العدد 4221 - الجمعة 28 مارس 2014م الموافق 27 جمادى الأولى 1435هـ

القطان: الصحابة أمانة الأمة من البدع والضلال... وبغضهم نفاق والطعن فيهم طعن للدين

الشيخ عدنان القطان
الشيخ عدنان القطان

رأى إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الشيخ عدنان القطان، أن «الصحابة أمان الأمة من البدع والضلال والأهواء، وظهور أهل النفاق، وعلو أهل الكفر على المؤمنين»، معتبراً أن بغضهم «نفاق»، وأن الطعن فيهم طعن في دين الله ورسول الله (ص).

وخلال خطبته أمس الجمعة (28 مارس/ آذار 2014)، بيّن القطان أن «الفتن عظمت واستشرت بعد موت الصحابة رضي الله عنهم، وظهرت البدع وفشت، ونجم النفاق وانتشر، وتسلط الأعداء على المؤمنين، وقد كانوا أذلة في عهد الصحابة رضي الله عنهم؛ فعز الأمة في خلافة الصحابة ليس كعزها في خلافة غيرهم، واجتماعها في وقتهم ليس كاجتماعها بعدهم، وديانتها في قرنهم ليست كديانتها في القرون التي تلتهم».

وقال: «يكفي أصحاب محمد (ص) شرفاً وفخراً أنهم مذكورون في الكتب المنزلة على الرسل، فذكروا في التوراة والإنجيل بأجل وصف، وأرفع ذكر. ذُكروا في آخر سورة الفتح، وهم رضي الله عنهم أهل الفتح؛ إذ فتح الله تعالى بهم قلوب الخلق للإيمان والهدى، وفتح بهم الأمصار والبلدان فحكمت بشريعة الله تعالى، وحفِظ الله بهم كتابَه أميناً عن أمين، حتّى أدّوا أمانةَ ربّهم.

وأوضح أن «فريقاً من الصّحابة تفرّغوا لحمل أمانةِ السنة والدعوة، وذرعوا أقطارَ الأرض لينشروها، وآخرون حملوا أمانةَ الخلافة والرّعاية والجهادِ والحقوق، وعملوا على نقل الأمَم إلى الإسلام، يعرّبون ألسنتَها، ويطهِّرون نفوسَها، ويسلكونها طريقَ الله المستقيم، وقد بارك الله في أوقاتهم، وأتمّ على أيديهم في مئة سنة ما لم يتحقّق لغيرهم»، مشيراً إلى أنهم «مثلوا في الإنجيل بالزرع المنتشر القوي، وتأملوا نفع الزرع للأرض وللحيوان وللبشر، تعرفوا نفع الصحابة رضي الله عنهم للأرض ومن عليها».

وشدد على أن «الواجب علينا أن نحفظ لهؤلاء الأخيار قدرهم، ونعرف لهم مكانتهم؛ فحبهم إيمان وطاعة وإحسان، وبغضهم نفاق وشقاق وعصيان. وكيف لا يُحفظ لهؤلاء قدرُهم وهم حملة دين الله».

وأضاف «يجب علينا أن نعي تماماً أن الطعن في الصحابة أو في واحد منهم طعن في دين الله وفي رسول الله؛ لأن الطّعن في الناقل طعن في المنقول. الصّحابة - رضي الله عنهم - هم الذين بلغوا لنا دين الله، وهم الذين نصحوا لعباد الله؛ فإذا طعن في الصّحابة فالدين ذاته مطعون فيه».

وذكر أن «ما شجر وحدث بين الصحابة رضي الله عنهم من خلاف وقتال، فيقول الإمام شمس الدين محمد الذهبي يرحمه الله: (كما تقرر الكف عن كثير مما شجر بينهم، وقتالهم - رضي الله عنهم - أجمعين، ومازال يمر بنا ذلك في الدواوين والكتب والأجزاء، ولكن أكثر ذلك منقطع وضعيف، وبعضه كذب وافتراء وباطل، فينبغي طيه وإخفاؤه، بل إعدامه؛ لتصفوا القلوب، وتتوافر على حب الصحابة والترضي عنهم، وكتمان ذلك متعين عن العامة وآحاد العلماء)».

وأكد القطان أن «توقير الصحابة رضي الله عنهم، فيه تعظيم لله تعالى، وتعظيمه جل وعلا حق على الخلق، وتوقير للنبي (ص)، وتوقيره حق على أمته، ومن لم يوقر الصحابة، فقد بخس النبي صلى الله عليه وآله وسلم حقه».

وأضاف «لقد علم الله تعالى مقدار ومكانة الصحابة رضي الله عنهم، فحباهم منازلهم اللائقة بهم، ونظر في قلوبهم، فعلم صلاحها وصدقها وإخلاصها وطهارتها فاختصهم بأفضل رسله، وجعلهم أصحابه وأنصاره، وحملة دينه، ومبلغي شريعته، وأول غرس للإيمان في هذه الأمة؛ فكل أنوار الوحي التي نهتدي بها إنما جاءت منهم رضي الله عنهم، حملوها وبلغوها، وتحملوا المكاره في تبليغها، وهجروا الراحة لأجلنا، ولولاهم بعد الله عز وجل لما عرفنا الله تعالى حق المعرفة، ولولاهم لما عرفنا نبينا وديننا، ولولاهم لما عبدنا الله تعالى على بصيرة».

