العدد 4219 - الأربعاء 26 مارس 2014م الموافق 25 جمادى الأولى 1435هـ

الكاتبة المصرية أسماء الشّيخ تحصد جائزة مُحترف: كيف تكتب رواية؟

المنامة - وزارة الثقافة 

تحديث: 12 مايو 2017

أعلن المُحتَرف بعد عامٍ متواصل من اشتغال الأدباء الشّباب على رواياتهم في المنامة عاصمة السّياحة العربيّة 2013م ضمن (مُحتَرف: كيف تكتب رواية؟) تحت إشراف الرّوائيّة نجوى بركات، عن فوز الكاتبة المصريّة أسماء الشّيخ بالجائزة، وذلك في حفل إعلان الفائز الذي أقيم مساء اليوم (الخميس، الموافق 27 مارس) ضمن فعاليّات معرض البحرين الدّوليّ السّادس عشر للكتاب، بحضور وزيرة الثّقافة الشّيخة ميّ بنت محمّد آل خليفة وعددٍ كبيرٍ من الإعلاميّين والمثّقّفين.

وفي حفل التّكريم، توجّهت وزيرة الثّقافة بتهنئتها للشّباب مؤكّدة اعتزازها بهذا المشروع الذي أبرز كلّ تلك النّتاجات الأدبيّة مميّزة، قائلةً: (اعتدنا في وزارة الثّقافة على تنظيم ورش للفنّ والنّحت على مدى الأعوام السّابقة، وهذه المرّة الأولى التي نتّجه فيها إلى ورش للكتاب من خلال هذا المُحتَرَف). كما أعربت عن سعادتها بمشاركة الشّباب البحرينيّ في هذه المحاولة الجميلة، مشيرةً إلى جهود الرّوائيّة نجوى بركات التي اعتنت بالمشاركات الشّبابيّة وأحاطتها بالاهتمام لإنتاج رواياتهم.

بدورها، شكرت الرّوائيّة نجوى بركات معالي وزيرة الثّقافة على مساندتها لمشروع المُحتَرف، قائلةً: (لقد سبقتِني إلى حلمي الذي لم يتحقّق منه إلّا الجزء القليل)، متأمّلة تحقيق نجاحات أوسع، خصوصاً وأنّه في رصيد المحترف حتى الآن 10 روايات (منها الروايات السبع التي نُشِرت في المنامة عن دار الآداب). وشكرت نجوى المشاركين الذين فاقت حماستهم حماستها لإنتاج هذه الروايات، قائلةً: (سعيدة أنّهم وضعوا ثقتهم فيّ). كما شكرت دار الآداب التي رافقتها منذ بداياتها ونشرت رواياتها، مؤكّدةً أنّها اليوم أعطت الفرصة لمواهب الشباب وآمنت بأفكارهم ونشرت رواياتهم التي تستحق النّشر. وأوضحت أن الجائزة في الأصل هي نشر الرواية الفائزة، لكن لجنة التحكيم المؤلفة من الروائي والشاعر والصحافي عباس بيضون والشاعر قاسم حداد ومديرة دار الآداب رنا إدريس ارتأت نشر الروايات السبعة نظراً لجدّيتها وحرفيّتها الأدبيّة والفنيّة.

وقالت مديرة دار الآداب رنا إدريس في كلمة ألقتها، إن (مُحتَرف نجوى بركات) هو مشروع يمنح القارئ العربي فرصة الاطّلاع على هذه التّجارب الشّابة التي تقوم بركات بجهد مميّز لرعايتها. وأضافت: (هي محاولات ممتعة لاكتشاف مواهب ما كانت لتبصر النور لولا مشروع المحترف، وتطرح قضايا مهمة تشغل روائيّي الجيل الجديد، بدءاً من العنصرية اللّونية والتميّز ضد العمالة، مروراً بالمسألة الفلسطينية بتاريخها الإشكالي ورؤى الأجيال لحقّ العودة، وصولاً إلى البحث عن الوالد والهويّة في ظل ربيع عربي ليس بربيع، والنّزاع الدّاخلي الدائم بين ما تتمناه الشّابات والشّباب، وما تفرضه القيود العائليّة).

