أقف في صف اللاعبين دائما، ودائما ما أقول بأن الرياضة يجب أن تكون مصدر دخل رئيسي أو ثانوي لهم وما عادت الرياضة مجرد هواية والتسلية واستهلاك الوقت، إلا أنه يجب أن أقف اليوم ضد سلوك أستطيع القول بأنه «غير رياضي» يصدر من بعض اللاعبين تجاه أنديتهم.

الأندية في البحرين ليست شركات تمتلك مصدر الدخل الثابت، الأندية هنا تعتمد اعتمادا شبه كلي على ما تقدمه الدولة من موازنات سنوية، قليلة هي الأندية التي تعتمد على مصادر دخل أخرى وثابتة كالمحرق والمنامة والاتحاد والأهلي التي تمتلك منشآت تجارية، وهذا الدخل الثانوي متفاوت.

من حق اللاعبين أن يطالبون بعقود سنوية أو موسمية، يعرفون فيها كم سيحصلون خلال الموسم من مقدم عقد ورواتب شهرية ومكافآت حتى لو كان المجموع دينار واحد، ويُعَرفون بالمسئوليات المناطة بهم مقابل الدينار الذي سيستلمونه، ذلك مبدأ وأصل ثابت لا علاقة له بما إذا كان النادي سيدفع أو اللاعب سيلتزم.

قيام بعض اللاعبين في بعض الأندية بأشبه بـ «العصيان» أو بالدراج «لي ذراع» تجاه إداراتهم تصرف غير مقبول عقلا ومنطقا، وعن نفسي أراه غير رياض ولا يمت للرياضة بصلة، لا أقول للاعبين أتركوا حقوقكم وانسوها بل يجب أن يطالبوا بها حتى لو اضطروا لرفع قضية أو تقديم شكوى للمؤسسة العامة للشباب والرياضة أو المجلس الأعلى للشباب والرياضة.

بالنسبة لي، أحترم اللاعب الذي يصر على تأمين حقوقه مع النادي الذي يلعب إليه ويرفض الالتحاق بالنادي في فترة الإعداد إلا مع استلام حقوقه الكاملة عن الموسم المنصرم، ولا أحترم اللاعب الذي «يلوي ذراع» ناديه في منتصف الموسم أو قبل المباريات الهامة والحساسة أو في الظروف الصعبة للحصول على حقوقه المالية.

كما لا أحترم النادي الذي يقبل بعملية «لي الذراع» هذه مهما كانت الأسباب والمسببات والحاجة لوجود هذا اللاعب أو هؤلاء اللاعبين في تلك المرحلة ولو كلف ذلك خسارة مباراة هامة أو بطولة يتوج فيها مجهود الموسم كاملا، لأن القبول بـ «لي الذراع» يعني أن النادي الإدارة لا تمتلك شخصية وليس لها مبادئ وإن كانت لديها المال.

المتابع الدقيق لحياة كرة القدم في السعودية والذي عاش أياما في العاصمة (الرياض) يدرك أهمية مباراة النصر مع الهلال، يدرك أنها مباراة أكون أو لا أكون، مباراة تسودها حالة من التعصب، الهدف فيها قد يساوي سيارة بنتلي، أتذكر قبل مباراتهما في الدور الأول من الدوري قام ثلاثي النصر المحترف الأجنبي (عدا محمد حسين) بـ «لي ذراع» للإدارة قبل 24 ساعة منها لإرغامها على استلام الرواتب المتأخرة، قامت الإدارة بإيقافهم ومنعتهم من المشاركة بعد أن تراجعوا يوم المباراة، وقامت بتسليمهم رواتبهم بعد المباراة وألغت عقودهم.