أكدت مملكة البحرين وجمهورية باكستان الإسلامية عمق العلاقات الثنائية الوثيقة بينهما القائمة على أسس التاريخ المشترك والتواصل الثقافي، والتي ازدهرت وتطورت عبر العلاقات الاقتصادية التي تشهد نمواً مطرداً، ومن خلال أوجه التعاون المتعددة في المجالات كافة والصلات الأخوية بين شعبي البلدين.
وأعرب الجانبان في البيان المشترك الذي صدر في ختام زيارة الدولة الرسمية لعاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، إلى جمهورية باكستان الإسلامية عن ارتياحهما لمستوى العلاقات الثنائية، وعبّرا عن أملهما في تكثيف مثل هذا التبادل، الأمر الذي سيعطي دفعة للعلاقات الودية القائمة.
كما أقر الجانبان بأهمية المشاورات الثنائية بين وزارتي خارجية البلدين، مؤكدين أهمية تطوير التعاون في مجالات الدفاع والأمن بين البلدين.
وتم الاتفاق بين الجانبين على أن يجرى الحوار الأمني بين البلدين سنوياً كما تقرر تعزيز تبادل المعلومات والاستخبارات والتقييمات الأمنية. وندّد الجانبان بالإرهاب في كافة أشكاله ومظاهره، وأكدا من جديد عزمهما على تعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب على الصعيدين الثنائي والمتعدد الأطراف في إطار منظومة الأمم المتحدة.
وفيما يأتي نص البيان المشترك:
بدعوة من رئيس وزراء جمهورية باكستان الإسلامية، محمد نواز شريف، قام ملك مملكة البحرين صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، بأول زيارة رسمية له لباكستان خلال الفترة من (18 إلى 20 مارس/ آذار 2014).
ورافق جلالة الملك خلال هذه الزيارة وفد رفيع المستوى يضم رؤساء المجالس التشريعية وعدد من الوزراء وكبار المسئولين وأصحاب الأعمال.
وحظي جلالته باستقبال رسمي احتفاءً وترحيباً بمقدمه الميمون في (18 مارس 2014) من قبل رئيس وزراء باكستان.
وأقام رئيس جمهورية باكستان الإسلامية ممنون حسين، ورئيس وزراء باكستان محمد نواز شريف، حفلين رسميين تكريماً لجلالة الملك عقب محادثات رسمية.
كما عقد جلالته اجتماعاً ثنائيّاً مع رئيس الوزراء محمد نواز شريف. كما التقى جلالة الملك أيضاً مستشار رئيس الوزراء للأمن الوطني والشئون الخارجية سرتاج عزيز، ووزير المالية إسحاق دار، ووزير الدفاع خواجه محمد عاصف. وقام جلالة الملك بزيارة لمقر هيئة الأركان.
وأعرب جلالة الملك عن شكره وتقديره لدور ومساهمة الجالية الباكستانية، مشيداً بما تقوم به من إسهامات مقدرة في التنمية الاقتصادية في البحرين.
كما أعربت القيادة الباكستانية عن امتنانها لمملكة البحرين على استضافتها عدداً كبيراً من المواطنين الباكستانيين، معربة عن أملها في قيام مملكة البحرين في توظيف مزيد من الباكستانيين في مختلف القطاعات الاقتصادية الرئيسة.
وأكد الجانبان، خلال الاجتماعات الرسمية، عمق العلاقات الثنائية الوثيقة، القائمة على أسس التاريخ المشترك والتواصل الثقافي، والتي ازدهرت وتطورت عبر العلاقات الاقتصادية التي تشهد نموّاً مطرداً، ومن خلال أوجه التعاون المتعددة في المجالات كافة والصلات الأخوية الحميمة بين شعبي البلدين.
وجرت مناقشات موسّعة بين الجانبين في جو من المودة والإخوة الصادقة، وتطرقت المباحثات بين الجانبين للعديد من القضايا الثنائية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
واتفق الجانبان على مواصلة توسيع وتعميق المشاركة الثنائية في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك، حيث اتفق الجانبان على زيادة تعزيز التبادلات السياسية على مستوى عال، والتعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والدفاعية والأمنية، وفي العلاقات الشعبية.
وأعرب الجانبان عن ارتياحهما لمستوى العلاقات الثنائية، وعبّرا عن أملهما في تكثيف مثل هذا التبادل، الأمر الذي سيعطي دفعة للعلاقات الودية القائمة.
وشدّد الجانبان على أهمية استمرار المشاورات الثنائية المنتظمة من خلال الآليات المؤسسية القائمة، ورحّبا بإنشاء اللجنة الوزارية المشتركة بين باكستان والبحرين.
وأقرّ الجانبان بأهمية المشاورات الثنائية بين وزارتي خارجية البلدين، لتكون بمثابة مظلة للتعاون الثنائي بين البلدين. وتقرر أن تجرى الجولة المقبلة من هذه المشاورات في النصف الثاني من العام 2014.
وأكد الجانبان أهمية تطوير التعاون في مجالات الدفاع والأمن بين البلدين.
وتم الاتفاق على أن يجرى الحوار الأمني بين البلدين سنوياً على مستوى مناسب متفق عليه. وتقرّر أيضاً تعزيز تبادل المعلومات والاستخبارات والتقييمات الأمنية. وندّد الجانبان بالإرهاب في كافة أشكاله ومظاهره، وأكدا من جديد عزمهما على تعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب على الصعيدين الثنائي والمتعدد الأطراف في إطار منظومة الأمم المتحدة.
وفي مجال التعاون الاقتصادي، عبّر الجانبان عن ارتياحهما ورضاهما التام عمّا وصلت إليه العلاقات التجارية الثنائية من نمو وتطور.
هذا ورحّب الجانب الباكستاني بوفد رجال الأعمال رفيع المستوى الذي يرافق جلالة الملك، وأدرك أهمية تنظيم منتدى رجال الأعمال باكستان - البحرين الذي أتاح فرصة جيدة لتحقيق الإمكانات لزيادة تعزيز التبادلات التجارية. واتفق الجانبان على اتخاذ الخطوات اللازمة لتوفير قوة دافعة لحجم التبادل التجاري بين البلدين.
وأشار كلا الجانبين إلى الإمكانات المتوافرة لزيادة الاستثمارات المتبادلة واتفقا على تهيئة بيئة استثمارية مناسبة للمستثمرين من كلا البلدين. كما اتفق الجانبان على الحاجة لتبادل المعلومات عن فرص الاستثمار المتاحة بطريقة منتظمة وسريعة فيما بينهما. وإدراكاً لإمكانات النمو الاقتصادي الكبيرة في باكستان، أعرب الجانب البحريني عن استعداده للاستثمار في باكستان.
كما أقر الجانب الباكستاني بأهمية البحرين باعتبارها البوابة المثالية إلى الأسواق الخليجية.
ورحّب الجانبان بالتوقيع على الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التالية خلال الزيارة: مذكرة التفاهم حول إنشاء لجنة وزارية مشتركة بين البلدين، اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات، مذكرة التفاهم بين وزارة الداخلية بمملكة البحرين ووزارة الداخلية بجمهورية باكستان الإسلامية، مذكرة التفاهم للتعاون في مجالات الطاقة والمياه، مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الأمن الغذائي خاصة في مجال زراعة الأرز، اتفاقية الخدمات الجوية بين حكومة مملكة البحرين وحكومة جمهورية باكستان الإسلامية، مذكرة تفاهم في مجالات الأيدي العاملة والتدريب المهني، مذكرة التفاهم بين مجلس التنمية الاقتصادية ومجلس الاستثمار الباكستاني.
وتبادل الجانبان وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك الوضع الأمني في غرب آسيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا. وأكد الجانبان أيضاً ضرورة الحل السلمي لكافة القضايا، إقليمية كانت أو الدولية، على حدٍ سواء، من خلال الحوار.
وأمن الجانبان على العلاقات الوثيقة بين باكستان ودول مجلس التعاون الخليجي، وأكدا التزامهما بتعزيز التعاون بما في ذلك الإسراع للانتهاء من إبرام اتفاقية التجارة الحرة بين باكستان ودول مجلس التعاون الخليجي.
وفي الختام عبّر جلالة الملك عن شكره وتقديره لرئيس باكستان ورئيس وزراء باكستان على كرم الضيافة والحفاوة التي حظي بها وأعضاء الوفد البحريني المرافق له.
هذا ودعا جلالة الملك الرئيس الباكستاني ممنون حسين، ورئيس الوزراء محمد نواز شريف لزيارة البحرين في وقت مناسب للطرفين، ورحّبا بهذه الدعوة الكريمة، ووعدا بتلبيتها».
العدد 4213 - الخميس 20 مارس 2014م الموافق 19 جمادى الأولى 1435هـ