وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الجمعة (21 مارس / آذار 2014) قانونين يكملان إجراءات ضم منطقة القرم إلى روسيا بينما تملك القلق المستثمرين من قرار الولايات المتحدة فرض عقوبات على دائرته المقربة من رجال الأعمال ومسئولي الأمن.
ووعد بوتين بحماية بنك وضعته واشنطن في القائمة السوداء ويملك حليف قديم له جزءا منه وقال المتحدث باسم بوتين إن روسيا سترد بالمثل على القيود المالية وقيود التأشيرات الأمريكية.
وهوت الأسهم الروسية بعد أن هدد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس الخميس باستهداف قطاعات رئيسية من الاقتصاد الروسي إن حاولت موسكو ضم مناطق أوكرانية تقع وراء شبه الجزيرة المطلة على البحر الأسود. وضاق الخناق حينما أوقفت شركتا فيزا وماستر كارد دفع خدمات مشتريات عملاء بنك روسي يملكه شقيقان على القائمة الأمريكية السوداء.
وعبر زعماء الاتحاد الأوروبي الذين يصرون أيضا على أن القرم لاتزال جزءا من أوكرانيا عن اعتزامهم الحد من اعتماد بلادهم على مصادر الطاقة الروسية ووقعوا اتفاقا سياسيا مع زعامة أوكرانيا طرح بعد الإطاحة بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش المدعوم من موسكو الشهر الماضي.
وفي مراسم بالكرملين نقلها التلفزيون الروسي على الهواء مباشرة وقع بوتين قانونا يصدق على معاهدة تجعل القرم جزءا من روسيا وعلى تشريع ينشيء منطقتين إداريتين روسيتين جديدتين هما القرم وسيفاستوبول حيث يوجد جزء من الأسطول الروسي بالبحر الأسود.
وسخر المسؤولون والمشرعون في موسكو من العقوبات التي فرضها الغرب بعد أن سيطرت القوات الروسية على القرم. ومهد استفتاء أجري يوم الأحد الماضي في المنطقة التي يغلب عليها سكان يتحدثون الروسية السبيل لضم روسيا للمنطقة في غضون أسبوع. وأيدت نتيجة الاستفتاء الوحدة مع روسيا بأغلبية ساحقة لكن واشنطن والاتحاد الأوروبي قالا إن النتيجة مزورة.
وتعمقت المواجهة الدبلوماسية بقرار أوباما فرض عقوبات على الدائرة المقربة من بوتين التي رافقته منذ أن كان نائبا لرئيس بلدية سان بطرسبرج في التسعينات إلى أن تولى رئاسة البلاد.
وقال بوتين إن بنك روسيا الذي اختصته واشنطن بالعقوبات لا علاقة له بالأحداث في القرم.
ويقع مقر البنك في سان بطرسبرج ويرأسه ويملك جزءا منه يوري كوفالتشوك وهو شخصية مقربة من بوتين منذ فترة طويلة. وهو يخدم عملاء بقطاع الطاقة الروسية من ضمنهم مؤسسات تملكها شركة جازبروم للغاز التي تديرها الدولة.
وقال بوتين إنه سيحول دخله إلى بنك روسيا. وقال في اجتماع لمجلس الأمن الروسي "أنا شخصيا لا أملك حسابا هناك لكني بالقطع سأفتح حسابا يوم الإثنين."
ومن بين الأسماء الأخرى في القائمة الأمريكية السوداء جينادي تيمتشينكو قطب تجارة النفط والسلع والأخوان أركادي وبوريس روتنبرج وهما اسمان مرتبطان بعقود ضخمة في قطاع أنابيب الغاز ودورة سوتشي للألعاب الشتوية وكذلك مدير مكتب بوتين ونائب ومدير المخابرات العسكرية ورئيس هيئة السكك الحديدية.
وفرض الاتحاد الأوروبي اليوم الجمعة عقوبات على 12 روسيا وأوكرانيا قال إنهم مسؤولون عن ضم روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية من بينهم ديمتري روجوزين نائب رئيس الوزراء الروسي ومساعدين للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وبموجب العقوبات ستجمد أصول هؤلاء الأشخاص في الاتحاد الأوروبي وسيحظر سفرهم إلى دوله.
ومساعدا بوتين على قائمة العقوبات التي توسع قائمة سابقة وضعت في وقت سابق الشهر الجاري هما فلاديسلاف سوركوف وسيرجي جلازييف.
واستبعد أليكسي موسييف نائب وزير المالية الروسي أن تترك العقوبات أثرا كبيرا على الفور.
* وحدة في مجال الطاقة
تعتمد معظم الدول الأوروبية بقوة على صادرات النفط والغاز الروسية مما يجعلها عرضة لأي خطوة انتقامية من جانب موسكو. وقال رئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبوي إن دول الاتحاد ستساعد بعضها بعضا على الحفاظ على الإمدادات إذا أوقفت موسكو صادراتها. وقال في مؤتمر صحفي في ختام اجتماع قمة في بروكسل "نحن جادون إزاء خفض اعتمادنا على الطاقة."
وأضاف أن مجرد الإعلان عن مثل هذه النوايا سيؤثر بقوة على الاستثمار في روسيا.
وحدث أن خفضت روسيا إمدادات الغاز لأوكرانيا من قبل مما أدى إلى تقلص الإمدادات لدول الاتحاد الأوروبي التي تنقل عبر الجمهورية السوفيتية السابقة رغم أن بوتين لم يكن يستهدف الغرب وقتها.
وستعمل دول الاتحاد الأوروبي التي تشتري الغاز الروسي كل على حدة للتفاوض مع موسكو حول صفقات الإمدادات على نحو مشترك لزيادة قوتها التفاوضية. وقال فان رومبوي "من الواضح أننا بحاجة للتحرك باتجاه وحدة في مجال الطاقة."
وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن الثقة تضعف في إمدادات الطاقة الروسية وأثارت احتمال أن يكون الغاز الطفلي الأمريكي خيارا للدول الأوروبية الراغبة في تنويع مصادر الغاز.
ومن المتوقع أن يثير أوباما المسألة حين يعقد قمة مع زعماء الاتحاد الأوروبي يوم الأربعاء القادم.
* الدعم الأوروبي لكييف
في بروكسل أكد زعماء الاتحاد الأوروبي الثمانية والعشرون تأييدهم للزعامة الجديدة في أوكرانيا عقب سقوط يانوكوفيتش إثر احتجاجات حاشدة. ووقعوا اتفاقا سياسيا مع رئيس الوزراء المؤقت أرسيني ياتسينيوك ووعدوا بتقديم مساعدات مالية للحكومة بمجرد أن تتوصل كييف لاتفاق مع صندوق النقد الدولي.
وسيرفع صندوق النقد الدولي تقريرا يوم الثلاثاء القادم بشأن محادثاته مع كييف على برنامج إقراض سيرتبط بإصلاحات واسعة للاقتصاد المتعثر.
وتفجرت احتجاجات في أوكرانيا على مدى ثلاثة أشهر بعد أن رفض يانوكوفيتش توقيع اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي وهو الاتفاق الذي تم اليوم الجمعة توقيع الجانب السياسي منه.
البلادي
واللة انك رجال ما تخاف والي سويتة عين الصواب وخل الحمر ان البريطان والأمريكان في حسوة