العدد 4211 - الثلثاء 18 مارس 2014م الموافق 17 جمادى الأولى 1435هـ

عمليات المياه البيضاء في ازدياد

في الدول الفقيرة ومتوسطة الاقتصاد، ترى المرضى يصطفون في طوابير طويلة وكأنهم في جمعية تموينية في انتظار أخذ دورهم في إجراء عملية المياه البيضاء، في الهند وباكستان وكذلك القارة الأفريقية تقام معسكرات علاج المياه البيضاء والكثير من هؤلاء المرضى يلجؤون إلى هذه المعسكرات المجانية؛ لأنهم فقدوا البصر تماماً، وعندما تنظر إلى العين عن قرب تجد نقطة بيضاء تسد بؤبؤ العين، والسبب أن التغيرات في العدسة البلورية للعين وبسبب الكهولة وعدم الحصول على العلاج المبكر وصلت إلى آخر مراحل المياه البيضاء، لدرجة أن مسار الضوء والصورة لا يصل إلى الشبكية وكأنه عمى بشكل كامل. لكن ذلك في الدول الفقيرة، أما في باقي الدول المتطورة فإن المياه البيضاء لا تصل إلى هذه المرحلة من التقدم، ويلجأ المصاب بضعف في البصر وفي المراحل الأولية إلى الطبيب جراح العيون ويتم الاكتشاف المبكر وتُجرى العملية بالطرق الحديثة الفاكو ليزر. لهذا السبب ازدادت نسبة إجراء العمليات.

لقد ازدادت نسبة الإصابة بالمياه البيضاء بين كبار السن لما يقارب 6 مرات مقارنة بعقد الثمانينات من القرن الماضي، وتقدر نسبة انتشار المرضى لما بعد سن 65 عاماً إلى 1.5 في المئة. المنظمة العالمية للصحة أصدرت إحصاءات تفيد بأن نسبة عملية إزالة المياه البيضاء نحو 3 آلاف عملية لكل مليون نسمة كل عام، وهنا في مملكة البحرين تُجرى نحو ألف عملية إزالة للمياه البيضاء، وما يقارب من المئة تُجرى في الخارج.

في الدول المتقدمة تُجرى ما نسبته سبعة آلاف عملية مياه بيضاء لكل مليون نسمة، وهي في ازدياد، والسبب بجانب تقدم الأعمال هو أن نسبة النجاح لهذه العمليات كبيرة جداً، كذلك تطور التقنيات وتوفرها في معظم الدول، كذلك لم يعد الفرد يتحمل أن ينتظر وهو فاقد جزء من بصره، خاصة أن نسبة النجاح كبيرة جداً، وفترة النقاهة لا تتعدى اليوم الواحد، وتُجرى العملية تقريباً من دون تخدير، ولا تحتاج إلى خياطة، وتكون نتيجة استرجاع البصر أكثر من 90 في المئة، ويحصل على بصر جيد جداً وممتاز للبعيد والقريب.

في الماضي كان المريض ينتظر حتى يفقد البصر بدرجة كبيرة جداً، أما الآن فإن نسبة إبصار 6/12 أو حتى 6/9 يتمكن الأطباء من إجراء العملية بسهولة ويسر ويسترجع المريض بصر 6/6، وفي الكثير من الأحيان لا يحتاج المريض إلى نظارة للقراءة. لقد تمكنا من إدخال هذه التقنيات الحديثة جداً للبحرين، والكثير من المرضى يتمتعون بهذا البصر الممتاز، أما المستقبل فهو يبشرنا بتقنيات أكثر تقدماً ونجاحاً لمثل هذه العمليات.

الدكتور حسن العريض:

استشاري طب وجراحة العيون / مركز العيون التخصصي – عيادات ابن رشد 2

العدد 4211 - الثلثاء 18 مارس 2014م الموافق 17 جمادى الأولى 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً