العدد 4218 - الثلثاء 25 مارس 2014م الموافق 24 جمادى الأولى 1435هـ

بن رجب تدعو إلى التزام وطني وسياسي لإعطاء الصناعات الإعلامية والدرامية الأولوية

قالت إن الصناعات الإعلامية من الصناعات الثقيلة التي لا تقل أهمية عن صناعة البترول

دعت وزيرة الدولة لشؤون الإعلام المتحدث الرسمي باسم الحكومة سميرة رجب، الدول والحكومات الخليجية والعربية الى التزام وطني وسياسي لإعطاء الصناعات الإعلامية والدرامية الأولوية في برامجها ومشاريعها الإعلامية، لما لها من تأثير مباشر على زيادة الوعي ودعم الأمن والاستقرار المجتمعي، وإحدى أدوات الدعم والمحافظة عن الثقافة.

واشارت الى ان صناعة الإعلام والاستثمار فيه تتطلب إمكانيات هائلة وموازنات طائلة، لا بد من توفيرها لتحقّق أهدافها على أكمل وجه. فالصناعات الإعلامية، تعتبر من الصناعات الثقيلة، لا تقل أهمية عن صناعة البترول وما تحتاجه من آليات وتجهيزات وتعقيدات في عمليات الإنتاج.

جاء ذلك خلال افتتاحها مساء أمس الثلثاء (25 مارس/ آذار 2014) فعاليات الدورة الثالثة عشرة لمهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون التي تستضيفها مملكة البحرين، وينظمها جهاز إذاعة وتلفزيون الخليج بالتعاون مع هيئة شئون الإعلام بمملكة البحرين.

وأكدت بن رجب ان المجتمع الخليجي والمجتمع العربي بصورة عامة مجتمع فتي يمثل بدون شك مستقبل بلداننا وإن التركيز على فئة الشباب كإحدى عناصر تطوير ونجاح الإعلام في بلداننا، أصبح واقعا لا مفر منه وخيارا استراتيجيا ملحّا من أي وقت مضى .

وقالت ان الشباب، اليوم، هم الفئة المستهدفة الأولى من التطورات الهائلة في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال، وهم الفئة المستهدفة الأولى أيضا من البرامج الإعلامية التي أصبحت لا تقتصر في بثّها على شاشات التلفزيون أو أثير الإذاعة، بل تجاوزتهم إل ما هو أكثر تأثيرا من خلال استخدامهم اليومي للهواتف والأجهزة الذكية.

كما اكدت الوزيرة ان أهم محرّك للأمن والاستقرار في المجتمع هو الوعي المجتمعي الذي يمكن تحقيقه عبر آليات متعددة، لعلّ أبرزها الإعلام بمختلف أصنافه وأشكاله و ليس كما يعتقد البعض بأن أمن واستقرار الشعوب يقتصر على تطبيق القوانين والتشريعات وتعزيز الدفاعات العسكرية وإبرام الاتفاقيات الأمنية وغيرها من التدابير التقليدية التي من شأنها أن تحمي الأوطان.

وشددت على ان الإعلام أصبح اليوم، بتركيبته المعقدة من أهم قنوات زيادة الوعي المجتمعي في علاقته بتشكيل الثقافة وتعديل السلوك وتنمية الفكر في المجتمع. ويعتبر الإنتاج الإعلامي، سواء كان في شكل أخبار أو دارما أو برامج إذاعية وتلفزيونية، سلاح التأثير الأول على سلوك الفرد والمجتمع، والمصنع الرئيسي لتشكيل الرأي العام.

ودعت المسئولين على قطاع حسّاس مثل الإعلام بالتفكير مليا وجدّيا حول الأهداف التي نريد تحقيقها من خلال الإنتاج البرامجي والصناعات الإعلامية والدرامية في بلداننا.

و حذرت وزيرة الدولة لشئون الإعلام من ان هناك أطراف إعلامية تعمل بمنهجية مدروسة من خلال الدراما على إبراز صورة سلبية لمجتمعاتنا، وتساهم، في تشويه الصورة الجميلة لبلداننا وطمس حقيقة التطورات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي تحقّقت فيها منذ عقود.

واشارات كذلك الى ان هناك أيضا أطراف إعلامية وطنية تعمل بدون أية رؤية استراتيجية في هذا المجال الإعلامي الهام، مما يساهم، بدون قصد، في التقصير في حقّ مجتمعاتنا.

واكدت الوزيرة أن هذا المهرجان سوف يكون فرصة هامة لتبادل الآراء والخبرات بين الأخوة والأخوات المشاركين من أجل تعزيز صناعاتنا الإعلامية وإفادة شعوبنا الخليجية والعربية منها.

وفيما يلي نص الكلمة التي القتها وزيرة الدولة لشؤون الإعلام المتحدث الرسمي باسم الحكومة سميرة بنت إبراهيم رجب في افتتاح الدورة الثالثة عشرة لمهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون :

أصحاب المعالي والسعادة...

السيدات والسادة ...

الحضور الكريم ...

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته...

أسمحوا لي في البداية أن أتقدم بجزيل الشكر وخالص التقدير لجهاز إذاعة وتلفزيون الخليج على ثقته المستمرة وتعاونه الدائم مع هيئة شئون الإعلام في مملكة البحرين على تنظيم الدورة الثالثة عشرة لمهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون. كما لا يفوتني أن أقدم شكري الخاص لرعاة هذا المهرجان وهم مجموعة قنوات المرقاب الفضائية، مجموعة MBC، مجموعة روتانا خليجية، عرب سات، شركة در ألفا للإعلام، وذلك على مشاركتهم ودعمهم المتواصل لمسيرتنا الخليجية المشتركة في مجال الإعلام وصناعة الدراما.

وأنتهز هذه الفرصة لأرحب بأصحاب المعالي والسعادة مسئولي أجهزة الإعلام في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والشقيقة اليمن، وكذلك إخوتي وأخواتي الفنانين والفنانات والمبدعين والمبدعات والإعلاميين والإعلاميات من

مختلف هيئات وأجهزة الإعلام الخليجية والعربية وشركات الإنتاج والتوزيع، في بلدهم الثاني مملكة البحرين.

السيدات والسادة ...

تقام الدورة الثالثة عشرة لمهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون تحت شعار "شبابنا مستقبل إعلامنا". وفي الواقع إن لهذا الشعار أكثر من مغزى، فالمجتمع الخليجي والمجتمع العربي بصورة عامة مجتمع فتي يمثل بدون شك مستقبل بلداننا، ويجب أن يكون للشباب فيه الدور الأكبر في جميع المجالات وبالأخص في مجال الصناعات الإعلامية والثقافية.

إن التركيز على فئة الشباب كإحدى عناصر تطوير ونجاح الإعلام في بلداننا، أصبح واقعا لا مفر منه وخيارا استراتيجيا ملحّا من أي وقت مضى، فالشباب، اليوم، هم الفئة المستهدفة الأولى من التطورات الهائلة في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال، وهم الفئة المستهدفة الأولى أيضا من البرامج الإعلامية التي أصبحت لا تقتصر في بثّها على شاشات التلفزيون أو أثير الإذاعة، بل تجاوزتهم إل ما هو أكثر تأثيرا من خلال استخدامهم اليومي للهواتف والأجهزة الذكية.

يلعب الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني وصناعة الدراما، اليوم، الدور الأكبر في التأثير المباشر على ثقافة الفرد والمجتمع. ومن خلاله يمكن أن يزداد الوعي المجتمعي بالقضايا والمشاكل التي تحيط به، أو على العكس يمكن أن يساهم سلبا في تعميق بعض المشاكل المجتمعية.

السيدات والسادة ...

