كان يوم الجمعة الماضي يوماً استثنائياً وجميلاً، فقد احتفل الكثيرون، من مختلف شعوب الأرض، بمناسبة «عيد الأم العالمي».
عندما نقرأ عن بداياته في العصر الحديث، سنكتشف أنها تعود إلى الولايات المتحدة، حيث بادرت مجموعةٌ من النساء الأميركيات في العام 1872، إلى توجيه دعوةٍ لإقامة «عيد الأم من أجل السلام». وتم تبنّيه عيداً رسمياً في رئاسة وودرو ويلسون بعد حوالي ثلاثة عقود.
الاحتفاء بالأم ليس بدعةً غربيةً لنتحاشاها، فحضارتنا كانت سبّاقةً لتكريم الأمهات، وقد أنزلت سورةٌ طويلةٌ باسم «النساء» (وهي السورة الرابعة)، وفي منتصف المصحف سورة «مريم» التي تستعرض قصتها بطريقةٍ أخّاذة، وكلّها تقديسٌ وتبجيلٌ للسيدة العذراء (ع)، حيث تختتم بكلام ابنها المسيح (ع) يذوب رقةً وعطفاً: «وبَرّاً بوالدتي ولم يجعلني جبّاراً شقياً. والسلامُ عليّ يومَ وُلِدتُ ويوم أموتُ ويومَ أُبعَثُ حيا». (مريم، 32-33).
حتى في كتب السيرة النبوية، نقف طويلاً خاشعين، أمام واقعة زيارة النبي (ص) بعد البعثة، لقبر أمّه آمنة بنت وهب (ع)، التي تُوفيّت عنه وهو في السادسة. فخيالُ الأمّ لم يبارحه، ووفاؤه وحبّه لها مما يُقتدَى، وهو الذي كان يوصي أتباعه قائلاً: «أمك ثم أمك ثم أمك ثم أباك». فالشرق سبق الغرب بقرونٍ في الاحتفاء بالأم.
في مجتمعاتنا العربية دخلت هذه المناسبة في حياتنا، حيث يعبّر فيها الأبناء لأمهاتهن بالشكر والعرفان، بشراء الهدايا المختلفة، التي يعلم الجميع أنها لن توفّي حقّ الأم، فديوننا لأمهاتنا من النوع الذي لا يمكن تسديده أبداً. ويكفيهن فخراً أن وضع الإسلام الجنة تحت أقدامهن، ولا أدري هل هناك تكريمٌ مثل هذا التكريم، في أية حضارةٍ أخرى، نالتها الأمهات.
وللحق، الفتاة البحرينية، أكثر اهتماماً بهذه المناسبة، وقد صادفت في المخبز صبيتين في المرحلة الاعدادية، ظهر الجمعة الماضي، سألتهن مداعباً: «أكيداً تنتظرون الكعكة للوالدة»، أجابتني إحداهن بابتسامة وحياء: «نعم». دعوت لها بأن يبقي لها والدتها، فردّت عليّ: «الله يخليك». وما أجمل أن تتربّى بناتنا وأبناؤنا على توقير وحبّ الأمهات.
تأثير الأم علينا يستمر طوال حياتنا، وتبقى بصماتها إلى نهاية وجودنا. نفتقدها في السفر، ونحنّ إليها في الأوقات الصعبة التي تمر بنا. حتى في السجن، حين تمرض، ويمنع عنك العلاج، وتبقى تتألم، تتمنّى لو تعود إلى حضنها لتداويك. تحنّ إلى يدها الحانية. تتمنى لو تكون بجانبك، فلمسة منها تخفف عنك الكثير من الآلام. وهناك تتخيّلها وتخاطبها، وتناجيها وهي تتكلّم معك:
وستبقى طفلاً يا ولدي
حتى لو جاوزت السبعين.
فهكذا تنظر إلينا الأم، مهما كبرنا وتقدّمنا في العمر، سنبقى أطفالاً صغاراً في حضرتها.
الشاعر الفلسطيني محمود درويش، حين منعت أمه من إدخال بعض الطعام إلى السجن، وصادر السجان ابريق القهوة وسكبها على الأرض، إمعاناً في إيذائها، وآلمه أن يرى الأسى على قسماتها والدموع تترقرق في عينيها، فكتب في زنزانته على ورقة علبة السجائر أحلى قصائده:
أحنُّ إلى خبزِ أمّي. وقهوةِ أمّي. ولمسةِ أمّي
وتكبرُ فيَّ الطفولة يوماً على صدرِ يومِ.
وأعشقُ عمري لأنّي إذا متُّ. أخجلُ من دمعِ أمّي.
الأمم المتحدة اقترحت يوماً واحداً في العام للاحتفال بعيدك، ونحن كلّ يومٍ نلقاكِ فيه عيد.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 4220 - الخميس 27 مارس 2014م الموافق 26 جمادى الأولى 1435هـ
مقال دسم لكنه رشيق..
أستاذ قاسم: بكيتُ كثيراً وأنا أقرأ مقالك اليوم، واحتفظت به في أكثر من حساب لئلا أفقده، وبعثته لبعض من هم على قوائم مراسلاتي من الذين يقدرون الكلمة والفكرة.. أشكرك كثيراً كثيراً..
الجنة تحت أثدام الأمهات
الجنة تحت أثدام الأمهات و لكن هناك من يسلبون اللأطفال من أحضان أمهاتهم أو يعتقلون الأمهات و يتركون أولادهم كالأيتام بلا أي رعاية فقط لكي بقضوا ماّربهم اللتي جلبوهم من أجلها و أن يحافظوا على مناصبهم بلى خسيب و لا رقيب بل ربما إستخدموا أسلحتهم ضد بعض الأطفال الأبرياء و من ثم يرمي هؤلاء الأطفال بشتى التهم لا لشيء إلى ليبعوا أنفسهم عن الإتهام بأنهم إعتدوا بالأسلحة على عزل إلا من الإيمان بقضيتهم و عدالتها و أن عدل الله لابد اّت و لو طال أمد الظلم إذ للباطل جولة و للحق دولة. دمتم أيها الأمهات عزيزات
احب امي
ماذا يقال لك ياامي غير احبك امي يابضعة من روحي ودمي
بارك الله فيك سيد
سموت بنا لعالم الحنان يا سيد. نعم هو كل يوم نلقى فيه أمنا عيد سواء كانت بين احضاننا او في روضة قبرها. ربنا اجعلنا كما قال عيسى (ع) "وبرا بوالدتي..."
ابراهبم
احسنت سيدنا .. هي فقط الام التي تزن الدنيا باكملها . . قبله على جبين كل ام لشهيد او معتقل سياسي
الحمد الله
انعم الله علينا بعيد النوروز في هذا اليوم ومنذالاف السنين جميع افراد الاسره تحتفل ويكرم الوالدين والابناء وكل فرد دخل علي الاسره بتبادل التهناء والهدايه
لا حاجه لنا الي هذي المناسبه تجرح كل طفل فقده امه وكل ام تنجرح لعدم ذكرها