العدد 4221 - الجمعة 28 مارس 2014م الموافق 27 جمادى الأولى 1435هـ

«نازك خانم»: دمشقية سحرت شوارع باريس

تدشنها الحسن في معرض الكتاب

تُدشن خلال معرض البحرين الدولي للكتاب، في جناح وزارة الثّقافة، رواية «نازك خانم» للكاتبة السورية لينا هويان الحسن.

في هذه الرواية تغتال يد التطرف الديني نازك المرأة المتحررة المثقفة القوية الجريئة المحتالة الجميلة لتنهي حياة مليئة بالمغامرات قضتها بين باريس ودمشق. حدث ذلك في نهاية السبعينيات والآن تأتي رواية لينا هويان الحسن لتتماهى مع المآل الذي بلغته «الثورة» السورية التي تقول انها «قامت من اجل الحرية فاغتالتها براثن التشدد الديني».

ولاشك أن الرواية، الصادرة حديثا عن دار ضفاف في بيروت في 160 صفحة من القطع الوسط، تكتسب معنى سياسيا جليا من خلال مسيرة حياة «نازك خانم» البطلة الاستثنائية بكل المقاييس.

تقول الحسن في تقديمها للكتاب «لابد أن هنالك بين الدمشقيين من يتذكر أو سمع بنازك خانم أو كما سماها الفرنسيون نازيك هانوم الجميلة التي جلست عارية أمام بيكاسو في مرسمه بشارع دوجراند أوغسطين في باريس وكانت ضمن العارضات العشر الأوائل الذين ألبسهن إيف سان لوران بدلة السموكينغ لأول مرة بالتاريخ. وأول امرأة ارتدت البكيني في مسابح دمشق وقادت سيارتها بلباس رياضة التنس».

تنقل الحسن مثل هذا النموذج النسائي الصارخ وتنقل القارئ الى اجواء مدينتين بالوقت ذاته، دمشق وباريس.

وكانت الحسن قد عرفت لها سابقا عدة أعمال روائية انحصرت بتناول عوالم البادية السورية مثل روايتها (سلطانات الرمل)، لكن هذه المرة تنقل أجواءها الأدبية إلى مدينة دمشق في الستينيات والسبعينيات وذلك عبر استلهام قصة حقيقية لسيدة دمشقية عملت في عروض الأزياء في باريس.

ترصد الكاتبة في روايتها هذه المرحلة التي سادت فيها موضة «الميني جوب» عالميا وعربيا وتتبع تطور وضع المرأة وتحررها من خلال تتبع الموضة في أروقة مدينة باريس وشكل انعكاس تلك الموضة على حال المرأة في الدول العربية آنذاك.

تقول الكاتبة ان «نازك تختزل كل نساء عصرها فبعد قرون طويلة من التجلبب الأعمى الذي لف عيوب النساء ومفاتنهن أصبحت المرأة تدرس تضاريس جسمها فترتدي ما يخفي العيوب ويبرز المفاتن. ونازك نموذج صارخ ومتفجر للطراز المضاد من الأنوثة المتمردة».

ففي عام 1966 تزين رأسها بضفيرة شقراء أحدث تقاليع الموسم وتسلم شعرها لمقص حلاق النجمة الايطالية «جينا لولو بريجيدا» وأشهر حلاق للسيدات في العالم في تلك الفترة «فيدل ساسون». وبالوقت نفسه تتابع بحماس أخبار تحرر المرأة في العالم العربي وتقرأ في الصحف بفرح أن الرئيس الجزائري الأسبق هواري بومدين استعرض الكتيبة الأولى من ضابطات الاحتياط التي تم تخريجها من بين طالبات الجامعة الجزائرية. تنتقل نازك خانم بين شوارع مدينتي دمشق وباريس تنقل خطواتها كطاووس «ما أسعد الطواويس» تهتف نازك خانم بذلك بينما حبيبها الثري الايراني المستقر في باريس الذي يدعى مجيب شان يستثني الطواويس في إيران لأن الشاه كان يقدمها كطبق رئيسي في حفلاته الإمبراطورية.

العدد 4221 - الجمعة 28 مارس 2014م الموافق 27 جمادى الأولى 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً