العدد 4215 - السبت 22 مارس 2014م الموافق 21 جمادى الأولى 1435هـ

القمـة بمـن حضـر.. والأهـم انعقادهـا

الدستور الكويتية – 23 مارس 2014  

تحديث: 12 مايو 2017

على الرغم من اعلان وزير الإعلام الكويتي سلمان الحمود أن التمثيل الخليجي في القمّة العربية التي تنطلق اعمالها يومي الثلاثاء والاربعاء المقبلين سيكون على مستوى عال، داعيًا إلى عدم «القفز بالقمة إلى موضوع معيّن» ،في إشارة إلى أزمة سحب السفراء من قطر، الا ان القمة ستشهد غياب قادة عرب وستغيب معهم إمكانيات معالجة موضوعات هامة تعترض العمل العربي المشترك، وهو الامر الذي سيعيق قدرة القادة الحاضرين على اعادة الوهج الذي تفتقده القمة.
القمة التي تنطلق اعمالها يومي الثلاثاء والاربعاء المقبلين ستشهد غياب قادة عرب ستغيب معهم إمكانيات معالجة موضوعات هامة تعترض العمل العربي المشترك، وهو الامر الذي سيعيق قدرة القادة الحاضرين على اعادة الوهج الذي تفتقده القمة.
الا ان مراقبين يعتبرون المحافظة على مبدأ انتظام انعقاد القمة امرا في غاية الاهمية، تطبيقا لقرار بأن تعقد القمم العربية، بالتناوب في الدول الأعضاء بموعد ثابت هو شباط أو آذار من كل عام.
وحتى الآن بات في حكم المؤكد أن يتغيب عن القمة ثمانية من الزعماء العرب على الأقل، فيما يتوقع أن لا يتجاوز عدد الزعماء العرب المشاركين بالقمة 14، من الملوك والرؤساء العرب. وكان يمكن أن يزيد عدد الغائبين عن القمة لولا انعقادها في الكويت التي تتمتع بثقل سياسي واقتصادي ضمن المجموعة العربية، فضلا عن أنه لا يوجد لها خلافات مع أي من الدول الأعضاء.
ومن بين أبرز الزعماء الذين سيغيبون عن القمة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، ورئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان الذي يمضي فترة نقاهة بعد العملية الجراحية التي أجريت له مؤخرا. والرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الذي تبدو حركته في أضيق الحدود بسبب وضعه الصحي فضلا عن انشغاله بترتيبات الترشح لولاية رئاسية رابعة . كما يغيب عن القمة لأسباب صحية الرئيس العراقي جلال طالباني.
وإلى جانب هؤلاء السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان المقل في المشاركة في القمم العربية، والذي رأت مصادر خليجية أنه يمكن أن يخرج عن هذا التقليد ويشارك بقمة الكويت بسبب علاقته الشخصية بأمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الذي اعتاد أن يقضي سنويا إجازة في السلطنة. كما يغيب ولنفس الأسباب العاهل المغربي الملك محمد السادس الذي يعتبر مُقِلاّ هو الآخر في المشاركة بالقمم العربية.
أما الزعماء العرب الذين يغيبون لأسباب قهرية، فأبرزهم الرئيس السوري بشار الأسد الذي جمدت عضوية بلاده في القمة وأعطيت رئاسة وفدها للمعارضة السورية ممثلة بالائتلاف الوطني. كما يغيب عن القمة ممثل رئاسي ليبي الذي تعاني من حالة انشقاقات عميقة أدت للإطاحة برئيس الوزراء علي زيدان، ومع أن رئيس المجلس الوطني الليبي «البرلمان» قد يمثل بلاده في القمة فإن هذا التمثيل سيكون على الأرجح شكليا نظرا لضعف الصلاحيات التي يتمتع بها والتي تحول دون التزامه بأي مواقف في القمة.
وفي مقدمة المشاركين يجلس جلالة الملك عبد الله الثاني وأمير دولة الكويت الذي يستضيف القمة، لكن حضور الشيخ صباح الأحمد قد يكون حضورا بروتوكوليا ويقتصر على الجلسة الافتتاحية وذلك بسبب وضعه الصحي حيث أجرى لتوه عملية جراحية يحتاج بعدها إلى فترة نقاهة تمنعه من القيام بأي مجهود كبير.
ومن بين الزعماء المؤكد حضورهم ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل خليفة والرئيس المصري المؤقت عدلي منصور، والرئيس الفلسطيني محمود عباس واللبناني ميشيل سليمان والتونسي المنصف المرزوقي والسوداني عمر البشير وكذلك رؤساء جيبوتي وجزر القمر والصومال، ولم تتأكد مشاركة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز.
ومع أن الأزمات العربية تلقي بظلال داكنة على القمة، إلا أن من غير المتوقع للقمة بتركيبتها الحالية أي فرصة لاتخاذ قرارات حاسمة بشأن أي أزمة من تلك الأزمات. لكن في المقابل لا يتوقع أن تترك تلك الأزمات مزيدا من الندوب على العلاقات العربية العربية، حيث وصلت هذه العلاقات إلى أدنى مستوياتها ولم يعد فيها متسع لمزيد من الانشقاقات.
ويشكل الخلاف الخليجي مع دولة قطر أبرز القضايا التي ستحظى باهتمام المراقبين في القمة، حيث ينتظر أن تلعب الكويت دورا في تنقية العلاقات بين قطر من جهة وكل من السعودية والبحرين والإمارات من جهة أخرى. ومع أن فرص نجاح هذا المسعى ستكون محدودة، إلا أن هناك رهانا على الثقل الذي يتمتع به أمير الكويت ضمن المجموعة الخليجية.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً