تعيش مصر حاليّاً تدهوراً حقيقيّاً في سجلها الخاص بالصحافيين (قتل واعتقال وسجن ومحاكمة). فالممارسات المستخدمة من قبل الحكومة المؤقتة تتصدى لكل صحافي يقوم بعمله الصحافي لأجل طمس حقيقة ما يحدث في الدَّاخل - بحسب التقاريرالدولية - التي أوضحت أنها في كثير من الأحيان لا تفرق بين المواطن العادي وبين الصحافي.
وقد نقلت تقارير صحافية أنه ولأول مرة، منذ سنوات، جاءت مصر ضمن أكثر عشر دول تشهد عمليات قتل واعتقال الصحافيين، بحسب التقرير السَّنوي للجنة الدولية لحماية الصحافيين في العام 2013، إذ إن الكثير من دول منطقة الشرق الأوسط تشهد تدهوراً غير مسبوق في مجال حرية الصحافة. وهو لا يقتصر على البلدان العربية، ليشمل كلاًّ من إيران وتركيا.
ولهذا، فإن مصر تصنف اليوم من أكبر الدول اعتقالاً للصحافيين ضمن قوائم الدول المثيرة للقلق بشأن عمل الصحافيين في الداخل. فقد أشار تقرير اللجنة إلى أن غالبية الانتهاكات ضد الصحافيين تفاقمت بعد أن انقلب الوضع «فجأة» على أنصار الرئيس، محمد مرسي، بعد عزله.
مثل هذه الممارسات ما كانت تعاني منها مصر في الماضي لكنها في الوقت الراهن تمارس بصورة تعارض فيها حتى القانون بحسب نقابة الصحافيين المصرية، التي تجد أن هناك الكثير من الصحافيين ليسوا أعضاء بالنقابة لكن من الواجب حمايتهم.
إن تزايد اعتقال الصحافيين في مصر وتزايد القيود المفروضة على وسائل الإعلام دليل على استمرار تدهور المشهد السياسي العربي، الذي بدلاً من أن يتبنى الحلول السياسية، يلجأ وبكل شراسة إلى الحلول الأمنية والعسكرية التي بدورها تلعب دوراً كبيراً في قمع حرية التعبير وأدواتها، سواءً في الاعلام التقليدي أو الإعلام الجديد.
المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة مارتن نزبكي قال في تصريحات سابقة إن الصحافيين الذين يزاولون عملهم المهني لا ينبغي أن يكون مكانهم المعتقل، داعياً السلطات في مصر إلى ضرورة الالتزام بحرية التعبير وحماية الصحافيين أثناء مزاولتهم عملهم في موقع الحدث من دون تهديد أو خوف.
إنَّ الضغوط التي يعيشها الصحافيون بعد مرور ثلاث سنوات على الربيع العربي تعدُّ أحد الأسباب الرئيسية في تهديد ومقتل ومحاكمة واعتقال الكثير منهم في مواقع شتى. وهذا الضَّغط لا يشمل فقط الصحافي نفسه بل حتى المؤسسات التي يعملون بها، وهو ما يشكل تحدياً كبيراً لها وللصحافي.
وإذا كان هذا هو وضع مصر اليوم فهو الأسوأ في سورية التي تملك ملفّاً كبيراً عن اختطاف وقتل الصحافيين منذ العام 2011 وحتى الآن.
وتعي الأمم المتحدة أهمية توفير الحماية لكل من صحافيي الإعلام التقليدي والجديد، فلا فرق بين الاثنين. وقد تمت مناقشة ذلك في سبتمبر/ أيلول في العام 2011، إذ كان أول اجتماع يعقد بين وكالات الأمم المتحدة بشأن «سلامة الصحافيين ومسألة الإفلات من العقاب» في مقر اليونيسكو من خلال وضع خطة عمل لبناء بيئة أكثر حرية وسلامة للصحافيين والعاملين في وسائل الإعلام أيّاً يكن مكان عملهم.
إنَّ حرية التعبير تعد الركيزة الأساسية التي تقوم عليها كل حرية أخرى، وهي أساسٌ لكرامة المجتمعات، بل وتمثل وسائل الإعلام الحرة والتعددية والمستقلة شرطاً أساسيّاً لممارسة هذه الحرية.
ما يحدث في مصر وسورية لا يجعل بلدان المنطقة في منأى عن ممارسات تنتهك حقوق الصحافيين بأشكال مختلفة، فهي تؤمن بالعقلية ذاتها التي تعتم على الحدث، ومن أجله تفعل أي شيء لتغتال الكلمة والصورة.
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 4211 - الثلثاء 18 مارس 2014م الموافق 17 جمادى الأولى 1435هـ
انه
انه الظلام يخافون من الحقيقة لهادا يعتقلون المصورين واليوم الصبح اعتقلو مصور المشتكى لله