العدد 4221 - الجمعة 28 مارس 2014م الموافق 27 جمادى الأولى 1435هـ

مصوغات الذهب والفضة تهندسها أيادٍ آسيوية تسكن البحرين منذ 25 عاماً

بائع ذهب باكستاني يحمل مجموعة من سلاسل الذهب في ورشة بالمنامة-تصوير محمد المخرق
بائع ذهب باكستاني يحمل مجموعة من سلاسل الذهب في ورشة بالمنامة-تصوير محمد المخرق

تصوغ أياديهم الأشكال المختلفة، ويرسمونها ويهندسونها بقياسات وأحجام دقيقة جدّاً، ويلبون رغبات الزبائن باختلاف أذواقهم وأمزجتهم، ولا يجدون أية مشكلة في نسخ أي شكل، وجعله في قوالب ذهب بيض أو صفر أو قوالب الفضة، ويتفنّنون في إضفاء رونق الأحجار الكريمة على تلك الأشكال.

أولئك هم صائغو الذهب والفضة من الجالية الآسيوية، الذين يعيش غالبيتهم في البحرين منذ أكثر من 25 عاماً، وبعضهم اكتسب الجنسية البحرينية، فهم قدموا إلى البحرين من بلدانهم الأصلية (الهند، باكستان)، وعملوا في مجال الذهب والمجوهرات، وكانوا شاهدين على نمو وتطور هذه التجارة في البحرين.


خلف ورش صغيرة في المنامة يضيء «عشيق النساء» بلونيه الأصفر والأبيض

مصوغات الذهب والفضة تهندسها أيادٍ آسيوية تسكن البحرين منذ 25 عاماً

المنامة - علي الموسوي

تصوغ أياديهم الأشكال المختلفة، ويرسمونها ويهندسونها بقياسات وأحجام دقيقة جدّاً، ويلبون رغبات الزبائن باختلاف أذواقهم وأمزجتهم، ولا يجدون أية مشكلة في نسخ أي شكل، وجعله في قوالب ذهب بيض أو صفر أو قوالب الفضة، ويتفنّنون في إضفاء رونق الأحجار الكريمة على تلك الأشكال.

أولئك هم صائغو الذهب والفضة من الجالية الآسيوية، الذين يعيش غالبيتهم في البحرين منذ أكثر من 25 عاماً، وبعضهم اكتسب الجنسية البحرينية، فهم قدموا إلى البحرين من بلدانهم الأصلية (الهند، باكستان)، وعملوا في مجال الذهب والمجوهرات، وكانوا شاهدين على نمو وتطور هذه التجارة في البحرين.

«الوسط» التقت عدداً من العاملين في صياغة الذهب، والذين يجلسون في ورش صياغة صغيرة المساحة، ومن خلفها يلمع الذهب «عشيق النساء»، ويأسرهن بأشكاله المختلفة، وبلونيه الأصفر والأبيض.

وفي ورشة لا تتجاوز مساحتها 5 أمتار طولاً و3 أمتار عرضاً، يجلس بابو راج البالغ من العمر (43 عاماً)، على طاولة صغيرة وفي يديه أدوات صناعة خواتم الذهب والفضة والأسماء وغيرها، ومن خلفه عمه وإلى يمينه أخوه، يعملان معه في الورشة التي تلبي طلبات كثير من محلات المجوهرات في المنامة.

بابو راج أفاد بأنه جاء إلى البحرين في العام 1989، وبقي يعمل في الورشة نفسها؛ لأن صاحب الورشة بحسب تعبيره «نفر واجد زين»، كما أن والده عمل في الورشة مدة 30 عاماً، إلا أنه عاد إلى الهند.

راج، وهو من مدينة كيرلا الهندية، لا يجيد التحدث باللغة العربية على رغم وجوده في البحرين منذ 25 عاماً، وعند سؤاله عن السبب في ذلك، قال إنه لا يختلط كثيراً بالبحرينيين، ويقضي جل وقته في الورشة، وأمام آلات صياغة الذهب والفضة، ولذلك لم يكتسب اللغة العربية، كما هو الحال بالنسبة إلى كثير من الآسيويين الذين يعيشون في البحرين ويتمكنون من التحدث بالعربية، إلا أنه يؤكد حبه للبحرين كما يحب بلده.

ويحتفظ راج بعدد من الملفات التي يجمع فيها صور الأشكال المختلفة التي يصوغها مع عمه وأخيه، وفي هذا السياق يشير إلى أن الغالبية من الزبائن يقبلون على الأسماء المصنوعة من الذهب الأصفر والأبيض والفضة، إلى جانب الخواتم والقلوب.

الذهب والفضة البحرينيان

هما الأفضل

عند سؤاله عن أنواع الذهب، ذكر راج أن هناك أنواعاً ومستويات مختلفة من الذهب والفضة، إلا أن البحريني منها هو الأفضل، إذ إن الذهب البحريني معروف بجودته ونقاوته، وكذلك الحال بالنسبة إلى الفضة البحرينية. وأفاد بأنهم يشترون الذهب الخام من محلات محددة، ومن ثم يقوم بصياغته بحسب طلبات الزبائن ومحلات المجوهرات التي يتعاملون معها.

وخلال جولة «الوسط» على ورش ومحلات صياغة الذهب في المنامة، لوحظ وجود أكثر من 30 ورشة، بعضها متخصص في عمل سلاسل الذهب، وبعضها في عمل الخواتم وغيرها من المصوغات الذهبية والفضية، كما لوحظ أن عدداً من الورش تُغلق أبوابها، ولا تسمح لأي شخص الدخول إليها، فيما يضع بعض الآسيويين العاملين في تلك الورش، أحذيتهم في جانب واحد خارج الورش، وتكون مفروشة بالسجاد.

