في مجال الاحتذاء الثقافي الذي ينهل من جذور الأصالة ويحلق في فضاءات الحداثة؟

يكمن النموذج الثقافي الذي تقدمه إمارة الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية، عبر تنوع المشاريع بين جامعات ونصب تذكارية وحدائق إسلامية وأسواق ومتاحف تراثية ومكتبات حديثة، بالإضافة إلى صروح علمية وعمرانية.

وأؤكد لكم أن هذه المشاريع الكبرى لها دور بارز في خدمة الثقافة الإسلامية، وإفادة الأجيال المتلاحقة، وترسيخ مكانة الإمارة كعاصمة للثقافة الإسلامية على مر الأزمان.

ومن بين تلك المشاريع، على سبيل المثال لا للحصر، مشروع الحديقة الإسلامية الذي تبلغ تكلفته 12 مليوناً و550 ألف درهم إماراتي، ومشروع النصب التذكاري للشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية، الذي تبلغ تكلفته 8 مليون درهم إماراتي.

للأسماء ملامحها وللمبدعين نكهاتهم، ويبدو أن الشارقة تمعن في البحث عن المميز والجميل لتضيفه لفعالياتها وجهودها الثقافية ليمثل بصمة خاصة بها. ما الرسالة التي تريد الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية أن تقدمها من خلال خياراتها المميزة من الأسماء والإبداعات المتعددة؟

رسالتنا واضحة ومباشرة ومهمة، وتتركز في إيصال الصورة الحقيقية والنقية عن الإسلام وجوهره.

وحقيقة، عندما قرر صاحب السمو حاكم الشارقة، أن يكون باكورة فعاليات الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية «عناقيد الضياء»، كان حريصاً كما عهدتموه، على ضرورة تقديم عمل فني عالمي رفيع المستوى، يخدم الإسلام، ويوضح حقيقته السمحة، ويعزز قيمه الإنسانية المتمثلة بالعدل والمحبة والسلام والتسامح، وفي نفس الوقت عمل يسجله التاريخ، ويبقى أثره محفوظاً للأجيال المقبلة. وتسعى من خلاله إمارة الشارقة إلى تقديم صورة حقيقية عن الإسلام، بقيمه الإنسانية ورسالته السامية في التشجيع على السلام والمحبة.

ونؤكد لكم أنه من خلال هذا العمل الذي سيتم تقديمه في خمسة عروض مسرحية ملحمية على مسرح جزيرة المجاز المفتوح، خلال الفترة من (26 مارس/ آذار حتى 5 أبريل/ نيسان المقبل)، سيسافر الجمهور في رحلة تعود بهم إلى أزمنة الظلام والكفاح والتحديات التي قادتنا إلى بدايات الإسلام الحافلة بالانتصارات، وسيكون هدية من الشارقة إلى العالم بأسره، للتعريف بالدين الإسلامي ورسالته وتاريخه، ونحن على ثقة بأن الجمهور سيشاهد عرضاً مبهراً سيبقى محفوراً في ذاكرته إلى الأبد.

تعدنا الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية تقديم أضخم عمل ثقافي فني مسرحي عن الإسلام والنبي (ص)، وذلك بما لشخصية الرسول من الدور الملهم والمحوري في الثقافة الإسلامية، وبما للمسرح من قدرة على التوصيل وصهر الفنون المختلفة في بوتقته. كيف هي استعدادات الشارقة وما الرؤى التي تتطلع لها من تقديم مثل هذا العمل الضخم وبهذه الصورة التي وعدتنا بها؟

نؤكد لكم أن الشارقة تواصل حضورها وتألقها في عالم الثقافة، عبر تنظيم واستضافة الفعاليات التي يقف من خلالها الجمهور على عتبات التاريخ، وبطون الشعراء، وعوالم الكتب، وكنوز المخطوطات، وأسرار الفنون، بما يجعل منها قبلة للقاصدين حب الكلمة، وجوهر الوجود الإنساني، حتى أصبحت تحصد أهم الألقاب الثقافية على مستوى العالم، وآخرها عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2014.

واليوم، نستهل برنامج احتفالاتنا بهذا التقدير الكبير للشارقة بعرض مسرحي فني هو الأضخم في تاريخ الإسلام ليروي سيرة الرسول (ص)، تحت عنوان «عناقيد الضياء... أعظم قصة رواها التاريخ»، يترجم رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بتقديم عمل رفيع المستوى يخدم الإسلام، ويوضح حقيقته السمحة، ويعزز قيمه الإنسانية المتمثلة بالعدل والمحبة والسلام، وفي الوقت نفسه عمل يسجله التاريخ، ويبقى أثره محفوظاً للأجيال المقبلة.

اخترنا أن نبدأ احتفالاتنا بهذا العرض الفني المسرحي الكبير لسيرة الرسول محمد (ص)، باعتبارها الأساس الذي سار عليه الإسلام في طريقه نحو تبديد عصور الظلام، حيث شكّلت هذه السيرة المعالم الأولى للحضارة الإسلامية التي شملت مختلف مناحي الحياة، وأثمرت فكراً وثقافة وعلماً وعمراناً، وحرصنا أن يكون هذا العمل ضخماً بتجهيزاته وتفاصيله، وكبيراً في الخبرات والطاقات التي تقف خلفه، كي يليق بنبينا الكريم، وبالدين الإسلامي الذي يؤمن به أكثر من مليار ونصف المليار إنسان في أرجاء المعمورة، وسيكون العرض حديث العالم على مدار أشهر، إن لم يكن سنوات.

وفي هذا العمل، تعاملنا مع عدد كبير من القامات الفنية والسينمائية العربية والعالمية، والمؤرخين والدارسين لسيرة الرسول، وتنقلنا عبر العديد من الدول لنتشاور ونتعاقد مع أهم الخبراء في مجال العروض المسرحية الاستثنائية.

ومن الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية، نهدي هذا العمل إلى العالم بأسره، بجنسياته وأديانه وأعراقه ومذاهبه وانتماءاته، ندعوهم من خلاله إلى التعرف على سيرة الرسول الكريم محمد (ص)، وعلى الصورة الحقيقية للإسلام، ونتمنى أن نسهم بذلك في إثراء المنظومة الفكرية العالمية بإنجازات حضارية، تخدم الثقافة الإسلامية وتبرزها، لترتوي بفكرها وروحها أجيال الحاضر والمستقبل.

العدد 4221 - الجمعة 28 مارس 2014م الموافق 27 جمادى الأولى 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً