أقيم صباح اليوم الأحد (23 مارس/ آذار 2014) منتدى الأعمال البحريني الباكستاني الأول وذلك برعاية وزير الصناعة والتجارة حسن عبدالله فخرو وبتنظيم من وزارة الصناعة والتجارة وسفارة جمهورية باكستان الإسلامية لدى مملكة البحرين.
وخلال حفل الافتتاح ألقى وزير الصناعة والتجارة كلمة أكد خلالها إلى أن توقيت هذا المنتدى لا يمكن أن يكون أكثر ملاءمة من هذا التوقيت، فهو يأتي بعد أيام قليلة من زيارة الدولة التاريخية التي قام بها عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد عيسى آل خليفة إلى جمهورية باكستان الإسلامية، والتي وفرت من خلالها الفرصة للبناء على الحوار والنتائج الإيجابية لزيارته الكريمة.
وأشار الوزير إلى نهج التبصر والاستباقية لجلالة الملك في العلاقات الدولية وبناء الروابط السياسية والاقتصادية والاجتماعية وفصولاً جديدة في العلاقات بين البلدين الصديقين فهو يتيح، أن صح التعبير، الفرصة لضرب الحديد وهو ساخن.
وأضاف بأن الزيارة التاريخية لجمهورية باكستان الإسلامية كانت مثمرة من جوانب كثيرة، كما أن باكستان تشهد تطورا ملحوظا في الآونة الأخيرة، وهو تطور ستوفر البحرين له المساعدة، كصديق وشريك تجاري، ومن خلال تعزيز التعاون بين البلدين الصديقين، وخصوصاً في مجال الأمن الغذائي، وذلك من خلال تحفيز التجارة والاستثمار المشترك، لافتاً بأن هذا الدور لا يرتكز على الحكومات فقط بل من خلال الناس والشركات الذين يشكلون الاقتصاد، فدور حكومتي البلدين هو تسهيل التبادل التجاري من خلال ضمان عدم وجود أي عوائق قانونية أو تنظيمية أو مادية، بالإضافة إلى القنوات السياسية، وخلق حوار يفضي إلى تقريب القطاع الخاص في البلدين.
بعدها استعرض الوزير العلاقات التاريخية التي تربط البلدين الصديقين والتي تعود لما قبل عام 1971، عندما تم تأسيس العلاقات الدبلوماسية الرسمية، منوهاً بأن هناك ما يقارب من 65,000 باكستاني يعيشون ويعملون في البحرين في جميع القطاعات وفي كل من القطاعين العام والخاص. كما أن التجارة والاستثمار بين البلدين متبادل ومتنامي بشكل ملحوظ، وأكد بأن التجارة غير النفطية بين البلدين قد زادت بأكثر من 65٪ في الفترة ما بين عامي 2006 و2012 لتصل إلى 157 مليون دولار في عام 2011، كما زاد حجم التجارة الشاملة للتجارة النفطية وغير النفطية بأكثر من 100٪ خلال نفس الفترة، الأمر الذي يعتبر مؤشر واضح بوجود الأساس الممتاز لبناء التعاون في المستقبل.
وإلى ذلك تطرق الوزير إلى فعالية "استثمر في البحرين" والتي تنظمها وزارة الصناعة والتجارة بشكل سنوي، لتسليط الضوء على القطاعات الرئيسية والفرعية للاقتصاد، مشيراً إلى أن هذه الفعالية تجتذب عددٍ كبير من المشاركين من داخل البحرين وخارجها، وقد جذبت على مر السنين استثمارات ضخمة جديدة، وأنها ستكون مفيدة بدون شك للمستثمرين الباكستانيين، من أجل التعرف على الفرص المتنامية في البلاد وبناء علاقات متميزة.
كما أعرب الوزير عن ثقته بالنتائج الإيجابية المترتبة لهذا المنتدى وذلك من خلال الفرص المتكاملة في قطاعات عديدة منها الخدمات المصرفية الإسلامية، والصناعات التحويلية والخدمات التجارية، والتي يمكن أن تؤدي إلى استحداث فرصاً استثمارية مشتركة جديدة في كلٍ من البحرين وباكستان. مشيراً إلى أن هناك في الواقع أكثر من 400 شركة تعمل حاليا في البحرين والتي هي إما مملوكة بالكامل من قبل المستثمرين الباكستانيين أو يكون الباكستانيين شركاء في المشاريع، ويمكن لهذه الشركات التي تعمل جنباً إلى جنب مع تلك الشركات البحرينية العاملة أو تلك التي لديها تجارة مع باكستان، أن يعملوا سوياً لخلق النواة وتأطير الجهود المشتركة لتوسيع العلاقات المتبادلة على جميع الأصعدة.
وأضاف بأن مملكة البحرين ترحب بجميع المستثمرين، إذ بالإمكان إنشاء مشاريع تجارية في البحرين بزمن قياسي، كما يُسمح عملياً بالاستثمار الأجنبي بنسبة 100٪ في جميع القطاعات فلا يشترط توفير كفيل مواطن للشركات الأجنبية، كما لا يتم تصنيف الشركات التي أنشأها غير المواطنين بأنها شركات "أجنبية"، ففي البحرين تعتبر جميع الشركات شركات بحرينية، ويتم التعامل معها على هذا النحو.
وأضاف إن المستوى العالي والمستمر الذي تُصنف فيه البحرين في العديد من المؤشرات الدولية للأعمال التجارية الصديقة، بما في ذلك مؤشر مؤسسة التراث للحرية الاقتصادية، لهو دليل واضح على الانفتاح التجاري في البحرين، فالبحرين مصدر جذب تجاري كبير ليس فقط للسوق المحلي، ولكن لمنطقة الشرق الأوسط، حيث يمكن الاستفادة من الموقع الجغرافي المركزي للبحرين، وخدمات الاتصالات الممتازة كقاعدة للعمليات. فالإصلاحات والتحديث من قبل صاحب الجلالة الملك، ومواجهة التطرف والإرهاب هو محل متابعه بشكل مستمر وموسع.
وفي هذا السياق لفت الوزير إلى اتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة، والتي تتيح للشركات العاملة في البحرين الاستفادة من الإعفاء من الرسوم الجمركية للبضائع والمنتجات المصنعة في البحرين والمصدرة إلى سوق الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف بأن هذا المنتدى سيكشف سبل مختلفة لتعزيز العلاقات الثنائية، والنظر في إمكانات توسيع التجارة والاستثمارات المتبادلة، إذ قدم صاحب الجلالة الملك الحافز القوي للعمل بجد لإيجاد سبل جديدة لتحقيق ذلك.
وبعد ذلك ألقى سفير جمهورية باكستان الإسلامية لدى مملكة البحرين جوهر سليم كلمة أكد من خلالها على أهمية مثل هذه الفعاليات في تعزيز العلاقات المشتركة بين البلدين وتوفير الأجواء الملائمة لالتقاء المستثمرين من كلا البلدين من أجل الانطلاق لعلاقات اقتصادية أكبر وأوسع.
كما ألقى المساعد الخاص لرئيس الوزراء الباكستاني مصدق مالك كلمة أعرب خلالها عن تقدير حكومة بلاده الكبير للزيارة التاريخية والمثمرة التي قام بها حضرة صاحب الجلالة الملك والتي أسهمت وبشكل قوي في تعزيز العلاقات الثنائية وتحفيز المستثمرين للمزيد من المشاريع المشتركة والاستثمارات في كلا البلدين.