يعتقد البعض بأن أمن واستقرار الشعوب يقتصر على تطبيق القوانين والتشريعات وتعزيز الدفاعات العسكرية وإبرام الاتفاقيات الأمنية وغيرها من التدابير التقليدية التي من شأنها أن تحمي الأوطان، لكن عادة ما ننسى أن أهم محرّك للأمن والاستقرار في المجتمع هو الوعي المجتمعي الذي يمكن تحقيقه عبر آليات متعددة، لعلّ أبرزها الإعلام بمختلف أصنافه وأشكاله.

أصبح الإعلام، اليوم، بتركيبته المعقدة من أهم قنوات زيادة الوعي المجتمعي في علاقته بتشكيل الثقافة وتعديل السلوك وتنمية الفكر في المجتمع. ويعتبر الإنتاج الإعلامي، سواء كان في شكل أخبار أو دارما أو برامج إذاعية وتلفزيونية، سلاح التأثير الأول على سلوك الفرد والمجتمع، والمصنع الرئيسي لتشكيل الرأي العام. ولهذا السبب يجب علينا كمسئولين على قطاع حسّاس مثل الإعلام بالتفكير مليا وجدّيا حول الأهداف التي نريد تحقيقها من خلال الإنتاج البرامجي والصناعات الإعلامية والدرامية في بلداننا.

وفي هذا الإطار، يتفق الجميع على أنه يمكن لمسلسل درامي ناجح أن يجعل بلدا غير معروف على قائمة أفضل البلدان لدى الجمهور بفضل الرسالة التي يبثّها والصورة الإيجابية التي يحاول تسويقها، والعكس صحيح، فيمكن لفيلم سينمائي سيئ أن يفقد بلدا مشهورا الصورة الجميلة التي كان يعرف بها. والصورة الجميلة هي جزء من الأمن والاستقرار، في حين أن الصورة السيئة أو المهتزّة تساهم في إضعاف الشعوب وتزيد في عدم الثقة.

ومع الأسف الشديد، توجد أطراف إعلامية تعمل بمنهجية مدروسة من خلال الدراما على إبراز صورة سلبية لمجتمعاتنا، وتساهم، في تشويه الصورة الجميلة لبلداننا وطمس حقيقة التطورات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي تحقّقت فيها منذ عقود. وهناك أيضا أطراف إعلامية وطنية تعمل بدون أية رؤية استراتيجية في هذا المجال الإعلامي الهام، مما يساهم، بدون قصد، في التقصير في حقّ مجتمعاتنا.

وهذا يجرني إلى القول بأن على الدول والحكومات الخليجية والعربية، التزام وطني وسياسي لإعطاء الصناعات الإعلامية والدرامية الأولوية في برامجها ومشاريعها الإعلامية، لما لها من تأثير مباشر على زيادة الوعي ودعم الأمن والاستقرار المجتمعي، وإحدى أدوات الدعم والمحافظة عن الثقافة.

لكن في المقابل تتطلب صناعة الإعلام والاستثمار فيه إمكانيات هائلة وموازنات طائلة، لا بد من توفيرها لتحقّق أهدافها على أكمل وجه. فالصناعات الإعلامية، تعتبر من الصناعات الثقيلة، لا تقل أهمية عن صناعة البترول وما تحتاجه من آليات وتجهيزات وتعقيدات في عمليات الإنتاج.

هذه بعض التساؤلات والتحديات المطروحة اليوم أمام صناعة الإعلام، ونحن متأكدون من أن هذا المهرجان سوف يكون فرصة هامة لتبادل الآراء والخبرات بين الأخوة والأخوات المشاركين من أجل تعزيز صناعاتنا الإعلامية وإفادة شعوبنا الخليجية والعربية منها.

وأخيرا لا يسعني إلاّ أن أجدّد شكري للقائمين على تنظيم الدورة الثالثة عشرة لهذا المهرجان ورعاته، شاكرة لكم جميعا ثقتكم في هيئة شئون الإعلام ومتمنية لكم النجاح والتوفيق والإقامة الطيبة في بلدكم الثاني مملكة البحرين.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً