انطلقت صباح يوم أمس الجمعة (21 مارس/آذار 2014م) قافلة ضمّت عدداَ من الشعراء من مملكة البحرين ودول عربية أخرى مثل سوريا، فلسطين، مصر، والسعودية، تسير في طرقات البحرين وشوارعها.
وتتوقف عند بضع محطات ليترجّل شعراؤها نحو الأحياء المحلّية والأسواق ويقدّموا أشعارهم، في محاولة إلى أخذ الشعر نحو الجمهور عوضًا عن مواقع الشّعر المعتادة.
تلك الفعالية التي حملت عنوان "خرائط شعر"، حاولت رسم خريطة متنوعة للشعر العربي، بين الشعر الحداثي والجديد والشعر النبطي والشعبي، بين النثر والمقفى، بين ثقافات دولٍ مختلفة، ومواضيع متنوعة.
وزارة الثقافة التي حرصت على الاحتفاء باليوم العالمّي للشعر، قدمت نموذجاً جديداً من الفعاليات الشعرية التي تكسر إطار المألوف من حيث طريقة العرض والمكان، نحو أفق جديد، يتّجه فيه الشعراء نحو أماكن متعددة مثل سوق باب البحرين والمقاهي المحيطة به، نحو مجمع 338 في منطقة العدلّية وما يدور حولها من مقاهي حديثة، ثم مجمع السيف التجاري بوصفه مكاناً مكتظاً برواد التسوق، ومتحف موقع قلعة البحرين في ممازجة بين التاريخ والمعاصرة، حيث الهواء وبعض زخات المطر وزرقة مياه البحر وقلعة قديمة تمتد إلى آلاف السنين، وكثير من الشعر والموسيقى.
وكما كان الشّعراء يلتقون بالنّاس في أماكنهم وفي سياق يوميّاتهم، حافلتا الشّعر أيضًا كانتا ملتقى جمع الشّعراء المشاركين الذين ناقشوا العديد من القضايا المتّصلة بهذا النّمط الأدبيّ وأطوار القصيدة العربيّة.
وقد تنوّعت مواضيع الشعر الملقى بحسب البيئات التي جاء منها الشّعراء، وكان الشّعر المرفق بالموسيقى هو لغة الحوار مع الآخر. كما تنوّع الجمهور المستمع إلى تلك النصوص، بتنوع الأماكن التي زارتها القافلة.
هذا وأثنى الشعراء المشاركون على حسن التنظيم وعلى فكرة إقامة الفعالية، والتي تعكس اهتمام مملكة البحرين بالشعر والشعراء، وأضافوا إنها المرة الأولى التي يشاركون فيها في فعالية شعرية مشابهة، يذهب فيها الشاعر إلى جمهوره، ويخالطهم في أماكنهم.
يذكر إن الشعراء المشاركين في الفعالية هم: إبراهيم جابر، زياد خدّاش، تمام هنيدي، علي الشرقاوي، سارة شلتوت، عبدالله المحسن، فاطمة عبدعلي، رنوة العمصي، أمل المرزوق، هاشم العلوي وسيّد يوسف أحمد.
وقد رافق وفد الشعراء المؤلف الموسيقي محمد الحسن، من خلال معزوفات فنيّة متنوعة، حاول فيها الحسن مجاراة النصوص وعمقها، كما قدّم للجمهور عددًا من المقاطع التي قام هو بتأليفها.