27 عاماً في البحرين بين جدران «ورشة الذهب»

وفي ورشة أخرى أكبر حجماً من غالبية الورش، يجلس أنبلجان رامسوامي الذي يبلغ عمره 60 عاماً، ممسكاً بسلك ذهب ويلفه حول آلة خاصة بذلك، وهو يضع في يده منديلاً ورقيّاً، وبسؤاله عن السلك قال إنهم يقومون بعمل سلاسل الذهب، وقبل هذه المرحلة يلفون سلك الذهب حول الآلة التي تصنع السلاسل. وفي تطبيق عملي على ذلك قام رامسوامي بوضع سلك الذهب في الآلة ليخرج بعد ذلك على شكل سلسلة طويلة يتجاوز طولها 10 أمتار، تقطّع إلى أطوال مختلفة، منها المناسب إلى الأطفال والكبار.

وعند سؤاله عن السنوات التي عاشها في البحرين، أفاد بأنه يعيش في البحرين منذ 27 عاماً، إلا أنه لا يتمكن من التحدث باللغة العربية، فهو يقضي يومه بين جدران ورشة صياغة الذهب، ولا يختلط بالبحرينيين لذلك لم يستطع اكتساب اللغة. ويشير إلى أنه اكتسب مهنة صياغة الذهب من والده، الذي يعمل في الهند صائغاً للذهب.

أما عن مصدر الآلات التي يقومون بعمل سلاسل الذهب بواسطتها، فبيّن أن أغلبها مصنوع في إيطاليا، وأسعارها تتراوح بين 5 و 6 آلاف دينار، وأحجامها مختلفة، ويشير إلى أن هناك آلات تُصنع في الهند، وهي خاصة بعمل المصوغات الذهبية المختلفة.

وتحدّث عن حركة سوق الذهب في البحرين، مبيناً أن أسعار الذهب قبل 10 و15 عاماً، كانت مناسبة، والإقبال على شراء الذهب أكثر، إلا أن ارتفاع أسعار الذهب التي وصلت إلى نحو 20 ديناراً للغرام الواحد جعلت الناس غير مقبلين على شراء الذهب، وبالتالي انخفضت حركة السوق ولم يعد العمل في الذهب كما كان سابقاً.

ويعمل معه في الورشة باكستانيون يعيشون في البحرين منذ قرابة 17 عاماً، والتقت «الوسط» رجلاً باكستانيّاً يجلس خلف طاولة في الورشة نفسها، ومهمته بيع سلاسل الذهب على الزبائن، سواءً أكانوا زبائن عاديين (أفراد)، أم محلات لبيع المجوهرات.

ويضع الرجل الباكستاني السلاسل الطويلة غير المقطّعة في علب بلاستيكية، فيما يعرض على الزبائن الأطوال والأحجام المختلفة من السلاسل في قطعة قماش طويلة معمولة خصيصاً لعرض السلاسل.

ولا يختلف عمل محمد طارق جويد وهو باكستاني الجنسية، عن رامسوامي، فهو الآخر يعمل في ورشة لعمل سلاسل الذهب، ويعيش في البحرين منذ 20 عاماً، ولا يجيد التحدث إلا بلغته الأم واللغة الإنجليزية.

ويقول جويد إنهم يقومون بعمل سلاسل من خلال أسلاك ذهب خام، وتظهر السلاسل بلونها الذهبي بعد تلميعها وطليها بالذهب.

صائغ الذهب بابو راج يعمل في ورشة في المنامة منذ 25 عاماً
صائغ الذهب بابو راج يعمل في ورشة في المنامة منذ 25 عاماً

العدد 4221 - الجمعة 28 مارس 2014م الموافق 27 جمادى الأولى 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 2:52 ص

      اين مكان تجمعهم اود زيارتهم

    • زائر 4 | 3:31 ص

      اتقول 25 سنة

      هؤلاء موجدين من قبل الاربعينات وانا مولود في الاربعينات واشاهدهم وهم ناس طيبين لم تبذر منهم اي مشاكل وساهموا بتجارة وصناعة وتعليم البحرينين صياغة الذهب ويوجد فريق في المنامة يسمي فريق البونيان نسبة اليهم حيث يسكون هناك

    • زائر 3 | 2:33 ص

      شيء جمييل

      الله يعطيهم العافية صراحة .. مبدعين :)

    • زائر 2 | 11:44 م

      يستحقون التقدير

      نعم هذه الجالية خدمة البلاد والعباد متواضعة ساهمت في رفع اقتصاد الوطن كان من المفروض منحهم الجنسية والحفاظ عليهم لأنهم من النوادر في المهن وليس عالة على الوطن مثل بعض الناس الجدد الذي لا يستفد الناس منهم الا من أذاهم وشرهم ؟ نعم نريد ناس تنتج وتصنع وتطور وتدرس وتعالج الناس هكذا الوطن يزهر وينمو والسلام .

    • زائر 6 زائر 2 | 6:07 ص

      حبيبي

      لما كنت صغير قبل 30 سنه كان الوالد من الاوائل من جلبو مكينه سحب الذهب وممن تعلم المهنه في تركيا والهند وكان ابي ارباب هالاشكال الي سرقته بحجه ما في سوق وهم يبعون الذهب في السوق الخليجي اليوم هم لديهم بيوت وعمارات وابي مات بحسرته والنكته هو من علمهم وبدأبسحب السلاسل في ذلك الوقت وكلمه ارباب واجد زين في المقال تعني الكثير

    • زائر 1 | 10:47 م

      عساهم ع القوة

      الله يعطيه العافية بابو راج :)

اقرأ ايضاً