في مشوار حياتنا أشخاص نزعوا تاج الأخلاق من على رؤوسهم... تحولوا الى جيفة عفنة تمشي الخيلاء على قدمين... لا يعرفون من الكلام إلا أوسخه... ومن الحديث إلا أكثره نتانة وقرفاً... يقذفوننا بأوسخ قاذورات كلماتهم...فنطلق عليهم سهام الورد وطيِّب الحديث.
نوجعهم بطلقات الزهور ونفحات الورود؛ لأنها حقيقتنا... حديقة عامرة بالياسمين والريحان وزهر الرمان تحب أن تنشر أريجها ولو حاولوا توسيخها...
أتحدث عن أولئك الذين تنازلوا عن رقي الكلام واحتضنوا أسوأ الآثام... تفوح من فمهم روائح الفحش والسباب... ويتلفظون بأقبح الصفات والألقاب... تثور ثائرتهم عندما نرد عليهم بطيب الكلام ونردعهم بالسلام... نقابل إساءتهم بالإحسان... فهكذا علمنا القرآن.
هكذا هم واهمون... يعقدون آمالهم بأننا سنرد على كلماتهم النتنة بأقذر منها... لكننا ولدنا أنقياء طاهرين نحمل وردنا بالكلم الطيب سلاحاً نشهره أينما نحل ومهما يكن عدونا ومهما تكن وساخته... لذلك اطمئنوا محال أن ننجس ألسنتنا أو نوسخ أنفسنا... فكلٌ يعكس تربيته، وكل إناءٍ بالذي فيه ينضح.
أحمد عبدالله أبوحسن
أعلنت شركة «ناتيكسيس» العالمية الفرنسية لإدارة الأصول، أن الكويت حلت في المرتبة الأولى على مستوى الدول الخليجية، وفي المركز الثالث عربياً وفي المركز الـ 40 عالمياً وهذا يعتبر إنجازاً كبيراً أن تحتل الكويت هذه المراكز وخصوصاً المركز الأربعين والذي يضم أكثر من 150 دولة ما يعني أن الشعب الكويتي يعيش الرفاهية الحقيقية من حيث الحماية والرعاية الصحية والاجتماعية .
وجاءت الجزائر في المرتبة الأولى على المغرب العربي والثامنة عربياً والثامنة والسبعين عالمياً، واحتلت البحرين المركز الخامس عربيا والـ 57 عالمياً!
السؤال ما هي المعايير الدولية للرفاهية التي استندت عليها شركة «ناتيكسيس «حتى تضع الكويت في المرتبة الأولى خليجياً؟
لا شك هناك الكثير من المعايير لكن أهمها الرعاية الصحية المتميزة والمقدمة للمواطنين الكويتيين، ونوعية الحياة المتميزة، والمحافظة على البيئة بمعدلات منخفضة من التلوث، ونظام مالي قوي يقدم معدلات عالية من العوائد والثروة.
قد أختلف قليلاً مع هذه المعايير، فالبيئة الكويتية ليست بأحسن من البيئة البحرينية ولكن أتفق مع «ناتيكسيس» باختيارها الكويت كأفضل دولة خليجية من حيث تقديمها معدلات عالية وعوائد لمواطنيه بإغداقها عليهم حوافز ومنحاً على شكل هبات أراض وقسائم وأموال وقروض ميسرة وإسقاط عنهم جميع ديونهم ومكافآت لمواطنيه من الجنيين حتى الشيخوخة! فهنيئاً للشعب الكويتي الأكثر رفاهية وعقبال بقية شعوب دول مجلس التعاون الخليجي.
تقدمت الجزائر على تونس والمغرب في مؤشر الرفاهية المادية الصادر عن شركة «ناتيكسيس» العالمية الفرنسية لإدارة الأصول، حيث جاءت في المرتبة الثامنة عربيا والـ 78 عالمياً.
وبحسب التقرير، فإن سويسرا تصدرت المرتبة الأولى عالمياً، من إجمالي 150 دولة في المؤشر نفسه للعام 2014.
وحلت الإمارات بالمرتبة 26 عالمياً فيما جاءت قطر في المركز الثاني عربياً والـ 31 عالمياً، والكويت في المركز الثالث والسعودية في المركز الرابع عربياً والـ 45 عالمياً.
مهدي خليل
اعتدنا على أن السلطات الموجودة ثلاث وهي: التشريعية والتنفيذية والقضائية، وهناك سلطة رابعة أُضيفت إليها وهي الصحافة - أو وسائل الإعلام بشكل عام - وذلك لما لها من تأثير وقوة فاعلة تؤثر في الشعوب من خلال المساهمة في تشكيل الرأي العام وتوجيهه، لكن أخيراً قد ظهرت سلطة خامسة تُضاف إلى السابقات، وهذه السلطة موجودة حصراً وقصراً في بعض البلاد العربية!
