العدد 4214 - الجمعة 21 مارس 2014م الموافق 20 جمادى الأولى 1435هـ

وثيقة: علاقة لؤلؤية بين أُسرتَي آل الصايغ الإماراتية وآل مخرق البحرينية

المرحوم الحاج عبد المحسن بن يوسف المخرق
المرحوم الحاج عبد المحسن بن يوسف المخرق

المنامة - محمد حميد السلمان 

21 مارس 2014

 وثيقة هذا الأسبوع لا تنبع أهميتها لأنها تنشر لأول مرة، فهذا ديدن معظم وثائق هذه الزاوية، ولكن لكونها تتحدث بشكل خاص عن علاقة أسرتين من تجار اللؤلؤ في الخليج، بين البحرين ودبي تحديداً. والعائلتان هما عائلة المخرق البحرينية، والصايغ الإماراتية في دبي.

والوثيقة عبارة عن رسالة مطولة في صفحتين بعث بها التاجر المعروف آنذاك، يوسف بن علي الصايغ، من بومبي بتاريخ 13 ذي الحجة لعام 1367 (17 أكتوبر 1948) إلى البحرين. ولنستعرض هذه الوثيقة في جزءين نظراً لأهميتها الاقتصادية والاجتماعية في علاقات الأسر الخليجية في زمن اللؤلؤ.
تقول الوثيقة:
« يوسف بن علي الصايغ تلغرافياً صَايغ
قصر الصايغ
5، رابيون رود
بومبي في 13 ذي الحجة 1367
بسم الله تعالى
لجناب حضرت الأكرم المكرم الأخ العزيز عبدالمحسن بن المرحوم الحاج يوسف المخرك المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته على الدوام
أخي بلغنا عن وصولكم من خراسان إلى الوطن بصحت والسلامة هنيئاً لكم أنشأ الله زيارة مقبولة وسعياً مشكوراً وذنب مفغور وتجارة لا تبور (؟؟)، وعن مجرا سوق اللؤلؤ بالحاظر الرغبة على نواعم الطيب من 60 - 70 روبية، ونواعم الجيون من 150 - 200 روبية، والبوكه من 50-55 روبية، والبطون الفاخرة الأبيض، والقولواه الأبيض من 30-50 روبية.
دائماً اليكات مسكوت عنها، اعلم أيها الأخ عندنا خبر عن الحساب الذي لنا عند رجال (؟) علي زينل وهو (؟؟) والمذكور يمكن عندكم بالبحرين وهو مشتري بدله من عند خليل المؤيد الـﭼو في 8 روبية وعدد ﭼو 2500 (ألفين وخمسمايه) والبدلة المذكور في (؟؟) بيت دممل كيرداس (دململ داس) والذي وزنها عليه يوسف بوعيسي اوخرقوها الى في بيت زينل وارسلوها اله (والحقيقة) الى عنده مبلغ 4958 روبية وهو يوعدنا انه يوصل عن قريب الى منبي ويسلم لنا الحساب.
اعلم الآن المذكور عرفنا أن نيته باطله، وارجوك وثم ارجوك يا ابو يوسف انكان هو بالبحرين اتكلم معه بحضور الأخ الحاج عبدالرحمن القصيبي وابنه خليفه، وانكان في الأخير ارسل اله رجل الذي يعرف يتكلم معه ويفهمه زين عن غيه و (؟؟) الولد خليفه بن عبدالرحمن عنده القاعده كلها ان سلم لكم المبلغ فلا باس، والا عرفنا بالسرعة حتى نرسل لكم الوكاله اما بحري؟ أو من وكيلنا الانكريزي في منبي فاخذ منه الوكاله ونرسلها لكم بالسرعه، الآن ثلاث سنواة (ت) مضت وهو يبيع ويشتري.
المراد يا بويوسف لا تغفل عنه السبب الحقيقي؟ في ضيق ومحتاج (؟؟) مطلوبين في (؟؟) الى البسام وغيره، والدلال السيد حسن بن علوي بن السيد جواد.
وكتب اله خط من جنابكم بأن وصلني كتاب من يوسف الصايغ من طرف حسابه بمبلغ 4958 روبية اما تسلمه لنا حالاً او نشتكي عليك والعارف عليك واخد منه الجواب واذا ما جاوبك احضره عند الاخ الحاج عبدالرحمن القصيبي، والباري يحفظكم والسلام ابلغ سلامنا كافة الإخوة ومنا الأولاد يردون السلام.
حرره المخلص لكم يوسف بن علي الصايغ بيده».
وفي أسفل الرسالة توجد زيادة طارئة تؤكد على نفس مضمون الرسالة وتنبيه لما يمكن ان يطلبه منهم المدين للصايغ، كما أن هناك زيادة طارئة في أول الرسالة تذكر بأن يوم: العيد (الأضحى) بالخميس اعاده الله علينا وعليكم سنين دايمه).
وفي هذا الجزء سنعلق فقط على صاحب الرسالة وهو يوسف بن علي الصايغ وأسرة الصاغة.
فقد ذكرت الرسالة أن له قصراً، ربما يكون منيفاً، في أهم الشوارع التجارية بمدينة بومبي القديمة (مومبي) بالهند، وهو شارع (Ripon Road) ويحمل مبني القصر رقم (5)، ومن هناك كان يوسف بن علي الصايغ يدير أنواع تجارته ومنها تجارة اللؤلؤ بين الخليج وغرب الهند. والرسالة التي خرجت من مكتبه تدل على ذلك، ولو أنها كانت في نهايات زمن اللؤلؤ.
وتذكر بعض المعلومات المتناثرة هنا وهناك، أن عائلة الصاغة استقرت في أبوظبي مع هجرة البحارنة من إقليم البحرين إلى تلك النواحي منذ عشرات السنين، ثم تفرعوا إلى دبي وغيرها من مناطق الإمارات. ومن عائلاتهم المعروفة هناك عدة أُسر تجارية ذات مكانة مرموقة في المجتمع، نشير إلى بعضها فقط مثل (الفردان، والنويس، والصايغ، وآل جعفر، وآل محسن).
واسم العائلة (الصايغ) اشتُق من المهنة وليس من اسم العشيرة، حيث ترجح بعض الأقوال إلى أن أصل عائلة (الصايغ) سواء هم من في الأحساء، أو الرياض، أو قطر، أو البحرين (في المحرق تحديداً)، والكويت، من آل مبارك من نجد ومن بني تميم. وكان نزوحهم من نجد إلى تلك المناطق بسبب خلاف عائلي مع أبناء عمومتهم، كما يحدث بين بعض الأسر، فانتقل بعضهم إلى الأحساء ومنهم آل شيخ- آل مبارك. أما فرع الصاغة بالمحرق فيقال إنهم من (آل بطان) وكانوا يسكنون منطقة «فويرط» في شمال قطر منذ القرن الثامن عشر الميلادي، قبل أن ينتقل بعضهم إلى البحرين بعد عام 1783 ولذلك استقروا في جزيرة المحرق. ومن طواويش وتجار اللؤلؤ في عائلة الصايغ البحرينية بالمحرق، يأتي الطواش محمد بن موسي الصايغ، كأهم تجار هذه العائلة من زمن اللؤلؤ في البحرين...
أما قصة دين يوسف الصايغ، وعلاقة علي بن إبراهيم الصايغ أيضاً بالحاج عبدالمحسن المخرق، فهذا ما سنعرفه في الجزء الثاني من متابعة هذه الوثيقة.

العدد 4214 - الجمعة 21 مارس 2014م الموافق 20 جمادى الأولى 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً