بعدما انتهيت من كتابة مقال أمس «تخبط إعلامي مزمن»، بعشر دقائق، عن نيّة وزارة الداخلية إصدار مجلة تركز على الصحة النفسية للأطفال، وصل الصحيفة خبرٌ بأن النيابة أمرت بإيقاف طفلين 6 أيام على ذمة التحقيق.
الطفلان قاسم محمد ومحمد أحمد (12 عاماً)، من منطقة القرّية، وكانت تهمتهما «التجمهر».
الوزارة التي بشّرت الجمهور بالمجلة، تواصلت مع وزارة التربية والتعليم، التي أبدت تعاوناً مشكوراً على حد تعبيرها. وقد انتقدتُ أمس الوزارتين معاً على طريقة التفكير هذه، لقناعتي التامة بأن «الولاء» للأوطان ليس سلعةً ولا بضاعة للمتاجرة، وليست مادةً للضغط على الآخرين، وليّ أذرعهم وتشويه مواقفهم ليل نهار، في الإعلام الرسمي من إذاعة وتلفزيون وصحف تابعة.
حين قرأت هذا الخبر المثير للجدل (إصدار مجلة «وطني» للعناية بصحة الأطفال)، تبادر إلى ذهني مباشرةً، وبصورة تلقائية، ومن الوهلة الأولى، العمل الفني الذي صدر العام الماضي باسم «موطني»، حيث أنشد حسين الأكرف قصيدة الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان ذائعة الصيت، والتي تحوّلت إلى نشيد وطني في عددٍ من الدول العربية، آخرها العراق بعد سقوط النظام الدكتاتوري السابق.
الإصدار الجديد تضمن بعض اللقطات والأيقونات من المشهد البحريني، من بينها حاج مجيد (60 عاماً)، الذي اشتهر باسم «حجي صمود»؛ والطفل أحمد النهام (5 سنوات) الذي فقد إحدى عينيه لإصابته بشظايا سلاح الشوزن، أثناء تواجده مع أبيه المكافح وهو يبيع السمك في سوق قريته الديْر.
ربما جاء هذا الاستدعاء العفوي السريع للذاكرة، لتقارب الكلمتين (وطني وموطني)، كما استدعيا المقارنة بينهما من ناحية الصدور عن مركزين إعلاميين، أحدهما حكومي (الداخلية) والآخر أهلي (جمعية الوفاق).
والحقيقة المؤلمة، أن هناك عشرات الأطفال يقبعون في سجون البحرين بتهمٍ أمنية، تعرّض الكثير منهم إلى التعذيب وسوء المعاملة، وهي حقائق وثّقتها منظمة العفو الدولية في تقاريرها الدورية عن البحرين، وليست فبركات من الجمعيات السياسية المعارضة.
الخبر الجديد الذي يؤكّد شكوكنا في فائدة مثل هذه المجلة، أنه مع عودة وتيرة الاعتقالات والمداهمات للارتفاع هذه الأيام، تُركت طفلة رضيعة عمرها ثلاثة أشهر، في شقة والديها بعد اعتقالهما في منطقة سار، حتى تم استدعاء جدتها من منزلها.
ومن المؤكد أن خبراء وزارة الداخلية يدركون تماماً أن المداهمات لوحدها، خصوصاً بعد منتصف الليل، تترك آثاراً سلبيةً كبيرةً على نفوس الأطفال، تبقى حيةً في ذاكرتهم عقوداً طويلة، بحيث لا ينفع لإزالتها ألف مجلةٍ أطفال وألف مجلةٍ للكبار.
شريط «موطني»، لم يقتصر على وجوه بحرينية فقط، وإنّما تضمن أيضاً بعض الوجوه العربية المختارة من زمن الربيع العربي، مثل المناضل العمالي المصري الناصري كمال أبوعيطة، والحقوقي المصري البارز جمال عيد، ومن تونس زهير مخلوف، وآخرين من اليمن والسعودية وفلسطين المحتلة أيضاً، وكان المنشد البحريني يغنّي:
الجلالُ والجمال. والسناءُ والبهاء. في رباك.
والحياةُ والنجاة. والهناءُ والرجاء. في هواك.
هل أراك... سالماً منعّماً... وغانماًً مكرّماً؟
هل أراك؟ في علاك؟ تبلغ السماك؟
رحم الله شاعر فلسطين الكبير إبراهيم طوقان وطيّب الله ثراه.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 4213 - الخميس 20 مارس 2014م الموافق 19 جمادى الأولى 1435هـ
موطني....
