يعتبر مرض السكر من الأمراض السارية والمزمنة، وهو منتشر في جميع أنحاء العالم، إلا أنه تزداد نسبة انتشار المرض في بعض الدول عن دول أخرى.
إن السبب الرئيسي في حدوث هذا المرض هو اختلال في الأنسولين سواء كان في نسبة الأنسولين التي يفرزها البنكرياس أو في وظيفة الأنسولين وتأُثير على مادة السكر وعدم تمكن الجسم من استغلال الأنسولين بصورة جيدة.
وهو مرض صامت في غالب الأحيان لا يتم اكتشافه إلا عندما تظهر المضاعفات المهددة لحياة المريض كمثل تلك المؤثرة على القلب والشرايين الدموية والأعصاب والبصر، وبالتالي فليس غريباً أن يكون هذا المرض قنبلة موقوتة تنفجر في مضاعفاتها في أي وقت.
يرجع المسمى الأجنبي لداء السكر إلى الأطباء الرومانيين في القرن الأول قبل الميلاد الذين أطلقوا عليه «دايبيتس ماليتس» فالدايبيتس تعني السيفون أي المرور المستمر والعائد إلى كثرة التبول أما ماليتيس فكانت تعني «شبيه العسل» وذلك عائداً إلى حلاوة البول لدى المصاب.
أما عن اكتشاف داء السكر فهناك مخطوطات تبين دور الرومان والمصريين الفراعنة والهنود والأطباء المسلمين القدامى في اكتشاف المرض.
فيقال إنه في القرن الخامس قبل الميلاد كان هناك طبيب هندي لاحظ تجمع النمل على بول بعض المرضى الذين يشكون من مرض معين فأثارته هذه الظاهرة إلى الفضول لكي يعرف ما السبب، عندئذ قرر أن يتذوق بول هؤلاء المرضى فوجده حلو المذاق «العامل الجاذب للنمل له»، وبالتالي عرف أن هؤلاء المرضى يشتكون من ازدياد نسبة السكر في أجسامهم.
إلا ان المؤرخات تبين أن مرض السكر كذلك تم اكتشافه في أيام الفراعنة حيث دوّن على أوراق البردي كما لوحظ بأن بعض المومياء الموجودة في المتحف المصري تأثرت أطرافها من مضاعفات داء السكر.
ولكن هذا المرض لم يكن خافياً كذلك على الأطباء المسلمين القدامى. فقد ساهم الطبيب المسلم أبوبكر بن زكريا الرازي (865- 925) في رسائله العديدة في اكتشاف المرض ووصف الأعراض وطرق العلاج. كما دوّن أبوعلي ابن سيناء (980-1037) في كتابه القانون شرحاً عن مرضى السكر، فذكر أن هؤلاء المرضى يشكون من كثرة التبول كما وصف بعض مضاعفات السكر مثل (العنة) أي الضعف الجنسي أو ضعف الانتصاب، وأن المرض له علاقة بغرغرينا القدم، وبيّن خطة لعلاجه بتنظيم الغذاء وممارسة الرياضة، وخصوصاً الركوب على ظهر الخيل واستخدام بعض النباتات الطبية، مشيراً إلى أهمية العلاج النفسي في مثل هذه الحالات.
ولدى الطبيب عبداللطيف البغدادي (ولد العام 1162) رسالة من ثلاثة أجزاء تفصّل مرض السكر، ففي الجزء الأول بيّن أعراض المرض، وفي الثاني بيّن أٍسبابه، أما في الثالث يسرد طريقة العلاج، حيث يوصي بزيادة الألياف والفواكه وممارسة الرياضة.
أنواع المرض
هناك عدة أنواع لهذا المرض، منها ما يلي:
النوع الأول
وهو الذي يظهر عادة في الأطفال والشباب، والذي يسمى بداء السكر المعتمد على الأنسولين، وغالباً ما يحدث بسبب خلل في مناعة الجسم التي تعمل على تدمير خلايا البيتا في البنكرياس.
النوع الثاني
وهذا هو النوع المنتشر بين شريحة من الناس الذين هم في متوسط العمر حيث يسمى بالسكر غير المعتمد على الأنسولين (أو بالسكر النوع الثاني)، حيث يشمل على 90 إلى 95 في المئة من أمراض السكر المشخصة.
سكر الحمل
والذي يصيب بعض النساء أثناء الحمل.
أنواع السكر الأخرى
التي تحدث نتيجة مسببات ثانوية كخلل وراثي أو بعض الجراحات أو بعض الأدوية أو في حالات الالتهابات والأمراض الأخرى.
بعض الحقائق ونسبة انتشار المرض
بناء على آخر إحصاءات لمنظمة الصحة العالمية، فإنه يوجد حالياً نحو 350 مليون شخص حول العالم مصاب بهذا الداء، ومن المتوقع أن يكون مرض السكر هو سابع مسبب للوفاة في العالم بحلول العام 2030.
كما بيّنت تلك الإحصائيات أنه من بين 57 مليون وفاة حدثت في العام 2008، فإن 63 في المئة (36 مليون) منها كانت بسبب الأمراض غير السارية، والتي من بينها مرض السكر.
كما أن مرض السكر منتشر بصفة كبيرة جداً في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي، حيث أشارت الإحصائيات أن ستة دول من بين العشرة دول الأعلى انتشاراً بمرض السكر هي دول الخليج العربي (البحرين، الكويت عمان السعودية والإمارات).
إقرأ أيضا لـ "فيصل عبداللطيف الناصر"العدد 4220 - الخميس 27 مارس 2014م الموافق 26 جمادى الأولى 1435هـ
جاني السكر واني طفلة..وتعبني بشكل كبير..انشاء الله يشوفون علاج نهائي لهالمرض قبل لا تصيدني وتصيد غيري مضاعفاته الثقيلة