شوارع العاصمة الباكستانية، إسلام آباد، لا تبدو مزدحمة، وفي الواقع فإن شوارع المنامة تبدو أكثر ازدحاماً، على الأقل في المنطقة التي تواجدنا فيها، وهي قريبة من البرلمان والوزارات... وللوهلة الأولى تبدو هذه المدينة الجميلة مختلفة جداً عن الصور واللقطات التي تبثها نشرات الأخبار. على أن باكستان بلد كبير جداً، ومتشعب، وهناك أيضاً المدن والأحياء المزدحمة، والمناطق الريفية والجبلية والنائية، ولذا فإن هناك تفاوتاً كبيراً في مستوى المعيشة. ففي مدينة إسلام آباد الحديثة، يمكن لعائلة صغيرة من الطبقة المتوسطة أن تعيش بصورة حسنة على دخل شهري مقداره نحو 350 ديناراً، وهذا يعني أن شخصاً في منطقة نائية يحتاج إلى أقل من هذا المعاش بكثير لكي تسير حياته بصورة حسنة. ولعل هذه المعادلة البسيطة توضح لماذا يقبل الباكستانيون على العمل في بلداننا، رغم قساوة الظروف.
الباكستانيون قريبون جداً من ثقافة المنطقة حتى من دون الأعداد الكبيرة من العمال المتواجدة في منطقتنا... فهم شعب شديد البأس، وتاريخهم مرتبط بالحكام الذين حكموا الهند في الفترات السابقة، إذ كانوا يتواجدون في الجيش وفي دواوين الحكم، ولغة الأردو مرتبطة بتلك الطبقة النافذة، وحتى أن كلمة «أردو» تعني «معسكر»، أو شيئاً قريباً من ذلك. وباكستان، اسم جديد تم تركيبه في العام 1933 وهي تعني «الأرض الطاهرة»، كما أن الاسم تم تركيبه من أسماء المناطق هناك (بنجاب، أفغانيا، كشمير، سند، بلوشستان).
الإسلام بالنسبة للباكستانيين يمثل الهوية القومية، والتي على أساسها انفصلت هذه المناطق عن الهند في العام 1947، وذلك لأن مؤسسي الدولة (مثل محمد علي جناح) نظروا إلى واقعهم آنذاك وما ستؤول إليه أوضاعهم إذا تحولوا إلى أقلية في الهند، وفضلوا الانفصال والعيش في بلد مستقل يحميهم.
المثقفون في باكستان ليسوا متأسفين على الانفصال عن الهند، لأنهم يقولون بأن حماية الأقليات وضمان حقوقهم في الوصول إلى أعلى المناصب في بلد ما يحتاج إلى ثقافة ديمقراطية متطورة لم تصل إليها شعوب العالم الثالث بعد. ولو نظرنا إلى كثير من التجارب فإن هذا الحديث ليس بعيداً عن الواقع. ففي بلد مثل بورما، فإن المسلمين يعانون حالياً من تمييز بشع، ومن المحتمل أن يتم طردهم كلهم مع استمرار التهجير الحالي. المصيبة أن الذين يقودون حملة الاضطهاد هم الرهبان البوذيون الذين يعرف عنهم عادةً السلم والهدوء، وأن الحملة البشعة بدأت مع انفتاح البلد سياسياً، وبعد تخفيف القبضة العسكرية - الأمنية هناك.
عوداً إلى باكستان، فإنها بلد لها علاقات استراتيجية مع أميركا والصين ودول الخليج (لاسيما السعودية)، والملاحظ أن علاقتنا بباكستان محدودة بالعلاقات الرسمية، والأخيرة ترتبط مباشرة بالجالية التي تضطر إلى الهجرة إلى بلداننا لتحسين ظروفها المعيشية... ولكن العلاقات بين مؤسسات المجتمع المدني تكاد تصل إلى الصفر، وهو وضع لا يتناسب وحجم الاهتمام المتبادل على المستويات الرسمية.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 4212 - الأربعاء 19 مارس 2014م الموافق 18 جمادى الأولى 1435هـ
الدين قومية ؟
أعتبار الدين قومية هو نوع من الجهل أو التسيس الغير واعي لأن الدين له مكانته لدى الأمم بمختلف أجناسها وقومياتها وليس له طابع الخصوصية القومية لذا فأن هذا التفكير و التفسير الغير صحيح قد يتماثل بشكل ما فيما تحاول إسرائيل أيضاً فرضه واستغلاله بشكل بشع وعنصر ي ضد الفلسطينيين ..مع التحية س.د
؟؟؟
باكستان دولة قوية ونوويه ودول الخليج تربطهم علاقه معهم ولاهم هم مسلمين لابد من دول الخليج العربي تطوير علاقات قوية معهم ضد اعداء دول الخليج العربي
يا دكتور الزيارة لها اسم غير هذا
الزيارة لها اسم غير هذا ولا يمكن ان ينطلي علينا هذا الكلام
اوافقك بشدة !!
اعتدنا من إعلامنا تغيير عناوين الاخبار للتضليل الناس عن الهدف الحقيقي !!
هدف الزياره الاساسي مختلف تماما عن العناوين
ولكن العلاقات بين مؤسسات المجتمع المدني تكاد تصل إلى الصفر، وهو وضع لا يتناسب وحجم الاهتمام المتبادل على المستويات الرسمية.