أثار عدد من أمهات طلبة مدرستي آمنة بنت وهب الابتدائية للبنات وحسان بن ثابت الابتدائية للبنين، موضوع تحويل حديقة حسّان بن ثابت في المحرق إلى سوق مؤقتة، محمّلين أعضاء مجلس بلدي المحرق مسئولية أية أضرار أو حوادث يتعرض لها أبناؤهم.

وطالبت أمهات الطلبة المحرقيين، خلال حضورهن جلسة بلدي المحرق يوم أمس الأربعاء (26 مارس/ آذار 2014)، بأن يتم تحويل السوق المؤقتة من حديقة حسان بن ثابت إلى «ساحة الشرفاء» في البسيتين. وأشرن إلى أنهن لن ينتظرن وقوع حوادث أخرى لأبنائهن، وذلك بعد حادثة تعرض أحد الأطفال إلى صعق كهربائي من سلك كهربائي مكشوف في السوق.

وبلهجة حادة هاجمت ولية أمر أحد الطلبة، وبالنيابة عن بقية الأمهات، أعضاء مجلس بلدي المحرق، محملة إياهم مسئولية كل ما يحصل للطلبة في المدرستين المذكورتين.

وقالت مخاطبة الأعضاء: «أنتم جميعكم أولياء أمور، فهل يقبل أحدكم أن يكون ابنه في مدرستين جنبهم سوق سمك وخضار؟، من يتحمل المسئولية عن الأضرار التي قد يتعرض لها أبناؤنا».

وناشدت سمو رئيس الوزراء أن يوقف ما وصفته بـ «المهزلة» التي تحصل في حديقة حسان بن ثابت.

وتساءلت: «أين حقوق الأطفال في الحصول على أماكن للترفيه والنزهة، كيف تقلب الحديقة إلى سوق؟، أين الرصيف الذي يمشي عليه الأطفال عند خروجهم من المدرسة، من المسئول عند وقوع حادثة أخرى. أنتم لديكم أطفال في المدارس، هل يرضى أحد أن يتعرض ابنه إلى تحرش جنسي أو اختطاف أو أي حادث؟». وأضافت «أزلتم ساحة الشرفاء من البسيتين، انقلوا السوق إلى هناك، وحافظوا على أولادكم».

وعلى رغم أن الرئيس عبدالناصر المحميد ونائبه علي المقلة لم يوافقا على السماح لأولياء الأمور (أمهات الطلبة) بالتحدث في الموضوع، إلا أن العضو خالد بوعنق أصرّ على منحهن 10 دقائق ليتحدثن عن المشكلة التي يعانين منها.

وبعد إصرار بوعنق وعدم موافقة المحميد، سُمح لهن بعرض شكاواهن.

واعترض المحميد على عدم قانونية مناقشة الموضوع لعدم وجوده على جدول الأعمال، واعتبر المناقشة في الموضوع مخالفة للقانون، وخطأ «ونحن تجاوزنا القانون والنظام من أجل خاطر أولياء الأمور الذين حضروا المجلس»، وشاطره في الرأي نائب الرئيس علي المقلة.

من جانبه، ذكر عضو مجلس بلدي المحرق غازي المرباطي أن موقفه مع العضو رمزي الجلاليف كان واضحاً من الموضوع المذكور، «وتحدثنا مسبقاً عن هذا الأمر، ورفضناه».

وقال المرباطي: «أحمّل عضو الدائرة مسئولية الأخطار التي يتعرض لها الأطفال»، مقترحاً أن يتم «سحب موافقة المجلس البلدي على تحويل حديقة حسان بن ثابت إلى سوق مؤقتة، ونقل السوق إلى موقع آخر، واقترح أن تنقل السوق إلى حديقة المحرق الكبرى».

وكان رئيس مجلس بلدي المحرق استقبل عددا من أعضاء مجلسي آباء وأولياء أمور طلبة مدرستي آمنة بنت وهب الابتدائية للبنات وحسان بن ثابت الابتدائية للبنين، بحضور مدير عام بلدية المحرق صالح الفضالة وعضو المجلس البلدي ممثل الدائرة الثانية فاطمة سلمان، وذلك من أجل مناقشة الموقع المؤقت «للسوق المركزي»، إذ نوه الآباء إلى ضرورة إيجاد محل بديل آخر لما يشكله من مخاطر على الطلبة بشكل خاص وعلى المتسوقين بشكل عام.

هذا، وعلى رغم أن الموضوع نُوقش في بداية الجلسة، إلا أن أعضاء المجلس عادوا لمناقشته بعد الانتهاء من جدول أعمال الجلسة، في بند ما يستجد من أعمال، وصوّت أغلبية الأعضاء على نقض قراره السابق الذي اتخذه بشأن الموافقة على جعل حديقة حسان بن ثابت سوقاً مؤقتة لسوق «المحرق المركزي»، وذلك بعد هدم السوق وإعادة بنائها. وتداول الأعضاء مقترحات بشأن الموقع البديل للحديقة، إلا أن القائم بأعمال مدير عام بلدية المحرق نوّه إلى أن «الشركة التي تعمل في الموقع قدمت عرضاً للبلدية، وتم الاتفاق على تحويل سوق المحرق المركزي إلى حديقة حسان بن ثابت بشكل مؤقت، وتم الانتهاء من التعاقدات والاتفاقات مع الشركة، وبالتأكيد دفعت الشركة مبالغ جراء عمليات تسوير قامت بها».

واقترح أن تتم مخاطبة الشركة مرة أخرى، والاجتماع معها بحضور الأهالي، والحصول على المزيد من الاطمئنان منها مباشرة، بأن توفر كل أمور الأمن والسلامة.

واقترح العضو المرباطي أن يتم الوقف الفوري للعمل في المشروع، ولقي اقتراحه قبولاً من الأعضاء وسط اعتراض رئيس المجلس.

وقرر المجلس الاجتماع مع الشركة عصر اليوم الخميس (27 مارس/ آذار 2014)، بحضور الأهالي وأولياء أمور طلبة المدرستين المذكورتين.