من نافلة القول أن مملكة البحرين تعد واحدةً من الممالك التي تتمتع بتاريخ حضاري تمتد جذوره إلى آلاف السنين. ومن الواضح أن موقع البحرين الجغرافي ساعد كثيراً على وصول عددٍ من الحضارات الكبيرة إلى البحرين، وساهمت هذه الحضارات المتنوعة في إضفاء ألوانٍ من الثقافة إلى ثقافة أهالي البحرين وإلى من جاورهم من أهالي المناطق القريبة منهم.
ونحن في منطقة الخليج - وإلى وقت قريب - كنا نعد ثقافة البحرينيين هي الأولى على مستوى دول الخليج، وكانت مصدر إلهامٍ لعددٍ غير قليل من أدباء وشعراء ومثقفي المنطقة. وأرجّح أن من أسباب هذا التميّز المبكر أن البحرينيين اختلطوا بعددٍ من الحضارات ذات التنوع الثقافي والديني والمذهبي بسبب الاستعمار أحياناً، وبسبب الاختلاط مع أصحاب هذه الثقافات أحياناً أخرى.
ومن المؤكد أن البحرينيين لم يريدوا لثقافتهم أن تتراخى ولا لحضارتهم أن تتراجع، فأقاموا من أجل ذلك عدداً من اللقاءات والمؤتمرات والحوارات، والتي ناقشت عدداً من الموضوعات المهمة ليست للبحرين وحدها بل للمنطقة العربية وللعالم أجمع. وفي هذا السياق ومن ضمن ذلك الاهتمام بالثقافة وبالحوار، فإن دولة البحرين ستعقد مؤتمراً حول حوار الحضارات والثقافات في شهر مايو/ أيار المقبل. وبحسب وزيرة الدولة لشئون الإعلام سميرة رجب فإن هذا المؤتمر يهدف إلى ترسيخ قيم التآلف والتسامح والسلام بين الشعوب والأديان والثقافات وكذلك الحضارات. وقالت الوزيرة إن هذا المؤتمر سيعقد تحت رعاية الملك تأكيداً لأهميته، وبما يعكس التنوع الثقافي وكذلك فضاء التعددية في البحرين.
وبحسب بعض وسائل الإعلام في البحرين، فإن عدداً من الهيئات والمنظمات المهتمة بهذا النوع من الحوار ستشارك في المؤتمر، كما سيشارك فيه حوالي مئة وخمسين مفكراً من عدد من دول العالم. ولعل اهتمام القيادة العليا بهذا النوع من الحوارات يجعل للمؤتمر وتوصياته أثراً على واقع البحرين وكذلك واقع العالم العربي والعالمي في الوقت نفسه.
قضية حوار الحضارات وحوار أتباع الديانات ليس أمراً جديداً؛ فمبدأ الحوار وُجد مع وجود البشر ثم بدأ يتطور شيئاً فشيئاً بعد ذلك، وفي القرآن الكريم وفي السنة النبوية ألوان متنوعة من الحوارات؛ فهناك حوار بين الله وبين الشيطان، وبينه وبين الملائكة والأنبياء، أما تاريخنا فمليء بالحوارات ومن كل جنس ولون، وهذا كله يؤكد أهمية ودور الحوار في التقريب بين المختلفين، وفي حل كثير من المشاكل التي يعاني منها الكثيرون وفي العالم كله.
وللمملكة العربية السعودية تجارب جيدة في هذا الباب؛ فهناك عددٌ من مراكز الحوار ذات التوجهات المتنوعة، كما أن الملك عبدالله بن عبد العزيز وجّه بإقامة مركز عالمي للحوار بين أتباع الديانات، وجعل مقره في النمسا، وعقدت عدة مؤتمرات فيه قادت إلى عددٍ من القرارات المهمة، هذا إذا كتب لها أن ترى النور! وكل ذلك يؤكد أهمية الحوار وعلى أن ما قامت وستقوم به البحرين يصب في الاتجاه الصحيح.
بقي أن أنبّه إلى مسألة أرى أهميتها الكبرى، وهي أن الحوار بين شرائح المجتمع الواحد ذات التنوع الفكري أو الديني أو المذهبي أمرٌ في غاية الأهمية، بل إنه أهم من الحوار بين الآخرين مع أهمية ذلك النوع من الحوار. فمن غير المقبول أن نتحاور مع الأباعد ولا نفعل ذلك مع الأقارب الذين يشاركوننا كل همومنا وكل أفراحنا سواءً بسواء!
وفي الحوار ليس شرطاً الاتفاق على كل شيء؛ فالاختلاف من طبيعة البشر، كما أن الاختلاف الحميد يقود إلى القوة وليس إلى الضعف، وهذا ما يجب أن يتعلمه جميع المتحاورين كي يصلوا إلى وحدةٍ مقبولةٍ تتيح لكل فردٍ التمتّع بكافة حقوقه في بلاده، وتقضي على التمييز بين المواطنين بكافة أشكاله.
البحرين قامت بدورٍ جيدٍ في إثارة قضايا الحوار بكل أشكاله، والقائمون على متابعة هذا الموضوع بذلوا جهوداً جيّدةً أيضاً، والقضية بحاجةٍ إلى مواصلة، وإلى متابعة إخراج القرارات والتوصيات إلى حيّز التنفيذ يراها المواطن وغيره واقعاً يعيشونه في حياتهم اليومية.
إقرأ أيضا لـ "محمد علي الهرفي"العدد 4210 - الإثنين 17 مارس 2014م الموافق 16 جمادى الأولى 1435هـ
الحكومة
الحكومة لن تنفد اى مشروع اصلاحى ستنفد فقط القتل والقمع وانتون ياناس شايفين الطرقات من عسكرة ومداهمات اليومى المشتكى لله ناس اتقول انه بعض التعليقات كله ضد الحكومة لانه هاده الواقع
حضارة دلمون ان كنت لم تسمع بها
كانت مصدرا لقدوم الغير للتزود بما تحويه من معارف،بينما كانت غيرها من دول ترزح تحت التخلف والتشرذم. المجتمع البحريني الحالي يعي معنى محاولة شرذمته بحجة الاختلاف،فالاختلاف وتنوعه هو مصدر قوة هذا المجتمع وليس ضعفه....اما الحوار اللذي تزعمه فهو لعب في الوقت الضائع لتمييع المطالب الديموقراطية اللتي ينشدها الشعب،كما قلنا ان الكاتب بغير الحق يبغضه قلمه
كله كلام مأكول خيره
كنا كذلك حاليا عكس الماضي ألفه ومحبه حاليا تم تدمير النسيج فلسنا كما كنا مايتم حاليا لزوم علاقات عامة التسامح الذي كنا فيه ونتفاخر به كما ذكرته في بداية مداخلتي يوجد في سلطنة عمان فهي أنموذج في التسامح فقد كنا الأوائل في الكثير فحاليا من الاواخر