اطلقت عملية واسعة النطاق اليوم الأحد (23 مارس / آذار 2014) قرب المحيط الهندي والقطب الجنوبي بحثا عن حطام قد يعود لطائرة البوينغ 777 الماليزية التي فقدت قبل اكثر من اسبوعين بعيد اقلاعها من كوالالمبور.
والحطام الذي رصدته اقمار اصطناعية في 16 و18 اذار/مارس في منطقة تقع بين جنوب غرب استراليا والقطب الجنوبي، شوهد السبت من طائرة مدنية.
وقال رئيس الوزراء الاسترالي توني ابوت انها "قطع قريبة الواحدة من الاخرى في موقع البحث الاسترالي" الممتد على 36 الف كلم مربع في منطقة من اصعب مناطق العالم.
واضاف "من المبكر جدا التحقق من الامر لكن من الواضح ان لدينا الان مؤشرات ذات مصداقية ويزداد الامل لكنه مجرد امل لمعرفة ما حصل بالطائرة".
وابدت الهيئة الاسترالية للسلامة البحرية التي تنسق العمليات، حذرا مشيرة الى ان طائرة بي3-اوريون التابعة لسلاح الجو الاسترالي المجهزة بمعدات مراقبة متطورة لم ترصد سوى "مجموعة طحالب".
وتشارك ثماني طائرات مدنية وعسكرية وسفن تجارية واخرى تابعة للبحرية في عمليات البحث الاحد على مساحة تمتد على مئات الكيلومترات المربعة على ارتفاع 2000-2500 كلم جنوب غرب برث.
واعلنت الصين التي كان 153 من رعاياها على متن الطائرة ارسال الى المنطقة عدة سفن وطائرتي اليوشين 76، الاثنين الى بيرث.
وقال رئيس الحكومة الاسترالية "كلما زاد عدد الطائرات والسفن كلما زادت فرص العثور على حطام".
واضاف "هذا واجبنا حيال اسر (الركاب) وحكومات الدول المعنية. علينا ان نبذل قصارى جهدنا لمعرفة ما حل بالرحلة ام اتش 370".
واعلنت بكين السبت انها رصدت من الجو جسما "مشبوها" في المنطقة التي رصد فيها قمر اصطناعي استرالي اجساما تطفو على سطح المياه.
واظهرت صورة التقطت في 18 من الجاري ونشرتها الادارة الرسمية للعلوم والتكنولوجيا والصناعات الدفاعية جسما طوله 22 مترا وعرضه 13 مترا.
ويؤكد المسؤولون عن عمليات البحث ان الاولوية هي العثور على الصندوق الاسود في اقرب وقت والذي يتوقف عن البث بعد 30 يوما. وعامل الوقت لا يصب في مصلحة ماليزيا والدول ال25 المشاركة في عمليات البحث.
وقال غريغ وولدرون من مجلة فلايت غلوبال المتخصصة ان "السلطات تعلم بان فصل الشتاء يقترب في هذه المنطقة". واضاف "هذا لن يسهل الامور في منطقة من الصعب اصلا القيام بعمليات بحث".
وفقدت الرحلة ام اتش 370 بين كوالالمبور وبكين بعيد اقلاعها في الثامن من اذار/مارس في الساعة 00,41 (الجمعة الساعة 16,41 تغ) وعلى متنها 239 شخصا ثلثهم من الصينيين.
وقامت الطائرة بين ماليزيا وفيتنام بتغيير وجهتها الى الغرب في عكس خطة الرحلة وتم توقيف "عمدا" نظام الاتصالات فيها بحسب السلطات الماليزية. واستمرت الطائرة في التحليق لساعات قبل ان ينفذ وقودها.
واستنادا الى كل هذه العناصر تم تحديد ممرين للقيام بعمليات البحث احدهما شمالا باتجاه اسيا الوسطى والثاني جنوب المحيط الهندي.
ويؤكد معظم الخبراء ان هذا الممر الاكثر ترجيحا لانه من غير الممكن ان تكون الطائرة حلقت فوق اراضي الصين او جمهوريات سوفياتية سابقة من دون رصدها.
ووفقا للظروف التي سيتم فيها العثور على الطائرة، اذا تم العثور عليها، فان وضع سيناريو اكيد لفقدانها قد يستغرق سنوات.
والفرضية الوحيدة المستبعدة هي انفجار الطائرة في الجو. وتبقى فرضية خطف الطائرة او عمل يائس لاحد الطيارين او كليهما او حادث افقد الطيارين السيطرة عليها.
وقال جوناثان غالافيز من مكتب غلوبال ماركت ادفايزورز الاميركي الاستشاري "في الوقت الراهن ليس هناك اجماع ان بين خبراء الاستخبارات او الطيران او الحكومات لما قد يكون حل بالطائرة الماليزية".