إنها سلطة «التشبيح أو البلطجة»، في مصر يسمون من يمارسونها بالبلطجية، وفى اليمن يسمونهم بلاطجة، وفى الأردن يسمونهم زعران، أما في سورية فيطلق عليهم الشبيحة، وربما هناك مسميات أخرى لهم في باقي الأوطان العربية التي باتت تكتظ بهم، بل وتستعين بهم السلطات بدلاً من أن تواجههم، وبحسب موقع ويكيبديا؛ تُعرف «البلطجة» بأنها نوع من النشاط الإجرامي يقوم من يمارسه بفرض السيطرة على فرد أو مجموعة، وإرهابهم وتخويفهم بالقوة عن طريق الاعتداء عليهم أو على آخرين والتنكيل بهم وأحياناً قتلهم لغرض السرقة أو قمع الرأي، وهي لفظ دارج يعود أصله إلى اللغة التركية، ويتكون من مقطعين:»بلطة» و «جي»؛ أي حامل البلطة، و «البلطة» كما هو معروف أداة للقطع والذبح، لكن «التشبيح» كلمة أصلها عربي وهو الشَبْح، والشبيح هو الجلاد الذي يقوم بالعمل الجسدي تنفيذاً للأمر.
من الممكن أن تصير بلطجياً أو شبيحاً لمجرد أن ينطبق عليك التعريف السابق أو جزء منه، لكن ليس بالضرورة أن تكون ضمن إطار الهيكل التنظيمي الكبير الذي يضم في طياته أفراداً منظمين ومرتبين منهم ويعملون في تنظيمات معروفة، ميليشيات تستعين بها السلطات بهدف القيام بأعمال محددة تخدم النظام بالأساس... بغض النظر عن مخالفتها للقانون من عدمه، فهؤلاء الخارجون عن القانون يتم استخدامهم مثلاً في بعض الدول العربية للاعتداء على المتظاهرين السلميين المعارضين للحكم، أو ــ على الأقل ــ للاندساس بين صفوفهم لإثارة الشغب والفوضى، وهو ما يعطى الدافع والمبرر للقوات الأمنية بأن تتدخل بثقلها كي تفض المظاهرة وأن تشرع في الاعتقالات العشوائية في صفوف المتظاهرين.
يُقال إن نشأة الشبيحة بالأساس كان على يد رفعت الأسد العام 1975 بعد دخول القوات السورية إلى لبنان، وقد قرأت أن نمير الأسد هو من شكل تلك العصابات التشبيحية... وهناك أقاويل أخرى لكن ـ بلا غرابة ـ وجدت أن كل شخص يُقال عنه إنه المسئول عن نشأتهم يكون اسمه منتهيا بــ «الأسد»!، لكن بغض النظر عن النشأة فإن الاستخدام كان جلياً من قِبل أقرباء الأسد والأشخاص ذوي النفوذ المقربين منه، أليسوا هم أصحاب الفضل في نشأتهم؟!، لذا يستخدمهم النظام على نطاق واسع لإفشال الثورة السورية وقتال المعارضة، لكن الأمر يتجاوز ذلك ليصل إلى قتلهم للأبرياء من المدنيين والتنكيل بهم، واغتصاب النساء.
يتم تغذيتهم بفكر معادٍ لكل ما هو ضد الأسد، يغسلون أدمغتهم ويحذفون أي ولاء من داخلهم باستثناء الولاء للأسد فقط، ويتم تزويدهم بالمال والسلاح والعتاد، ويطلقونهم كالضباع الجائعة، وإن تغير المسمى الذي يطلق عليهم بتغير البلدان، لكن تبقى أفعالهم متشابهة بين سورية وكل قطر عربي آخر، ومن خلال دورهم هذا فلا عجب إن تمت تسميتهم بـ «السلطة الخامسة»، كونهم صاروا جزءاً من سلطات النظم الحاكمة!
أحمد مصطفى الغر
نحن في عصر يشهد العالم فيه ثورة تقدم وتطور في عالم التكنولوجيا الحديثة، فترى هذه التكنولوجيا موجودة في كل مكان ومتوافرة عند الجميع... الفقراء منهم والأغنياء، ويعبر عن هذه التكنولوجيا بأنها الاستخدام الأمثل للمعرفة العلمية وتطبيقاتها وتطويعها لخدمة الإنسان ورفاهيته.
وتتميز التكنولوجيا بأنها عملية ديناميكية، فهي في حالة تفاعل نشط مستمر بين جميع المكونات كما تمس حياة الإنسان وتهدف إلى الوصول إلى حل المشكلات.
إن كل شيء في هذا الوجود يحمل في طياته المفيد والضار وكذلك التكنولوجيا، فعلى رغم أنها السبب في تحضر الحياة وسهولتها وتطورها فإنها اليد الرئيسية في تفاقم مشكلة العزلة عن الاتصال بالأقارب والجيران والأصحاب، بالإضافة إلى مساعدتها على اندماج وتجانس الحضارات والثقافات مما ساعد ولايزال يساعد على تهديد الثقافة القومية الخاصة عن طريق إلغاء مميزاتها وخصوصتها عند أهلها. ولأن التكنولوجيا فضاء حر لتلاقي الأفكار والآراء والمعتقدات المختلفة، فأطفالنا وشبابنا وكل مجتمعنا العربي الإسلامي محاط بخطر انحرافه عن قيمه، لذلك وجب على الجميع الإرشاد والنصح وتوجيه الجيل لكي لا ينجرف في تيارات التكنولوجيا الضارة، وألا ندعها تغير من قيمنا السامية، وتصرِفَنا عن أداء واجباتنا مع الله ومع مجتمعنا.