وأكدت إدريس أن (هذه التجارب السبع تستحق فعلاً أن تتبناها دار الآداب وأن تسعى إلى توزيعها في الأقطار العربية جميعها، علّنا ننجح في إيصال الأصوات الشابة الطازجة)، موضّحة أن لجنة التحكيم اعتبرت الروايات السبع جميعها تتحلى بصفات الرواية الناجحة، لغة وحبكة وبنية.

أما عباس بيضون وقاسم حداد اللذان لم يتمكّنا من حضور الاحتفال لأسباب خاصة، فأكّدا في كلمتيهما اللّتين ألقتهما نجوى بركات بالنيابة عنهما، أن الأعمال السبعة تستحق القراءة وهي أدبية بحق ومكتوبة بدراية وحرفة ومقدرة على الرصف والبناء والنسج وحنكة فعلية. وقال بيضون: (لا يمكن اعتبار الروايات السّبع التي قرأتها واستمتعت بقراءتها بأنها ساقطة أو رثة أو ركيكة، ولا أبالغ إذا قارنتها بالروايات الناجحة التي تصدر في لغتنا. هي أمثلة جيّدة على أمثلة جيّدة على الفن الروائي... لقد كنت متفاجئاً ومدهوشاً وبالتالي مغتبطاً لأن هذه الأعمال ناضجة ومثمرة وواعدة).

واعتبر قاسم حداد أن مشاركته في لجنة التحكيم من أجمل ما حدث له في السنوات الأخيرة، مبيّنًا: (على الرّغم من ترددي الكبير في عضوية لجان التحكيم، فلست ممن يعتقدون بامتلاك الاستعداد لهذه المهمات، غير أن هذه التجربة منحتني متعة جديدة وأضافت لي خبرة نوعية خصوصاً فيما يتعلق برؤيتي الفنية لجوهرية الشعر في عموم أشكال التعبير الأدبي...) وأضاف: (نصوص الروايات السبع اشتملت على شعرية في السرد بدرجات مختلفة، وشعرنا بأن روحاً جديدة ترافق هذه الأصوات راغبة بولع جارف في التعبير عن ذاتها بحرية كاملة تقريباً).

وفي ختام الاحتفال وقّع الكتاب السبعة رواياتهم وهي إضافة الى "مقهى سيليني"، "جارية" للبحرينية منيرة سوار، و"مداد الروح" للبحرينيّ أيمن جعفر، و"الزيارة" للبحرينية رنوة العمصي، و"بردقانة" للفلسطيني من عكا إياد البرغوثي، و"فندق بارون" للسوري عبدو خليل، و"التي تعدّ السلالم" للعُمانية هدى حمد.

يذكر أن (مقهى سيليني) تقع أحداثها في الاسكندرية، مدينة الشوارع المتوازية والمصائر المتقاطعة ما بين عالمي بيتا ورقية. وبيتا الفتاة الايطالية التي تطارد شبح أمها في رسائلها القديمة، ورقيّة التي تطارد أشباح نجومها المفضّلين في صالات سينما الأربعينيّات. الجميع في هذه الرّواية يطارد أشباحه الخاصّة وأحلامه، ويجد في المدينة متنفّسًا وبراحًا.

الفائزة بجائزة محترف نجوى بركات، الرّوائيّة أسماء الشّيخ، من مواليد الإسكندريّة عام 1988م، تخرّجت من كلّيّة الطّب. ومقهى سيليني هو عملها الرّوائيّ الأوّل، وقد أُنجِزَ في إطار المُحتَرف الذي أقيم بالتّعاون مع وزارة الثّقافة في مملكة البحرين.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً