دعا إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الشيخ عدنان القطان، المرضى إلى حسن الظن بالخالق جل وعلا، وأن يوقنوا بأنّ ما أصابهم من المرض بقضاء الله وقدره، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، وله الأمر من قبل ومن بعد، ولن يصيب العبد إلا ما كتب الله له.
وخلال خطبته يوم أمس الجمعة (21 مارس/ آذار 2014)، أورد القطان 8 وصايا، أولها أن يوقن المرضى بأن المرض الذي أصابهم مكتوب لهم عند الله في كتاب قبل أن يخلق السماوات والأرض، فيجب على المرضى أن يرضوا بما رضيه الله لهم، ويحبوا ما أحبه الله لهم.
وقال في الوصية الثانية: «ان يحسن المرضى الظن بربهم، فإنه سبحانه أراد بهم خيراً، وقدمهم على غيرهم. وطهر الله قلوب المرضى من الشر وملأها من الخير وزينها بالإيمان، وطهر أبدانهم من الذنوب والمعاصي، حتى أن أحدهم يمشي على الأرض وما عليه خطيئة»، مشيراً إلى أن «المرض أوجده الله لحكمة جليلة، لأن الله عدل في قضائه، غنيّ عن تعذيب عباده، لا يظلم الناس مثقال ذرة، ولكن الناس أنفسهم يظلمون، وهو أرحم بهم من أنفسهم، ويفرح بتوبة العبد أشد من فرح العبد بها، فرحمته في السماء والأرض والبر والبحر وفي الناس والجن والدواب والهوام والوحوش».
وحث القطان المرضى على معرفة ما أعد الله سبحانه وتعالى للمرضى من ثواب الصبر، وثواب المرض، فإن الله جواد كريم وواسع العطاء، وقد عرف الصالحون فضل المرض ففرحوا به كما يفرح أهل الرخاء بالرخاء. ولفت إلى أن «المرض علامة حب الله للعبد، ومن أحبه الله حفظه، ومن حفظه أجاب دعاءه، وأعطاه سؤاله وأدخله الجنة، ويكفي أنه إذا مرض المريض فصبر، كان ثوابه عند الله بغير حساب».
وطالب المرضى بـ «التداوي المشروع، والوقاية خير من العلاج، والعلاج بالمأذون به، أمر مشروع، وبذل الأسباب أمر مطلوب، ونحن لا نعتمد على الأسباب، ولكننا نبذلها استجابة لأمر الله تعالى، وتأسياً برسوله (ص)».
وأفاد بأن «من الوقاية أذكار الصباح والمساء، والمحافظة على الصلوات، وخصوصاً صلاة الفجر، والصدقة، وقراءة (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) و(المعوذتين) في الكفين ثلاثاً عند النوم، ومسح الجسد بهما، وأرشد إلى الأذان في اذني المولود، وكان يعوذ الحسن والحسين، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة، ومنع أن يرد الصحيح على المريض».
وأضاف أن من الوقاية، عدم الدخول إلى أماكن الأمراض المعدية. ومن العلاج المشروع، قراءة القرآن، فإنه شفاء. ومنها الأدعية المشروعة مثل: (أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يشفيك) سبع مرات، ومثل (بسم الله) ثلاثاً، و(أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر) سبعاً، ومثل: (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) ثلاثاً في الصباح، وثلاثاً في المساء، ومنها العسل، ويقول الرسول (ص): (الشِّفَاءُ فِي ثَلاثٍ: شَرْبَةِ عَسَلٍ، وَشَرْطَةِ مِحْجَمٍ، وَكَيَّةِ نَارٍ، وَأنا أَنْهَى أُمَّتِي عَنِ الْكَيِّ) ، ومنها ماء زمزم. يقول (ص): (ماء زمزم طعام طعم، وشفاء سقم). ومنها الحبة السوداء، فإنها دواء من كل داء. ومنها الحجامة لقوله صلى الله عليه وسلم: (خير ما تداويتم به الحجامة)، وقوله: (ما مررت بملأ من الملائكة ليلة أسري بي إلا قالوا: يا محمد مر أمتك بالحجامة)، ومنها الأدوية التي يصفها الأطباء، يقول (ص): (لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ، فَإِذَا أَصَابَ دَوَاءُ الدَّاءِ بَرَأَ بِإِذْنِ اللَّهِ).
وشدد القطان في الوصية الخامسة على «عدم تمني الموت لألم المرض، لأن الموت يقطع العمل، وخير الناس من طال عمره، وحسن عمله، وشر الناس من طال عمره وساء عمله، وعمر المؤمن لا يزيده إلا خيراً، إن كان محسناً ازداد من الخير، وإن كان مسيئاً أقلع عن الذنب وتاب منه».
وذكر أن في تمني الموت مفاسد، منها: التسخط والتضجر، وعدم الصبر، وإضعاف النفس، واليأس، والجهل، والحمق، وقطع العمل الصالح، فلا يجوز تمني الموت إلا لمن حسن عمله وأحبَّ لقاء الله، فإنّ من أحبّ لقاء الله أحبّ الله لقاءه، ولذا خيّر صلى الله عليه وسلم بين الخلود في الدنيا ثم الجنة أو اللحاق بالرفيق الأعلى، فاختار الرفيق الأعلى.
وفي الوصية السادسة، دعا إلى دوام العمل الصالح، وعدم انقطاعه، فإن الله شرع العمل الصالح ليدوم، وما شرعه لينقطع. وينبغي للمريض أن يشغل وقته بقراءة القرآن ليكثر أجره، ويقل وزره، ويرتفع قدره، ويزول مرضه، ويحفظ وقته، ثم ليعلم المرضى، أنه لا ينبغي التهاون بالصلاة حال المرض، فيجب أن يصلي المريض الصلوات الخمس في وقتها إن استطاع، فإن لم يستطع جمع بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء رخصة من الشارع الحكيم، كما يجب عليه أن يتطهر للصلاة التطهر الشرعي، فإن لم يستطع فإنه يتيمم، فإن لم يستطع فإنه يصلي على حاله ولا يدع الصلاة تفوت عن وقتها؛ وهكذا جميع الأعمال الصالحة يداوم عليها المريض فإن المرض لا يقطع العمل، وإنما يرقق القلب، ويزيد الإيمان، ويرغب في اللجوء إلى الله تعالى، ويزهد في الدنيا ويرغب في الآخرة.
وتحدث في التوصية السابعة عن التوبة الصادقة وكثرة الدعاء والاستغفار، فإنّ ابن آدم خطّاء وخير الخطاءين التوابون، وإنّ الله يفرح بتوبة عبده أشدَ من فرح العبد نفسه، وإنه يغفر الذنوب جميعاً، ويبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، فعلى المريض أن يندم على فعل الذنب، وأن يقلع عنه، وأن يعزم على عدم فعله مستقبلاً، وأن يعيد المظالم إلى أهلها فإنّ اليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل.
وقال إن على المريض أن |يكثر من الاستغفار فإنه لا يهلك مع الاستغفار أحد. ومن لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً، وأعظمه سيد الاستغفار، وكان صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد يستغفر الله سبعين مرة.
وحذّر إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، المرضى من «الذهاب إلى المشعوذين والكهنة والسحرة، لأنهم يعتمِدون في علاجهم على الخرافة والدّجل والتضليل بالمسلم، ومن أتى إليهم من غير تصديق، لم تقبل منه صلاة أربعين يوماً، ومن جاءهم وصدقهم فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، فليحذر المسلم الذهاب إليهم، وليحذر منهم، وليتداوى بالأدوية المشروعة، فإن الله لم يُنزل داء إلا وله دواء، علمه من علمه، وجهله من جهله».
العدد 4214 - الجمعة 21 مارس 2014م الموافق 20 جمادى الأولى 1435هـ
نعم نعم
احسنوا الظن بالله وكلشي بصيدكم قولوا من الله واذا الدكتور تعبان واخطأ في تشخيصك ما يحتاج تحمله المسؤلية ولا تشتكي عليه لأنك لازم تؤمن ان هدا اللي الله كاتبنه عليك... يا شيخ احسنت لقد اقنقذت الدكاترة من غضب العباد... وانا فاتح لي مطعم ممكن احصل منكم فتوى ان اذا صادهم تسممم يحسنون الظن بالله وما يشتكون عليي واكون لك من الشاكرين
بارك الله فيك
نسألك شيخ ان تتطرق لموضوع احاديث النبي ص في علوم اخر الزمان، كثر الحديث عنها مؤخرا وشكرا