فكل شخص فينا يمتلك القرار، فإما أن يستخدمها في المفيد والنافع من العلوم أو يستخدمها في نشر الأفكار المتطرفة واتباعها، وهو أيضاً يمتلك قرار جعلها وسيلة تقربه من عائلته وأحبابه، وتوثق علاقته بمحتمعه أو يجعلها الطريق لإلهائه وإبعاده عنهم. فأنت تمتلك الخيار! وليس لدينا حل سوى التوعية والتثقيف وتنبيه الضمير بعد الاتكال على الله.
زينب محمد متروك
ذكرني مقال الأخ الكاتب الاماراتي ياسر حارب بعنوان: «القليل... والبسيط» المنشور في (22 مارس/ آذار 2014) بالمثل المعروف «الحاجه أم الاختراع «ويمكننا إضافة كلمة اخرى على المثل لتقرأ كالتالي «الحاجه أم الاختراع والإنتاج».
فالأخ ياسر يبين أن مجتمعه غير متطلع إلى انجازات لسبب بسيط وهو ان هذا المجتمع يحصل على ما يريد من دون كد وعناء والنتيجة أن ما يحصل عليه ليس فيه الفرحة الكبيرة المتوقع الحصول عليها لو كان ما يريد الحصول عليه فيه جهد ومثابرة، والجميع يعلم الفرحة الكبرى بعد نجاح الطالب فى الامتحان النهائي وحصوله على معدلات عالية.
وبالرجوع الى المثل نعم هذا صحيح مع التوضيح أن الحاجة تجر إلى الاختراع، اذا كان المحتاج ليس ثريّاً، أما اذا كان ثريّاً، كما هو حال الوضع فى الخليج، فانه اذا احتاج حصل على حاجته بسرعة، فلا داعي للتعب وبذل الجهد. والفرحة ليست فرحة رجل عطشان في الصحراء ليحصل على ماء فيفرح كثيراً وهذه الفرحه تتناقص مع شرب كاسات المياه تباعاً كما تقول النظرية الاقتصادية «تناقص العائد الحدي».
إذن ندرة وجود الشيء والحصول عليه بعد بذل الجهد فيه اثارة واعتزاز للحاصل عليه. وهنا وردت بخاطري ذكريات عمرها سنوات لها علاقة بالموضوع منها أولاً: كنت مع صديق في زيارة لدبي وكنا نتناول الأكل في مطعم يديره شخص أجنبي، ودار بيننا وبينه حديث حول كيفية عمله في دبي؟
فقال إنه مكفول من قبل اماراتي، ولا يراه إلا فى مناسبتين، الاولى عندما يريد الاماراتي تسلم ايجارالسجل التجاري بسبب كونه كفيلاً لي، والمناسبة الثانية عندما يشعر بالجوع ويرغب في أكل ما نعرضه من مأكولات.
أما الذكرى الثانية، فعمرها سنوات أيضاً، وهي ما رواها لي صديق كنا زميلين في العمل، حيث حين قابلته بالصدفة في مجمع تجاري وتبادلنا التحيات قلت له من الواضح أن هناك زيادة فى وزنك فابتسم قائلاً نعم هذا صحيح، هل تريد ان تعرف السبب؟ فقلت له: نعم لأني أريد تفاديه. فقال :عندما كنا فى العمل معاً، لم يكن هناك خادم فى البيت، وبعد مدة، وتأسياً بالجيران جلبنا خادما اجنبيا للعمل في البيت. وهنا بدأت عملية (التمتين).
فقبل الخادم كنت انا بنفسي أقوم بالكثير من الأعمال في البيت، لكن وجود الخادم وتعلمه أعمال البيت جعلني أجلس على الكرسي وأصدر الأوامر له بتنفيذ رغباتى حتى إذا أردت كأس ماء من ثلاجة لا تبعد أمتاراً عن مكان الجلوس فإن ذلك يقوم به الخادم.
واضاف قائلا: هل عرفت يا صديقى سبب زيادة وزني وبروز كرشي؟
وبعد هذا الكلام هناك سؤال يطرح نفسه: لماذا الدول المتقدمة الغنيه كأميركا وأوروبا لا يكسل فيها المواطنون، ولماذا لا نتأسى بهم؟ فهم يحترمون الوقت ويطبقون مقولة «الوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك»، فكما قلنا مراراً وتكراراً الحياة هي الوقت والوقت هو الحياة، فياليتنا نقدر الوقت الذي منحنا الله سبحانه وتعالى إياه ونستغله أحسن استغلال.
عبدالعزيز علي حسين
العدد 4220 - الخميس 27 مارس 2014م الموافق 26 جمادى الأولى 1435هـ