تنوعت المناطق وتوحدت المشكلات التي يعانون منها، فرغم معاناة البحرين من النقص في الأمن الغذائي فإن مشكلاتهم لا تلاقي حلاً سريعاً ناجعاً يعالجها، انهم المزارعون الذين يعانون ويكابدون إلا ان تلك المعاناة تزداد مع مرور السنوات بدلا من أن تتراجع، والمشكلة التي يعانون منها خصوصا في فصل الصيف هي مشكلة المياه، والتي تتنوع بين مشكلة ملوحة مياه العيون نتيجة للتغيرات وغياب أو ضعف المياه المعالجة.

بمنطقة بوري أشار أصحاب مزرعة آل إبراهيم إلى انهم يعتمدون في هذه الفترة بشكل كلي على «المياه الجوفية من العين لأن الماء المعالج إما انه غير موجود أو يأتي بشكل قليل للغاية في الصباح».

وتابعوا «قبل سنوات جفت العين واضطررنا لزيادة عمقها من أجل الحصول على الماء»، مؤكدين أن «زيادة ملوحة الماء تؤثر على المحاصيل فأنواع من المحاصيل لا تقبل الماء المالح وخصوصا في فترة الصيف»، مشيرين إلى أن «كميات المياه الجوفية تقل مع الصيف وزيادة درجات الحرارة مع منع حفر العين من قبل الجهات الرسمية».

وقالوا ان «الماء المعالج يتراجع أيضا في موسم الصيف بشكل أكبر في الوقت الذي ترتفع فيه ملوحة المياه الجوفية، ما يزيد في المعاناة»، ولفتوا إلى ان «الجهات المعنية عندما نتحدث معهم عن تراجع المياه المعالجة وخصوصا مع اقتراب الصيف يكون جوابهم أن هناك عملية صيانة».

وفي المزرعة التي تعرف تاريخياً بـ «العنيبة» في منطقة كرانة، بيّن الحاج عيسى علي هلال أنه يعتمد في الزراعة على «المياه الجوفية من العين إذ ان ماء الصرف الصحي ضعيفة للغاية ولا يمكن الاعتماد عليها، ولولا اعتمادنا على المياه الجوفية لاختفت المحاصيل»، وتابع «ملوحة الماء ليست مرتفعة، إلا ان الماء تكون كميته جيدة في الشتاء ولكنها مع الصيف تقل بكثير». وأوضح هلال الذي عمل بالزراعة منذ كان في الـ13 من العمر أن «الماء موجود ولكنه يحتاج لحفر زيادة ولكن الحفر ممنوع منذ فترة». إلى ذلك، شكا أصحاب مزرعة المنامي من «ملوحة المياه الجوفية وعدم إيصال الماء المعالج للمزرعة من قبل الجهات المعنية، ونريد على الأقل استخدامها لخلطها بالمياه الجوفية لتقليل ملوحتها وللري المباشر»، مشيرين إلى ان «مزارع مجاورة تم توصيل المياه المعالجة إليها إلا اننا لم نحصل عليها حتى الآن».