في يوم من الأيام، كانت لعبة كرة اليد هي اللعبة الثانية الأكثر شعبية في البحرين بعد كرة القدم، واليوم تغيرت الصورة وباتت لعبة كرة السلة هي الأكثر جماهيرية في البحرين، تاريخ كرة اليد الجماهيري مع تاريخ كرة القدم الجماهيري أصبح شيئا من الماضي، بينما كانت الأمنيات بلا أدنى شك أن تترقي الألعاب لتكون في مستوى جماهيري مميز ومتقارب.
الأوضاع الحالية في البحرين بلا أدنى شك لها تأثير سلبي على إقبال الجمهور على حضور المباريات الدورية، وأصبح الجمهور لا يأتي إلا للبطولات الخارجية أو النهائيات، غير أن الفتور الجماهيري لم يتزامن مع هذه الأوضاع أبدا بل بدأ قبلها، وجاءت الأحداث هذه لتزيد الطين بلة في العلاقة بين الألعاب الجماعية والجمهور.
أتذكر قبل سنوات قليلة، قام اتحاد اليد بفرض رسوم 500 فلس على دخول الجمهور لمدرجات صالته في أم الحصم، تلقينا في «الوسط» مناشدات ومطالبات بإلغاء الرسوم على لاعبي الأندية في الفئات السنية لرغبتهم في الحضور وعدم استطاعتهم الدفع. أتصور اليوم بأنه قد يقبل اتحاد اليد دفع مبلغ 500 فلس لمن يرغب في حضور المباريات.
المنافسة بين الأهلي والمنامة والمحرق في لعبة كرة السلة قديمة وليست جديدة، لكن الكل يتفق بأن عودة المحرق للمنافسة بعد سنوات الغياب جعلت كرة السلة الأكثر جماهيرية اليوم، السبب في وجهة نظري لا يحتاج لتحليل وتخمين هو عودة المحرق النادي الكبير ماديا وجماهيريا، العودة انعكست على جماهير بقية الأندية، عودة المحرق بأمواله انعكست على عقود اللاعبين.
أرى بضرورة دراسة واقع كرة اليد دراسة مستضيفة من خلال مؤتمرات وورش عمل تضم أبناء اللعبة للخروج بتصورات تطور اللعبة وتعيد لها شعبيتها ورونقها الجماهيري من جديد، هي ليست مسئولية الاتحاد بالدرجة الأولى بل مسئولية الجميع اللاعب حالي والسابق، الإداري الحالي والسابق، الحكم الحالي والسابق، العضو الحالي والسابق، الرئيس الحالي والسابق.
السعي وراء عودة المحرق ليكون عضوا في الاتحاد وكذلك الحد أحد الأفكار المطروحة، بالإضافة إلى فتح الباب أمام مشاركة المحترفين في الدوري المحلي لرفع مستوى المنافسة فكرة أخرى. متأكد أن خبراء اللعبة لديهم مزيد من الأفكار والرؤى لإعادة الحياة للعبة لما كانت عليه سابقا، المنتخبات الوطنية واجهة غير أنها ليست كل شيء.
بالنسبة لي، سأظل أحلم وأمني نفسي أن يعود جمهور الأهلي لعهده السابق وجمهور النجمة لما كان عليه وجمهور باربار لأيامه الجميلة وجمهور الدير لتشجيعه الحماسي وجمهور الشباب لحضوره المكثف، وسأظل أتخيل مباريات اليد كمباريات السلة الآن حضورا وحماسا وإزعاجا جميلا.
إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"العدد 4213 - الخميس 20 مارس 2014م الموافق 19 جمادى الأولى 1435هـ