دعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي روسيا إلى الدخول في حوار جاد مع أوكرانيا لإيجاد حل سياسي للأزمة الأوكرانية.
وقال بيان مشترك صدر عن القمة الأميركية-الأوروبية التي عقدت في بروكسل اليوم الأربعاء (26 مارس / آذار 2014) ، "نحن قادة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة اجتمعنا اليوم في بروكسل للتأكيد على شراكتنا القوية. واليوم في أوكرانيا تتعرّض المبادئ الأساسية للقانون الدولي والأمن للتحدي".
وأضاف البيان أن "الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يدعمون الشعب الأوكراني وحقه في اختيار مستقبله ويبقون ملتزمين بدعم سيادة ووحدة أراضي أوكرانيا"، وأدان بشدة الانضمام "غير الشرعي" للقرم إلى روسيا، وقال "لن نعترف به".
ودعا "روسيا الى الدخول في حوار جاد مع أوكرانيا بغية إيجاد حل سياسي"، ورأى المجتمعون أن "أية خطوات إضافية من روسيا تزعزع الوضع في أوكرانيا ستؤدي إلى تداعيات إضافية أوسع على العلاقات الأوروبية والأميركية مع روسيا في المجال الاقتصادي".
وعبّر البيان عن وقوف الأوربيين والأميركيين مع الحكومة الأوكرانية في جهودها الرامية إلى استقرار الوضع في أوكرانيا وإجراء الإصلاحات، وتقديم المساعدة لها.
وقال "نرحّب بالتزام الحكومة الأوكرانية بضمان أن تكون البنية الحكومية شاملة وتعكس التنوّع الإقليمي وأن تقدم الحماية الكاملة لحقوق الأقليات".
إلى ذلك ذكر البيان أن الأوروبيين والأميركيين ينسّقون بشكل وثيق معاً لمساعدة الدول التي تمر بمرحلة انتقالية في شمال إفريقيا بينها الوضع المقلق في مصر.
وقال "نرحّب بتبني دستور جديد يحترم حقوق الإنسان والحريات الأساسية في تونس بعد حوار وطني شامل".
وأضاف أنه وفقا لما تم الاتفاق عليه في روما في وقت سابق من آذار/مارس الجاري، "نهدف إلى تكثيف مساعدتنا المنسّقة لليبيا التي تواجه تحديات ملحوظة لانتقالها نحو الديمقراطية والاستقرار".
وبالنسبة للبرنامج النووي الإيراني قال البيان "لقد قمنا بجهود دبلوماسية مشتركة مكثّفة عبر مجموعة (5+1) سعياً إلى حل يتم التفاوض عليه لتبديد الهواجس المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني"، وذكّر بأن الجهود الحالية يجب أن تصبو إلى التوصل إلى تسوية شاملة ونهائية للقضية.
وقال "ندعو إيران الى تحسين وضع حقوق الإنسان والعمل بشكل وثيق أكثر مع الامم المتحدة والمجتمع الدولي لهذه الغاية".
وعن الوضع السوري قال البيان إن "عملية مفاوضات جنيف ضرورية لتحقيق انتقال سياسي حقيقي في سوريا. والمسؤولية تقع على عاتق النظام السوري للانخراط بشكل بنّاء في العملية والمشاركة في مفاوضات مجدية نحو انتقال سياسي كما ورد في بيان جنيف".
ورأى أن أية انتخابات في سوريا يجب أن تجري ضمن هذا الإطار. ودعا كل الأطراف السورية وخصوصاً النظام إلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية والرعاية الطبية من دون عوائق إلى أرجاء البلاد والمناطق الحدودية بما في ذلك المناطق الخاضعة للحصار.
وعبّر عن القلق من وجود تأخير في عملية نقل السلاح الكيميائي خارج سوريا، داعياً سوريا إلى تحقيق التزاماتها وفق قرار مجلس الأمن رقم 2118 وقرارات المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، بالتخلص من برنامجها الكيميائي في أقصر مدة ممكنة.
وفي ما يتعلّق بعملية السلام في الشرق الأوسط، عبّر البيان عن دعم الاتحاد الأوروبي وواشنطن لاتفاقية سلام في الشرق الأوسط، واستعدادهم للمساهمة في ضمان تطبيقها واستدامتها. واعتبر أن المفاوضات الجارية تشكل فرصة فريدة للتوصل إلى حل الدولتين للنزاع، وقال "ينبغي عدم تفويت هذه الفرصة. لكن من أجل نجاح المفاوضات يجب تجنّب الأفعال التي تقوّد وتقلل الثقة بين الأطراف المتفاوضة".
إلى ذلك دعا البيان الأوروبي- الأميركي كوريا الشمالية إلى الالتزام الكامل وغير المشروط ومن دون تأخير بالتزاماتها بنزع السلاح النووي وفقاً للبيان المشترك لمحادثات السداسية الدولية عام 2005.
وقال "نطالب كوريا الشمالية بالتخلي عن كافة برامجها النووية وبرامج الصواريخ البالستية بطريقة كاملة ويمكن إثباتها ولا عودة عنها"، وعبّر عن القلق العميق بشأن الوضع الإنساني هناك، قائلاً "نحث كوريا الشمالية على معالجة هواجس المجتمع الدولي بما فيها المتعلقة بانتهاكاتها الممنهجة والمنتشرة الكبيرة لحقوق الإنسان".
وعن انتخابات الرئاسة الأفغانية المرتقبة، قال البيان "نؤكد على أهمية الانتخابات المقبلة كفرصة تاريخية لمزيد من الانتقال إلى الديمقراطية والاستقرار والتنمية في أفغانستان، ونجدد الدعوة إلى الحاجة لحماية حقوق الإنسان وخصوصاً المتعلقة بالنساء والفتيات".