واقعا ومن مل احساس صدق اقول لقد ابكيتتي بمقالك هذا استاذ حسين مات الشاعر الفلسطيني الطوقان وبقى نشيده مخلد واضحى جامعتا للشعوب المتفرقة في دهاليز اوطانها المعتمه فلم يرى حلمه لكن السؤال متى الحلم يتحقق وننتشل من ميناء غربتنا الكالحة ونحن مبعدون في اوطاننا.
نشيد موطني.
كنا نردده في حصة النشيد في مدارسنا في الخمسينات وكنا نحس بالافخر والاعتزاز لامتنا العربيه.
المواطنة شتان
الله يرحمك يا جدي عندما كان يقص علينا حكاياتة عن صباة وعن ماضية بالمزارع و ايام الفقر وكيف كان اباه و جده يكافحون للقمة العيش وعن أصحابهم من الطائفة الأخرى وكانو على محبه ! ،، اليوم الجمعة وسأزورك لأقرأ عليك الفاتحة عند قبرك ... ياترى ........ !!؟؟
نحن
نحن البحرانيون لن نبيع وطننا ولا نريد احد اعلمنه حب الوطن فنحن نعرفه واحنه البحارنه اى واحد يظلمنه لازم انقاومه حتى نسترد حقونه ولو قطعونه وسفكو دمنه لن نتنازل حتى اخر قطرة من دمائنا حقنه سنرجعهو طال الزمان او قصر والله ياخد الحق واخلص الشعب
للتصحيح يا سيد
آخرها العراق بعد سقوط النظام الدكتاتوري السابق.
النشيد الوطني المذكور كان في العراق منذ أيام صدام حسين وليس حديثا .
لذا لزم التنويه
الكلمة الصادقة تصل دون معانات
نشيد موطني وصلت للناس لصدقها وعفويتها علاوة عل انها تحمل هموم الناس... اما ما يراد من المجلات والبروشورات وبعض كليبات الحكومة ما هو الا تلميع للفساد وتلميع صور بليت من كثر مشاكلها فشتان بين الاثنين.
أبو صادق الدرازي
أحسنت سيدنا..
للتأكيد على كلامك سيدنا .. إبني ذو الخامسة من العمر كثير السؤال عن "الشغب" ويقصد قوات مكافحة الشغب .. بابا الشغب يصلون؟؟!! .. بابا الشغب عندهم أطفال؟؟!! .. بابا الشغب لويش ماينامون؟؟!! .. بابا انت تحب الشغب؟؟!! .. بابا الشغب مايروحون الجنة لا؟؟!!
أتصور هذه الأسئلة هي إجابات في حد ذاتها لمن كان له قلب!!
اباء الاطفال وامهات الطفال واخوان الاطفال مسجونين او مقتولين او يهاجمون كل يوم بالغازات والاسلحة في قراهم
ليس بسجن الاطفال فقط بل بدهسهم بسيارات الشرطة ولكم للطفل الشهيد على بداح مثال وقتل الشهيد علي الشيخ في يوم العيد وقتلهم بالشوزن وكم من طفل اباه مغيب في السجون فكيف تريد ان تغير الصورة الاجرامية للشرطة في نفوس الاطفال وامهاتهم وابائهم وخوانهم في السجون والمستشفيات والمقابر
لن يغفر لكم اى عمل والله المنتقم الجبار يمهل ولا يهمل
رثاء
مقال مؤلم وكأني أقرأ رثاء لموطني وليس مقال في جريدة بارك الله فيك سيدنا وابقاك الله ليوم ترى فيه فرحة هذا الوطن واهله
.....
لأنه من الصعوبة أن تزرع المواطنة في أناس ترك بلد الأم والأجداد..
لن نعلم أبنائنا حب الظلمة
وتذكرت أحد الخطباء في أواخر السبعينيات من القرن الماضي يقول سيأتي جيل يكفر بالأمة العربية من أولها لآخرها والسبب حكامها ï»·ن ماخلوا كرامة لشعوبهم حتى فلسطين تآمروا ليها من إمبطاحهم ومن يقف مقاوما للصهينة يتآمرون ن عليه نصرة لصهاينة.
تحويل
اصبت الهدف يا سيدنا الكريم .....و....تحاول ان تحول بوصلة حب الوطن الى .......وشتان بين الاثنان