وأشار إلى أن «القرآن الكريم فيه عشرات الآيات، بل مئات الآيات في تزكية الصحابة رضي الله عنهم، والقاعدة أن كل وصف في القرآن مدح به المؤمنون فالصحابة أولى به، وكل صفات أثنى الله تعالى على من اتصف بها من المؤمنين فالصحابة هم أول من اتصف بها، وكل فعل مدح الله تعالى فاعله من هذه الأمة فالصحابة أول من فعله فهم أولى بالمدح والثناء ممن بعدهم، فمهما أنفق المنفقون من قناطير الذهب والفضة في سبل الخير فلن يبلغوا نفقة صحابي واحد أنفق مد طعام أو نصف مد، والمد ثلاث حثيات باليدين».

وأردف قائلاً: يا لعظيم فضلهم عند الله تعالى وعند رسوله (ص)، وبعداً لمن طعن فيهم، أو لعنهم وسبهم أو أزرى بهم، أو حطّ من قدرهم، أو وضع مكانتهم، فهو الوضيع ولا كرامة».

وفي سياق خطبته، قال القطان إن: «من توفيق الله تعالى للعبد أن يرزق إخوان صدق يبذلون النصح له، ويخلصون في معاملته، فيأنس بهم في رخائه، ويعينونه في شدته، ويقفون معه في محنته، فلا يجد وحشة بهم، ولا يذوق خيانة منهم... وكلما علت منزلة الإنسان، وعظمت مهمته، وكبرت وظيفته؛ كان أشد حاجة إلى الصادقين الناصحين المخلصين».

وتابع «الرسالة الإلهية أعظم مهمة، وتبليغها أعلى وظيفة؛ لأنها من الله تعالى إلى البشر، يحملها إليهم واحد منهم، وللرسل أصفياء يصطفونهم، وأصحاب يشاركونهم بلاغهم، ويضحون بكل غالٍ في سبيل دعوتهم. وكما في الرسالة الإلهية اصطفاء ففي أصحاب الرسل اصطفاء، وكما فضل الرسل على سائر البشر، فضل أصحابهم على سائر الأصحاب».

العدد 4221 - الجمعة 28 مارس 2014م الموافق 27 جمادى الأولى 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 17 | 1:55 م

      فضيلة الشيخ عدنان القطان

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ( ترى لا حياة لمن تنادي )

    • زائر 16 | 11:49 ص

      الإنصاف

      مع احترامي لسعادة الشيخ اتمنى تكون منصف في كلامك واتمنى تعطي كل من حقة بالكلام

    • زائر 13 | 6:55 ص

      اخوي

      من أنقص من دور الصحابه؟؟ ما تقرا عدل ؟
      واذا صريا كلام سعادة الشيخ تجوف بعض الكلام منسوب بالأساس لأهل البيت وما ذكر ان منسوب لأهل البيت وأتذكر ان في في صحيح البخاري هالكلام منسوب لأهل البيت وذا انت تعارض هالكلام تقدر تفاح صحيح البخاري وغيرة من الصحاح وتجوب بنفسك فاول شي اقرأ وافهم وبعدين علق

    • زائر 12 | 6:50 ص

      الواقع

      شيخنا ما تكلمت عن سب طائفة من الطوائف من منبر مسجد في البحرين مو هاي بعد سبب للفتنه ؟؟

    • زائر 11 | 6:49 ص

      رد

      محد انقص دور الصحابه ولكن الشيخ ما ذكر دور اهل البيت واليً لنذكر في التعليق اهو بعض الأدلة الموجودة في صحيح البخاري !!!

    • زائر 10 | 3:01 ص

      يجب على الاخوة ان يتقو الله في كتابة تعليقاتهم

      احذروا من الفتن والمفتنين فلكل قناعاته ولن يتزحزح عنها ويجب علينا ان لا ننقاد للفتن والغوغاء .
      الفتنة اشد من القتل اتقو الله

    • زائر 5 | 2:33 ص

      سعادة الشيخ

      كلامك جميل وخصوصا في مسالة وقف الفتن ولكن غير صحيح في بعض مواضيعة ...
      واعتقد الحق يكون الكلام عن الصحابة من بعد الكلام عن اهل البيت واعتقد الكلام الي قلته منسوب لأهل البيت وموجود في صحيح البخاري وكتب السنه والشيعة موجودة وتقدر تروح تجوف

    • زائر 3 | 1:33 ص

      للتصحيح

      اهل البيت هم امان الامة من الضلالة والبدع بدليل الحديث النبوي الذي يتحدث عن شيئان ما ان تمسكتم بهما فلن تضلو ابدا : كتاب الله وعترتي .. وهدا الحديث تمت روايته في عشرات المصادر ... مع احترامي الشديد للصحابة ولكن احقاقا للحق لا تنسب الفضل لفير أهله وهناك ادلة اخرى من الاحاديث والقرآن لا مجال لطرحها

    • زائر 9 زائر 3 | 2:56 ص

      عجيب

      تتحدث وكأن الصحابة ليس لهم دور في نشر الاسلام والفتوحات تشهد على ذلك اهل البيت عليهم السلام لهم الفضل الكبير ولكن لا يعني ذلك ان ننقص من حق الصحابة الكرام الذين كانوا سندا" وعونا" لأهل البيت !!

    • زائر 14 زائر 3 | 8:10 ص

      شفيك

      انت الحين زعلان عل شنو بالظبط ؟ محد انقص دور الصحابه ول احد تكلم الا بالواقع وثاني شي دور الصحابه وأهل البيت موجود في الكتب الاسلامية والبخاري وكل المذاهب فاعتقد دور اهل البيت واضح ودور الصحابة واضح وموجود في الكتب في كل المذاهب فما اجوف له داعي كل هالزعل تر محد قال شي غير واقعي واقرأ وبتفهم

اقرأ ايضاً